أخبار حول العالم

ظاهرة الهيكيكوموري وحياة العزلة التي اختارها مليون ياباني

ظاهرة الهيكيكوموري وحياة العزلة التي اختارها مليون ياباني
النشر : فبراير 13 , 2022
آخر تحديث : فبراير 13 , 2022
محبه للحياة، مهتمة بالعلوم الإنسانية وعلم النفس والأزياء والتصميم. كاتبة مقالات حُرَّه في صحيفة صدى السعودية، درست إدارة الأعمال وعلوم الحاسب، عملت في... المزيد

 

لطالما كنا نقرأ ونسمع الكثير عن إنجازات دولة اليابان ومدى تطورها، وعن أخلاقيات الشعب الياباني في التعاملات سواء داخل نطاق العمل أو خارجه، وقد كان للإعلام دور كبير في نقل هذه الصورة لبقية العالم، ولكن مؤخراً سمعنا عن ظاهرة جديدة أثارت قلق المجتمع الياباني لسرعة انتشارها، وهي ظاهرة الانعزال من الحياة الاجتماعية واختيار البقاء في المنزل دون الخروج منه لفترات طويلة قد تمتد لسنوات، وتسمى هذه الظاهرة في اليابان بالهيكيكوموري وهو مصطلح يعني العزلة الاجتماعية أو التقوقع، وقد بدأت هذه الظاهرة بالانتشار في اليابان بين أوساط الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين ال19 وال30 عاماً، فلماذا اختار هؤلاء الشباب العزلة عن العيش وسط مجتمعهم وما هي الأسباب التي دفعتهم إلى القيام بذلك؟

 

 

ما هي ظاهرة الهيكيكوموري؟

تفسرها وزارة الصحة والعمل والرفاهية في اليابان ببقاء الناس في منازلهم لمدة ستة أشهر أو أكثر من دون الذهاب إلى المدرسة أو إلى العمل واختيار عدم الخروج والاختلاط بالمجتمع، هذا بحسب ما نقلته صحيفة إندبندنت البريطانية في 2016.

ويعود تاريخ هذه الظاهرة إلى أواخر الثمانينات وبداية التسعينات، وبدأت بالظهور في الفترة التي مرت بها اليابان في ركود اقتصادي الذي حدث بين عام 1991 -2000.

وفي أثناء هذا الركود فقد الكثير من اليابانيين وظائفهم ومنازلهم وممتلكاتهم، وهذا أثر بشكل كبير على نفسيتهم مما جعلهم يقررون الانعزال عن المجتمع الخارجي والبقاء في نطاق المنزل.

ولم تعترف اليابان بهذه الظاهرة إلا في نهاية التسعينات عندما قام طبيب نفسي ياباني يدعى " سايتو تاماكي" بتسليط الضوء على هذه الظاهرة عبر كتابه "Hikikomori:Adolescence Without End" الذي قام بنشره في عام 1998 ويتحدث فيه عن ظاهرة الانسحاب الاجتماعي التي اجتاحت أوساط الشباب في اليابان.

 

 

ما سبب انتشار هذه الظاهرة؟

بعد إجراء الكثير من الأبحاث والدراسات حول هذه الظاهرة، لم يجد الباحثون سبب رئيسي، ولكن استطاعوا تحديد بعض العوامل التي قد تساعد في جعل هؤلاء الأفراد يختارون العزلة، ومن هذه العوامل الخوف من الفشل والشعور بالعار من المجتمع بسبب الضغط الذي يتعرض له الفرد الياباني لكي يواكب توقعات الأسرة والمجتمع، وكذلك المعايير الدراسية التنافسية العالية التي سببت ضغطاً نفسياً هائلاً على الطلاب وبالتالي سببت لهم التوتر الشديد وجعلتهم يختارون الانسحاب والبقاء في المنزل وأحياناً أدت بهم إلى الانتحار، ومما سهل عليهم اختيار هذه العزلة هي التكنولوجيا المتقدمة في البلاد التي جعلت من السهل عليهم المكوث في المنزل والتواصل مع العالم الخارجي عبر الإنترنت وطلب جميع حوائجهم عبر التطبيقات الذكية.

 

 

ما هي الفئات العمرية الأكثر تعرضاً لهذه الظاهرة؟

تشير إحدى الدراسات الاستقصائية التي أجراها مكتب مجلس الوزراء في اليابان للنظر في الظروف المعيشية للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و64 عامًا إلى أن هناك حوالي 613 ألف شخص متقاعد اختاروا أن يعيشوا منعزلين اجتماعياً أو كما يطلق عليهم باللغة اليابانية هيكيكوموري. وقد وجد استطلاع آخر في عام 2015 أن هناك 541 ألف هيكوموموري تتراوح أعمارهم بين 15 و39 عامًا، وأغلبهم من الرجال، وتمتد فترة الانعزال لدى الهيكومومري من ستة أشهر وأكثر وقد تصل إلى ثلاثين عاماً، وتشهد الأعداد تزايداً ويرجح إلى أنه قد يكون هناك مليون شخص يعيشون الآن في اليابان منعزلين اجتماعياً.

 

لا يزال هناك غموض يدور حول هذه الظاهرة، وذلك لقلة المعلومات والدراسات حولها ويرجع هذا لصعوبة التحدث إلى المنسحبين وفهم الأسباب التي جعلتهم يختارون هذه الحياة، وتحتاج اليابان إلى عمل أبحاث مكثفة لفهم تفاصيل هذه الظاهرة وأسبابها وكيفية تفاديها ومحاولة تأهيل المنعزلين للعودة إلى المجتمع والمساهمة فيه لما في انعزالهم من أثر سلبي على الحركة الاقتصادية للبلاد، كما يلزم توسيع البحث والدراسات عن هذه الظاهرة وتسليط الضوء عليها للتأكد من عدم انتشارها في دول أخرى غير اليابان.

 

 

 

 

المراجع:

https://nippontimes.net/%D9%87%D9%8A%D9%83%D9%8A%D9%83%D9%88%D9%85%D9%88%D8%B1%D9%8A/

https://www.nippon.com/ar/features/h00463/

 

 

 

 

مواضيع قد تهمك

الأكثر شعبية