قصص أمهات

معاناة الخروج من المنزل مع الأطفال!

معاناة الخروج من المنزل مع الأطفال!
النشر : أغسطس 07 , 2020
آخر تحديث : سبتمبر 25 , 2023
آية صرصور، أم لطفلتين٬ فلسطينية٬ كاتبة محتوى باللغة العربية ومترجمة من اللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية وبالعكس٬ كما أنها خبيرة في التسويق... المزيد

إن فكرة السفر مع رضيعة تبلغ من العمر خمسة أشهر يعتبر تحدي للأم، فالأطفال في مثل هذا العمر يحتاجون الكثير من الرعاية والاهتمام والذي يتطلب توفر مرافق معينة كغرف مخصصة للرضاعة الطبيعية وطاولة تغيير الحفاضات بالإضافة إلى توفير ممرات مخصصة للعربات الخاصة بهم، ولكنني قررت أن أجازف وأتخذ هذه الخطوة عندما قررت السفر إلى تركيا وتحديداً إلى اسطنبول. ولكن ما وجدته هناك جعل السفر أكثر راحةً من المنزل وحياتي اليومية مع طفلتي، حيث يتوفر هناك كل ما تحتاجه الأم أو ممكن أن تحتاجه، فجميع الشوارع والمراكز التجارية والمواصلات توفر احتياجات الأطفال باختلاف أعمارهم واحتياجاتهم الخاصة، ومن أكثر المرافق التي أعجبتني توفير حمام خاص بالعائلة بشكلِ عام حيث يوفر مرحاض صغير للأطفال وآخر للأم إلى جانب طاولة الغيار المخصصة للحفاضات مما يجعل تجربة الأم أكثر راحة.

 

المرأة ليست نصف المجتمع، إن حق القول فهي المجتمع بأكمله، فالأسرة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالمرأة وتلبية احتياجاتها سينعكس على تحسين وضع الأسرة بجميع أفرادها بشكلٍ عام. انطلاقاً من هذا المبدأ، قام العديد من المهندسين والمخططين بوضع المرأة الأساس الذي يدور حوله تصميم التجمعات التجارية والسكانية والتفكير فيها وباحتياجاتها لتمكينها من الخروج من المنزل وقضاء حوائجها بكل راحة وأمان.

الامومة والسفر

 

فالنساء في بعض دول الشرق الأوسط تعلم مقدار التحدي والصعوبة التي نعاني منها للخروج من المنزل مع أطفالنا، فالبنية التحتية لأغلبية المدن والمراكز التجارية وحتى المستشفيات والمراكز الطبية والأماكن الترفيهية غير مؤهلة لتوفر احتياجات الأمهات والنساء بشكل عام. حيث تفتقر هذه الأماكن على سبيل المثال لأماكن مخصصة للرضاعة وحمامات للأطفال وغيرها مما توفرها الدول الأكثر تقدماً والتي تُعنى بالإنسان وتضعه كمركز للتخطيط.

بالإضافة إلى توفير المرافق المخصصة للنساء، لا بد أيضاً من تصميم الأثاث والكراسي في الحدائق العامة بما يتلاءم مع أجسام النساء، فقد وجدت الدراسات أن أغلبية التصاميم في المرافق العامة لا تراعي المواصفات الجسدية الخاصة بالنساء، كما أن العديد من النساء المحجبات بحاجة لمرافق عامة ذات خصوصية كي يصبح باستطاعتهن أن يمارسن أنوع الرياضة المختلفة في الهواء الطلق أو الاستمتاع بقضاء يوم في الطبيعة بأمان وراحة.

 

إن وضع المرأة كمركز للتصميم والتخطيط هو اعتراف باختلاف المرأة واختلاف احتياجاتها عن الرجل وهو ما يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار في جميع السياسات والخطط ولا يقلل هذا الأمر من شأن المرأة أو يجعلها أكثر تطلباً من الرجل، ولا يتعلق بمطالبتها بالمساواة في الحقوق والقوانين، فنحن نطالب بوجود عدالة اجتماعية تراعي الظروف الخاصة بالمرأة وخاصة في المرحلة الإنجابية والتي تتطلب أن يكون للمرأة رعاية خاصة وقوانين تراعي تلك الفترة واحتياجاتها واحتياجات عائلتها، فالأطفال هم جزء مهم من المجتمع وتركيبه ويجب الاهتمام بهم وبمتطلباتهم، حيث كان واضحاً إهمال هذه الجزئية عند التخطيط لمواجهة أزمة كورونا، فلم يتم الأخذ بعين الاعتبار أن المرأة العاملة في حالة إغلاق الحضانات ستضطر لترك عملها وهوما حصل مع كثير من السيدات.

تطبيق هذه الاعتبارات سيساعد النساء على المشاركة الفعالة في المجتمع والعمل والخروج من المنزل وسيمكنها من تحقيق طموحها، الأمر الذي سينعكس على الجميع بشكل إيجابي، فتمكين المرأة سيراعي احتياجات الجميع وخاصة الأطفال الذين يجب أن يتم اعتبارهم مواطنين وأن يتم تجهيز البنية التحتية للدولة والمدن لوجودهم، فعلى الرغم من كون الدول العربية دول فتية إلا أنها لا تولي اهتماماً لهم مما يضع الوالدين في ضيق، فيصبح من السهل البقاء في المنزل بدل الخروج وقضاء وقت ترفيهي في الخارج.

 

المراجع: 

 

https://www.planning.org/divisions/planningandwomen/

 

https://www.thehindu.com/news/international/putting-women-at-the-centre-of-urban-planning/article30062928.ece

 

 

مواضيع قد تهمك

الأكثر شعبية