تأتي الأمراض والعلل النفسية للأشخاص لأسباب كثيرة ومتعددة ومختلفة من شخص لآخر، والأغلب أن الجميع تعرض لمشكلة نفسية ولو لمرة واحدة في حياته، حتى لو لم يكن يعلم بوجودها أولم يصنفها كمشكلة نفسية، كنوبات الهلع  مثلاً هناك دراسات مختلفة تشير أنه يكاد ألاّ يكون هناك شخص إلا وقد أصيب بها في وقت ما في حياته ولو لمرة واحدة فقط.

لذلك لابد أن نعي أننا يوماَ ما سنواجه ضغط نفسي أو قلق أو حتى حزن، وربما يتقلب مزاجنا بين الحين والآخر وقد نتعرض لمشاعر سيئة ومزعجة وآلام نفسية تسيطر وتتمكن منّا.

تذكُر معظم الدراسات أن حوالي ٤٠٪ من الناس عندما يتعرض لعلة نفسية مثل الاكتئاب يبحث عن مساعدة نفسية من طبيب مختص بشكل صحيح، والبقية لهم أشكال و طرق أخرى في التعامل مع تلك العلة، إما تكون عن طريق طلب المساعدة من الناس الذين يكونون في اطار حياة الشخص من الأصدقاء والعائلة  بسماع نصائحهم ومشاركة خبراتهم  والبعض الآخر يتعايش أو يتجاهل الأمر حتى تمر تلك المشكلة النفسية، وهناك من تشكلت لديه قناعات وصور نمطية خاطئة لزيارة الطبيب النفسي كتلك التي تربط زيارة المختص النفسي بالجنون وفقدان العقل، و أخرى تتمثل بالضعف والهزيمة عندما يتم البحث عن مساعدة، والوصمة النفسية لها أشكال مختلفة بين ثقافات الشعوب باختلاف أديانهم وعاداتهم وتقاليدهم وإعلامهم المرئي كيف يصور لهم ذلك.

تختلف المؤشرات لحاجة البحث عن مساعدة نفسية من طبيب مختص، ولكن نستطيع سردها على شكل نقاط مستقلة حتى تتضح بصورة كاملة ووافية:

1.النوم

هناك أشكال مختلفة لتأثر النوم بسبب المشاكل النفسية التي قد نواجها، مثل الأرق والصعوبة في النوم والمحاولات التي تستمر لساعات طويلة للدخول في النوم بدون فائدة، وأيضاً الاستيقاظ المتكرر أثناء النوم سواء بكوابيس وأحلام أو بدون سبب واضح، وبكل تأكيد النوم ذو الساعات القليلة أو العكس النوم لساعات طويلة مبالغ فيها جميعها لها معنى كبير في جوانب الصحة النفسية.

2.شهية الطعام

انخفاض مستوى رغبتك في البحث عن الطعام بالشكل المعتاد، أو النقيض لذلك عندما يتم التعبير عن سوء مشاعرك بكثرة الأكل وهي أشهر الصور الإعلامية التي تظهر في الأفلام والمسلسلات عندما يكون الشخص في حالة غضب أو حزن أو عند فقدانه لشخص قريب يبدأ بالأكل بكثرة وبشكل مبالغ فيه وخصوصاً السكريات.

3.العزلة

يبدأ الفرد في محاولات الابتعاد عن حياته الاجتماعية سواء على مستوى الصداقات أو العائلة، ويفضل البقاء أطول مدة ممكنة لوحده وتختلف الدوافع والأسباب من شخص إلى آخر وتختلف بحسب العلة النفسية التي دفعته للبحث عن العزلة وفي بعض الأحيان تكون هذه العزلة بلا سبب واضح.

4.اليأس

هنا يظهر فقدان الأمل وقلة الحيلة وفقدان الدافع حتى تتمكن هذه المشاعر من الشخص، لذلك فور ظهور علامات مبدئية لمشاعر كهذه وعلى غير عادتك، عليك أن تعتبرها مؤشرا لحاجتك للجوء والبحث عن مساعدة نفسية، فأخطر ما في اليأس هو أنه قد يجلب أفكارا انتحارية.

5.سرعة الانفعال والغضب

عندما تتعرض في مواقفك اليومية إلى انفعالات لا تليق بحجم تلك المواقف وسرعة الغضب لديك تتصاعد بشكل غير منطقي وليست في محلها وبشكل دوري أو يومي.

6.استخدام مواد مخدرة

البحث عن المخدرات أو الكحول بكل الأحوال هو أمر لا يصح نهائياً تحت أي ظرف كان، ولكن هنا أخص عندما تواجه مشكلة أو أزمة ويتجه تفكيرك نحو استخدامها للتخلص أو لنسيان أو تجاهل هذه المشكلة، فاعلم هنا بأنك تحتاج إلى مساعدة نفسية، حتى لو لم تستخدمها، فبمجرد ظهور فكرة تعاطي المخدرات لديك اعلم بأنها علامة بأنك بحاجة إلى مساعدة نفسية.

7.التعرض لصدمة

الصدمات والتكيف والتقبل بعد حدوثها والعودة للحياة بشكل طبيعي ومتزن أمر صعب على كثير من الناس، لذلك لا تحاول المقاومة عند حدوثها، اتجه وابحث عن المساعدة فوراً، فتجاهُلها قد ينعكس سلباً ويؤدي بك لحياة نفسية غير صحية.

8.التوقف عن الترفيه

هناك أمور مختلفة يمارسها الشخص عادةً للترفيه عن نفسه وتختلف من شخص لآخر، فور توقف الاستمتاع بهذه الأنشطة أو عدم ممارستها نهائياً فتلك أيضاً علامة تشير إلى حاجة المراجعة لدى مختص نفسي.

9.تقديرك لنفسك

ملاحظة انخفاض تقديرك لذاتك والتقليل من نفسك وجلدك لذاتك والتقييم الذاتي الذي يدور حول فكرة أن إمكانياتك ضعيفة ولا يمكنك تحقيق شيء.