صحة الأطفال

دليلك لعلاج الإكزيما عند الأطفال والوقاية منها

دليلك لعلاج الإكزيما عند الأطفال والوقاية منها
النشر : نوفمبر 16 , 2021
آخر تحديث : يونيو 08 , 2022
د. ليندا هي طبيبة أطفال متخصصة معتمدة، وهي حاصلة على البورد في الأمراض المعدية لدى الأطفال والطب التكاملي والشامل، من خلال مسيرتها... المزيد

"طفلي يعاني من الأكزيما وتسبب له الحكة طوال الوقت حتى أنه لا يستطيع النوم جيداً ويبقى متعباً دائماً. ماذا أستطيع أن أفعل لمساعدته؟ هل يمكنك أن توصي بعلاج متكامل لهذه المشكلة؟"

الأكزيما هي حالة جلدية مرضية مزمنة تسبب جفاف الجلد والطفح الجلدي والحكة الشديدة. يعاني 5-20٪ من الأطفال من الأكزيما ويزداد معدل الإصابة بها في جميع أنحاء العالم.

تظهر أعراض الأكزيما على معظم الأطفال المصابين بها قبل بلوغهم الخامسة من العمر، وتميل هذه الأعراض إلى التلاشي مع التقدم بالعمر.

20٪ فقط من الأطفال تستمر معهم الأعراض بعد 8 سنوات من تشخيصهم لأول مرة، وأقل من 5٪ يصابون بها بعد 20 عاماً.

في هذا المقال سأتحدث عن العلاج المتكامل للأكزيما عند الأطفال والذي يتضمن الآتي:

 
الوقاية من الالتهابات الجلدية ومسببات الأكزيما

تعتبر وقاية جسم الطفل وجلده من الالتهاب أمراً أساسياً لعلاج الأكزيما والوقاية منها. ويكون ذلك باتباع حمية غذائية وتدابير صحية لتجنب أعراض الأكزيما ومعالجتها، وهذا يشمل الآتي:

الرضاعة الطبيعية

إذا كان طفلك معرضاً لخطر الإصابة بأعراض الأكزيما، فإن الرضاعة الطبيعية ستساعده في منع الالتهاب عن طريق تحفيز نمو البكتيريا النافعة في الأمعاء (الميكروبيوم.

تأكدي من وجود مصادر جيدة للبروبيوتيك في نظامك الغذائي أثناء الرضاعة الطبيعية، وإذا كنت لا تتناولين الأطعمة التي تحتوي على البروبيوتك بشكل كافٍ، اسألي طبيبك عن إمكانية أخذك للمكملات الغذائية.

الحمية المانعة للالتهابات

تعتبر حمية البحر الأبيض المتوسط ​​مع ما تحتويه من مجموعة متنوعة من الخضار والفواكه والبذور والمكسرات والأسماك والدهون الصحية التي لا تسبب الإلتهابات مقارنة بالنظام الغذائي الأمريكي الاعتيادي.

البروبايوتيك

إذا كان طفلك غير معتمد على الرضاعة الطبيعية أو قد قمت بفطامه عنها، فقد ثبت أن أربعة أسابيع من مكملات البروبيوتيك مثل Bifidobacterium bifidus و Lactobacillus salivarius تقلل بشكل كبير من أعراض الأكزيما كما ورد في ثلاث دراسات.

الأحماض الدهنية الأساسية

تعتبر الأحماض الدهنية الأساسية مهمة في الوقاية وربما في علاج الأكزيما. إذا كنت حاملاً أو مرضعة، تأكدي من حصولك على ما يكفي من الأحماض الدهنية الأساسية، وإذا كان طفلك يأكل طعاماً صلباً، فتأكدي من أنك تقدمين له مصادر صحية جيدة من الأحماض الدهنية الأساسية.


فيتامين د

أظهرت دراستان بأن إعطاء الأطفال المصابين بالأكزيما الخفيفة إلى المتوسطة 1000 وحدة من فيتامين (د) يومياً يحسن من أعراض الأكزيما لديهم.

فإذا لم تكوني متأكدة من مستوى فيتامين (د) لدى طفلك، فعليك باستشارة الطبيب، الذي قد يقرر فحص مستوى فيتامين (د) بالدم وبدء تناول مكمل يومي.

