الأطفال الصغار 24-36 شهر

ما هي أنواع نوبات الغضب وكيفية التعامل معها؟

ما هي أنواع نوبات الغضب وكيفية التعامل معها؟
النشر : يناير 22 , 2020
آخر تحديث : ديسمبر 28 , 2021
أتمت حنان الماجستير من الجامعة الأردنية عام ٢٠٠٥، حيث كان موضوع رسالتها التي أعدتها لنيل الماجستير يتناول التعلق لدى المراهقين وعلاقته بتقدير... المزيد

استيقظت صباحاً بعد نقاش بسيط بالأمس على مواقع التواصل الاجتماعي حول نوبات الغضب، لأجد نفسي أمام نوبتي غضب متتاليتين من صغيرتي الحبيبة!

حسناً، ردود الفعل الأولية للأمهات عادةً في نوبات الغضب تتباين بين نقيضين: الصراخ والنهر والطلب من الطفل أن يهدأ، أو التجاهل. والطريقة الأولى ليست فاعلة مطلقاً، بل إنها تعد اهتماماً بالنسبة إلى الطفل حتى ولو كان ذلك الاهتمام سلبياً فلن يهتم، وسيظل يصرخ إلى أن تستجيب الأم، أو أن يخاف من رد فعلها فتزداد حدة مشاعره. أما التجاهل، وهو الوسيلة التي كنت أجدها الأكثر شيوعاً على صفحات الإنترنت في التعامل مع الطفل، حتى الصفحات المهنية والمتخصصة منها، فقد ينفع أحياناً، لكنه ليس حلاً دائماً، ولا يفيد الطفل في تنظيم مشاعره أو تعلّم شيء جديد، وقد يشعر أيضاً أنكِ لا تهتمين به.

ومؤخراً، وقعت على كنزٍ فيما يتعلق بالتعامل مع نوبات الغضب في كتاب بعنوان "The Whole Brain Child"، حيث يميز بين نوعين من ثورات الغضب، ويبين طريقة التعامل معهما وفق نوعهما:
 

النوع الأول: ثورات الغضب الانفعالية.
وهي التي لا يتمكن فيها الطفل من التحكم بمشاعره لشدة ضيقه أو غضبه، فيبدأ بالصراخ أو البكاء أو رمي الأشياء، وفي هذه الحالة، فالطريقة المثلى للتعامل معه تتمثل في احتوائه والتواصل معه، وذلك بالاقتراب منه واحتضانه، والتعبير عما يمكن أن يكون يشعر به من مشاعر، ثم بعد أن يهدأ وتخفّ نوبة الغضب يمكنك توضيح الأمر منطقياً له.
وكان هذا ما حدث مع طفلتي هذا الصباح، إذ كانت تودّ الخروج للعب في الخارج على الأعشاب من دون حذاء. ورغم أن اللعب الحسي مفيد ولا أمانعه، لكن المشكلة كانت في أن الصقيع كان يغطي الأعشاب التي تجمدت، ومن المؤكد أن هذا سيؤلمها. وحين أخبرتها بذلك وهي تنظر إلى الجليد تضايقت وتراجعت وراحت تبكي وتصرخ! احتضنتها بحب ورحت أقول لها: "أنتِ محبطة. أنتِ تحبين اللعب في الحديقة لكن الجليد يغطي الأعشاب، وأنتِ متضايقة جداً لأنكِ لا تستطيعين اللعب في الخارج لأن هذا سيؤلمكِ". راحت تومئ إيجاباً على كلماتي وفي الوقت نفسه ما تزال تبكي وإن كان قد خف بكاؤها قليلاً.
 

النوع الثاني: ثورات الغضب المقصودة.
وهي التي يقرر فيها الطفل أن يغضب ويطالب بأمرٍ ما بطريقة يضغط فيها على والديه! وهنا، يحاول صغيركِ إما أن يبتز مشاعركِ للقيام بما يرغب فيه بطريقة غير مناسبة، أو أن يضغط عليكِ للموافقة على أمرٍ يعرف أنكِ سترفضينه، فيختبر حدود صبرك وإلى أي حد يمكنه أن يتمادى إلى أن تستسلمي لطلبه! ويمكنك التعرف على هذا النوع بسهولة؛ إذ تتوقف نوبة الغضب لدى طفلك فور تنفيذ ما يريد! والتعامل الصحيح هنا مختلف تماماً عن التعامل السابق؛ حيث من الضروري هنا وضع حدود للطفل، والحزم في ذلك، وإذا لم يستجب فستكون هنالك تبعاتٌ لما يفعله.

ومع طفلتي، فقد دخلت إلى غرفة الجلوس بعد أن لم تتمكن من اللعب خارجاً، ولكنها كانت ما تزال متضايقة، وقررت أن تستمر في غضبها بطريقة أخرى: تريد مشاهدة برنامجها المفضل، ولكنها طلبت ذلك بالصراخ في وجهي وشدّي من يدي وإبعادي عن مقعدي. نظرت إليها وقلت لها: "ليس بهذه الطريقة نطلب ما نريد، كيف نطلب بأدب؟" ورغم أنها عادةً تستجيب، إلا أنها لم تستجب لذلك، وظلت تصرخ وتطالبني ببرنامجها وتضربني بيديها! فنظرت إليها مرة أخرى وقلت لها: "إن بقيتِ تقومين بذلك فلن تشاهدي البرنامج، ولن تتناولي الشوكولاتة التي تحبينها اليوم!" زاد ذلك من غضبها بالطبع، واستمرت في ذلك قليلاً، لكنها في النهاية هدأت واعتذرت مني واحتضتني. بعد أن هدأت، شرحت لها بهدوء أن الطلب يجب أن يكون بلطف كما تفعل دائماً، وإن لم يكن كذلك فسوف نتضايق ونضايق من حولنا ولن نحصل على ما نريد. بالطبع، لم تشاهد برنامجها (إن تساهلت وكان مجرد التوقف عن نوبة الغضب كافياً للاستجابة لطلبها فلن تتعلم شيئاً، بل وستتكرر بشكل متزايد)؛ ولن تتناول الشوكولاتة اليوم، لكنه درس مهم لها، حتى وإن تكرر، أن مضايقة الآخرين لن تحقق لنا أمنياتنا، بل ستؤخرها وتؤدي إلى الحرمان من أمور أخرى.



اقرئي أيضاً:

مواضيع قد تهمك

الأكثر شعبية