صحة المرأة

كيف تؤثر الطريقة التي تنظرين فيها إلى جسدك على صحتك النفسية

كيف تؤثر الطريقة التي تنظرين فيها إلى جسدك على صحتك النفسية
النشر : ديسمبر 14 , 2020
آخر تحديث : أغسطس 24 , 2022
هي مؤسسة مشروع سلاسل للصحة النفسية، باحثة دكتوراه في العلاج النفسي وعلم الأعصاب في جامعة (سينت أندروز) في بريطانيا، حول اضطراب كرب ما بعد... المزيد

هل نظرت يوماً إلى نفسك في المرآة ولم يعجبك شكل أنفك أو استدارة وجهك أو معالم جسدك؟

وبدأت بعدها تحدثين نفسك، أنا لست جميلة، يلزمني الكثير لأصبح مثل فلانة، ينقصني كذا وكذا، لو أن أنفي أصغر، لو أن عينيَ أوسع قليلاً.. وتستمرين في ذلك إلى أن ترسمي في مخيلتك صورة سلبية عن جسدك وعن كل ما هو ملكك ويشير إليك، صورة تكرهينها وتشتمينها ربما ليل نهار..

من أجل نفسك.. من أجل صحتك النفسية.. أدعوك إلى الرفق بنفسك والرأفة بجسدك.

من الناحية النفسية، صورة الجسد هي مصطلح يشير إلى الطريقة التي نصف بها تفكيرنا وشعورنا تجاه أجسادنا.

إن العلاقة التي تربط أفكارنا ومشاعرنا بأجسادنا هي علاقة تستمر مدى الحياة، لذلك يجب دائماً أن نسعى إلى بناء علاقة إيجابية مع أجسادنا و تطوير صورة جسد إيجابية.

يمكننا أن نستنتج من الكلام السابق أن لصورة الجسد مكونين اثنين:

  • مكون ذهني وهو الأفكار تجاه الجسد.
  • ومكون عاطفي وهو المشاعر تجاه الجسد.

ما هي صورة الجسد الإيجابية؟

هل يعني امتلاكك لصورة جسد إيجابية امتلاكك لجسم مثالي؟

بالطبع لا، فصورة الجسد الإيجابية هي أن نتقبل الشكل الذي نبدو عليه، والطريقة التي يوجد بها جسمنا في هذا العالم، ولا نسعى إلى تغيير شكل أجسادنا لنحصل على رضا الآخرين وقبولهم.

صورة الجسد الإيجابية هي أن تتعرف إلى صفاتك الخاصة بك، ونقاط قوتك وتفاصيلك التي تجلب لك الرضا بعيداً عن الشكل أو الوزن أو الطول أو اللون.

تتكون صورة الجسد من العوامل التالية:

  • الطريقة التي ننظر بها لأنفسنا وأجسادنا.

  • دقة هذه النظرة ومطابقتها للواقع الفعلي.

  • درجة الرضا التي نملكها تجاه أجسادنا ومظهرنا.

  • الطريقة التي نتفاعل فيها مع المحيط من خلال أجسادنا.

  • درجة اهتمامنا بآراء الآخرين تجاه أجسادنا.

  • درجة تأثر مشاعرنا وأفكارنا وسلوكنا بآراء الأخرين عن أجسادنا.


ما هي العوامل التي تؤدي إلى بناء صورة جسد سلبية؟

لا بد في البداية أن نعلم أن هناك فروقاً فردية بين الأشخاص، وأن طريقة وشدة التأثر بالعوامل الخارجية والداخلية تختلف من فرد لآخر.

إلا أن الدراسات تخبرنا أن هناك عوامل عامة يمكن أن يشترك فيها معظم الأفراد ومنها:

  • العلاقات الاجتماعية مع الأهل والأصدقاء.

  • الطريقة التي يتحدث الآخرون بها عن أجسامنا.

  • التعرض بكثرة للصور المعدلة البعيدة عن الواقع لمشاهير وسائل التواصل الاجتماعي بكافة أنواعها.

  • الشعور بالمنافسة مع صور المشاهير والسعي للتقليد.

  • بناء هدف مثالي لصورة الجسد لا يتناسب مع بيئة الشخص وواقعه.

ما هي العلاقة بين صورة الجسد و الصحة النفسية؟

يعتبر وجود المخاوف بشأن صورة الجسد تجربة منتشرة بكثرة يواجهها الكثير من الناس. ولكن يجب التنويه إلى أن امتلاك صورة جسد سلبية هو ليس اضطراب في الصحة النفسية أو العقلية، ولكنه رغم ذلك قد يكون عامل خطورة للإصابة باضطرابات نفسية أخرى مثل القلق أو الاكتئاب أو الاضطرابات النفسية المرتبطة بالأكل مثل:

  • فقدان الشهية العصبي (Anorexia nervosa) :

حيث يعمد المريض إلى تجويع نفسه والامتناع عن تناول الطعام.

  • اضطراب الشراهة (Binge eating disorder BED):

حيث يقوم المريض بتناول كميات كبيرة من الطعام في وقت قليل ويفقد السيطرة على نفسه.

  • الشره المرضي العصبي (Bulimia Nervosa):

حيث يقوم المريض بتناول كميات كبيرة من الطعام في وقت قليل ثم بعد ذلك يقوم بإجبار نفسه على التقيؤ والتخلص من كل الطعام الذي تناوله.

كيف يمكننا بناء صورة جسد إيجابية؟

يتم ذلك من خلال الانتباه إلى الأفكار التي نحملها تجاه أجسادنا والمشاعر التي نشعر بها تجاه أجسادنا. بالإضافة إلى القيام ببعض الخطوات العملية البسيطة:

  • تعديل العلاقة مع الطعام من علاقة عاطفية إلى علاقة منطقية (نأكل بهدف العيش وليس بهدف الهروب من أمر ما يسبب لنا الإنزعاج والتوتر).

  • الابتعاد عن مصادر الضغط والتوتر في ما يتعلق بصورة الجسد (صفحات التواصل الاجتماعي التي تضخ صور أجساد مثالية بكثرة).

  • بناء علاقة إيجابية مع الذات قائمة على الحب والتعاطف والتقبل.

  • الابتعاد عن المقارنة مع الآخرين.

  • الانتباه إلى اللغة والكلمات التي نصف بها أجسامنا.

و أخيراً أود أن أذكرك مرة أخرى, من أجل نفسك.. من أجل صحتك النفسية , أدعوك إلى الرفق بنفسك و الرأفة بجسدك.


المراجع:

  • Gillen, M. M., & Markey, C. N. (2015). Body image and mental health. Encyclopedia of mental health, 187.
  • Festinger, L. (1954). A theory of social comparison processes. Human relations7(2), 117-140.

مواضيع قد تهمك

الأكثر شعبية