الحفاظ على بشرة طفلك رطبةً بشكل جيد طوال الوقت

الحفاظ على رطوبة البشرة عند الطفل يعد أمراً أساسياً في العلاج المتكامل للأكزيما، وهذه بعض الأمور التي تساعدك على ذلك:

1.     الاستحمام 

  • يساعد الاستحمام بالماء الفاتر (وليس الساخن) كل يوم لمدة 10-15 دقيقة بشرة طفلك على البقاء رطبة ويساعد أيضاً على التقليل من الحكة.

  • وإذا كانت قساوة الماء في المنزل لديكم عالية، عليكم التفكير بتركيب مليٍّن للمياه (لإزالة قساوة الماء) وذلك لأن نسبة كربونات الكالسيوم العالية الموجودة في الماء ذو القساوة المرتفعة يزيد من حدة أعراض الأكزيما.

  • تجنبي استخدام الصابون والمواد الكيميائية الأخرى، واستخدمي كمية قليلة من الصابون الخالي من الصبغة أو العطور أو استخدمي المنظفات من غير الصابون.

  • وبالنسبة للشامبو استخدمي أنواع الشامبو الخفيفة والخالية من العطور المخصصة للأطفال. حاولي تجنب وصول الرغوة إلى جسم طفلك.

  • جربي أيضاً إضافة القليل من زيت عباد الشمس إلى ماء الاستحمام، فهو يعد مرطباً جيداً ولديه بعض الخواص المضادة لالتهاب الجلد.

2.     الكريمات والمراهم المرطبة

المرطبات هي العنصر الأهم في العلاج المتكامل للأكزيما، وتعد الكريمات والمراهم أفضل من غسول البشرة (اللوشن) للترطيب.

استخدمي المرطبات بعد الاستحمام مباشرة وذلك للحفاظ على رطوبة بشرة طفلك، جففي طفلك بلطف، ثم اتركي بشرته رطبة قليلاً، وبعدها ضعي طبقة سميكة من المرطب.

ضعي المرطب مرة أو مرتين يومياً، وتجنبي الكريمات التي تحتوي على كبريتات لوريل الصوديوم لأنها تضعف سطح الجلد (الحاجز الجلدي للبشرة Skin barrier).

تجنب محفزات أعراض الأكزيما

تميل أعراض الأكزيما إلى التفاقم عندما يتعرض الطفل إلى محفزات معينة، وتجنب هذه المحفزات قدر الإمكان يعد مهماً جداً في العلاج الناجح للأكزيما. من أبرز هذه المحفزات:

  • الحرارة والتعرق: حاولي أن تحافظي على برودة جسم طفلك قدر الإمكان عندما يكون الجو حاراً، استخدمي الملابس الخفيفة والمروحة عند الحاجة وتجنبي البقاء في الخارج لوقتٍ طويل عندما يكون الجو حاراً.

  • التغرات المفاجئة في درجةا لحرارة: من الممكن أن تسبب التغيرات المفاجأة في درجات الحرارة تحفيزاً للأكزيما. لذا استعدي لوضع المرطب دائماً.

  • التوتر والقلق: قد يكونام من مسببات أعراض الأكزيما. وهنالك العديد من الأمور التي من الممكن تعليمها للطفل لمساعدته في السيطرة على التوتر والقلق مثل شرب شاي البابونج خلال اليوم واستخدام روائح زيوت اللافندر المهدئة.

  • البيئة الجافة: تحدثي لطبيبك عن استخدام مرطب الهواء خاصة في غرفة طفلك، واحرصي على تنظيف الفلتر بشكل دوري.

  • التعرض لبعض المواد من الممكن أن يسبب تهيج، مثل:
    • الصابون والمنظفات التي تحتوي على العطور والصبغات. استخدمي مستحضرات خالية من العطور والصبغات، وابذلي ما في وسعك لتجنب الفثالات والبارابين.
    • العطور.
    • دخان السجائر.
    • الملابس المصنوعة من الصوف والأنسجة الصناعية كالبوليستر. حاولي استخدام الملابس القطنية للطفل قدر الإمكان.
    • الغبار والأتربة.

حساسية الطعام والأكزيما

نظراً لأن نسبة كبيرة من الأطفال المصابين بالأكزيما لديهم حساسية تجاه الطعام، فمن الأفضل دائماً أن تسألي طبيبك عن هذا الأمر. يعد التخلص من الأطعمة التي قد يكون طفلك حساساً لها والتي قد تسبب ما يسمى بـ "تسرب الأمعاء" جزءاً مهماً من العلاج المتكامل للأكزيما.

لقد رأيت العديد من الأطفال الذين اختفت الأكزيما لديهم أو تحسنت بشكل ملحوظ بمجرد إزالة الأطعمة التي تسبب لهم التحسس من نظامهم الغذائي.

