التربية والتعليم

التحديات التي تواجه الأطفال ثنائيي اللغة وكيف نتعامل معها؟

التحديات التي تواجه الأطفال ثنائيي اللغة وكيف نتعامل معها؟
النشر : فبراير 13 , 2023
آخر تحديث : أبريل 10 , 2023
تخرج من جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية عام 2008، عمل على مدار 12 عاماً مع مختلف الاضطرابات النمائية واللغوية كالتوحد والتأهيل السمعي واللفظي... المزيد

بين الحذر والرغبة يحتار الوالدان في إكساب طفلهما لغة جديدة تمكنه من الاندماج مع البيئات المختلفة وتكسبه تطوراً نفسياً واجتماعياً بشكل جيد يثري شخصيته بالإبداع والتميز حيث تشير الدراسات بأن الأطفال ثنائي اللغة الأكثر تطوراً وإبداعاً عن أحادي اللغة إن صح التعبير حيث إنهم يكونون أكثر قدرة على التعلم من مصادر مختلفة ويكونون أكثر قدرة على الاستفادة من التطبيقات الالكترونية المتعددة والتي تساهم بشكل كبير على تطور قدرات الطفل الادراكية والمعرفية واللغوية وتعزز حب التعلم في نفسه. ونجد أيضاً الكثير من القصص العالمية وما تحمله من أفكار جديدة تعزز شخصية طفلك وتمنحه دروساً وعِبر تغرز فيه حب القراءة والاستكشاف.

 

إن ثنائية اللغة لدي الاطفال تتسم بنوعين رئيسين:

النوع الأول:

ثنائية اللغة المتزامنة وهنا يبدأ الطفل باكتسابها من لحظة الولادة إلى عمر الثلاث سنوات ويكون هذا النوع الأكثر ثباتاً ونادراً ما تحدث فيه مشكلات في التواصل والتفاعل الاجتماعي ويكون مخزونه اللغوي مناسب لاستخدامه في تكوين الجمل الواجب توفرها ضمن مهارات التواصل لديه.

النوع الثاني:

ثنائية اللغة المتسلسلة وتبدأ من ثلاث سنوات فما فوق حيث يكون قد اكتسب لغة الأم في مرحلة ما قبل الثلاث سنوات وليبدأ بعد ذلك باكتساب لغة جديدة والجدير بالذكر هنا أنه كلما كان عمر الطفل قريب من الثلاث سنوات كلما كان قدرته على الاكتساب والفصل بين اللغتين أفضل حيث تكون الفجوة اللغوية بينه وبين الأطفال الناطقين باللغة الأخرى قليلة.

 

يواجه اطفال ثنائيي اللغة بعض الصعوبات في التواصل مع الآخرين ومن أبرزها:

  • عدم القدرة على الفصل بين اللغتين مما يؤثر سلباً على إتقان اللغتين.
  • ضعف في الثقة بالنفس حيث يميل الطفل إلى تجنب إقامة علاقات وصداقات مع الأطفال في بيئات مختلفة مثل المدرسة.
  • ظهور بعض علامات مثل اضطراب التأتأة أو يزيد من حدة التأتأة لديهم.

ومن أهم الأسباب لظهور هذه المشكلات:

  • أن يكون لدى الطفل مشكلات في الانتباه والتركيز.
  • انتقال والديه إلى بلد أجنبي ناطق بلغة مختلفة.
  • عدم اكتساب الأهل اللغة الأخرى فبالتالي يكون هناك فقر بيئي في اللغة لدى الطفل.
  • تأخر الطفل في اكتساب اللغة الأخرى بعد انتهاء مرحلة الطفولة المبكرة وتحديداً في عمر الثمان سنوات.
  • استخدام كلمات من اللغتين بنفس الجمل فمن الضروري عدم استخدام لغتين بنفس الجملة.

 

محاذير وتوصيات:

إن أخصائي النطق واللغة يحرص دائماً على تقديم النصائح لتجنب والحد من المشكلات والمصاعب التي يمكن أن يواجهها الطفل فمن المهم أن يتحدث أحد الوالدين باللغة التي يرغبان أن يكتسبها طفلهم والآخر يتحدث بلغة الأم لتحقيق توازن صحيح بين اللغتين وتوفير بيئة غنية باللغتين حيث إن أصل تطور اللغة هو أن يستخدمها بشكل مستمر.

نحن كأخصائيين نحث ونشجعك على أن يكتسب طفلك لغة أخرى تمكنه من التواصل مع أكبر عدد ممكن من الأطفال وتزيد فرصة من الاستفادة من مصادر متنوعة تزيد المحصول اللغوي لديه وتنمي قدرات الدماغ لديه، وتزامناً مع حرصنا على تشجيع الأهل على تعليم أطفالهم لغة أخرى فإننا نلفت انتباههم بضرورة تدريبهم أيضاً على اللغة المنطوقة والمكتوبة فمن الضروري تدريبهم على اللغة الأم في مجال مهارات القراءة والكتابة وأيضاً اللغة الأخرى على نفس الصعيد لما يواجه الأطفال من مشكلات أكاديمية في المدرسة ويعكس على سلوكيات غير مرغوبة كرفض البيئة المدرسية وآداء الواجبات الصفية وانخفاض في التحصيل العلمي لهم.

مواضيع قد تهمك

الأكثر شعبية