إذا كنت تعتقدين أن طفلك قد يكون لديه حساسية تجاه الطعام، اسألي عن اتباع نظام غذائي يسمى بحمية الاستثناء، حيث تعطي حمية الاستثناء نتائج أكثر دقة من اختبارات الدم أو اختبارات وخز الجلد عند التعامل مع الأكزيما.

علاج التهابات الجلد الموجودة

  • المرطبات: المرطبات هي دائماً الأساس لعلاج أعراض الأكزيما لدى طفلك.

  • الكريمات والمراهم الطبية (لا تصرف إلا بوصفة الطبيب): عندما لا تكفي المرطبات، تتوفر خيارات طبية ودوائية حسب عمر طفلك وشدة النوبة الجلدية.

  • الأدوية التي تأخذ عن طريق الفم: دائماً ما تكون الأدوية التي تأخذ عن طريق الفم (باستثناء الأدوية المضادة للحكة) هي آخر ما يتم استخدامه في علاج الأكزيما، فكلتا الفئتين من الأدوية التي يتم تناولها عن طريق الفم لها آثار جانبية خطيرة، لذا فهي تستخدم فقط في الحالات الشديدة التي لا تستجيب لأي علاجات أخرى. وتشمل الأدوية:
  • الستيرودات.
  • العوامل المثبطة (المضعفة) للمناعة.

كان هناك فتاة صغيرة منذ حوالي 4 سنوات أتت إلى عيادتي لكي أسمح لها باستخدام الأدوية المثبطة للمناعة. أقنعت الأم بتجربة حمية الاستثناء وإضافة الأحماض الدهنية الأساسية إلى نظام طفلتها الغذائي وطريقة لف الجسم، وكانت الأم مترددة للغاية لأنها جربت الكثير من الأشياء التي لم تنجح في الماضي وكانت قلقة من أن هذه التدخلات لن تنجح أيضاً وأنها ستصاب بخيبة أمل مرة أخرى.

في النهاية أقنعتها بتجربة هذه التدخلات لمدة أسبوعين، فكانت دهشتي كبيرة بذلك التحسن الذي حصل للطفلة بعد أسبوعين! كان من اللافت أن جسدها قد استطاع أن يشفي نفسه بمجرد أن قدمنا ​​له ما يحتاجه وأزلنا ما كان يضره!

 

السيطرة على الحكة

تؤدي الحكة الناتجة عن الأكزيما إلى قلة النوم وتبدأ حلقة مفرغة من الحكة والخدش. كلما زادت حكة طفلك، ازداد التهاب الجلد الذي يزيد من الرغبة بالحكة. لذا فإن السيطرة على الحكة يعتبر جزءاً مهماً جداً في العلاج المتكامل للإكزيما.

1.     طريقة لف الجسم

أفضل طريقة لتقليل الحكة هي الحفاظ على رطوبة بشرة طفلك، ولف الجسم يعتبر من أفضل الطرق لإضافة الرطوبة إلى بشرة الطفل، كما أنه يبرد ويزيد من تغلغل المرطبات والكريمات العلاجية في الجلد.

فكيف تقومين بذلك:

  • اجلسي طفلك في حوض ماء فاتر لمدة 10 دقائق، ثم ضعي مناشف مبللة على المناطق الجافة أثناء جلوسه.
  • بعد 10-15 دقيقة أخرجي الطفل وجففيه بلطف مع ترك بعض الرطوبة على الجلد.
  • ضعي طبقة سميكة من المرطب أو الكريم العلاجي على المناطق المصابة حسب توصيات الطبيب.
  • بللي قميصاً وبنطالاً داخلياً بأكمام طويلة في ماء دافئ نظيف واعصريها.
  • ضعي الملابس الرطبة على طفلك.
  • ألبسي طفلك طبقة من الملابس الجافة فوق الطبقة المبللة حتى لا يصاب بالبرد.
  • اتركي الملابس الرطبة طوال الليل (طالما لم يشعر طفلك بالبرودة)، أو ضعي اللفافات المبللة مرة إلى ثلاث مرات في اليوم، اعتماداً على شدة الأعراض.

2.     الأدوية المضادة للحكة

يمكن أن تساعد مضادات الهيستامين التي تُعطى عن طريق الفم في تخفيف الحكة. استشيري طبيبك دائماً قبل إعطاء طفلك أي أدوية..

مواضيع قد تهمك

الأكثر شعبية