قصص أمهات

انفصالنا أنا وزوجي لم يمنعني من تربية ابنة سعيدة!

انفصالنا أنا وزوجي لم يمنعني من تربية ابنة سعيدة!
النشر : مايو 31 , 2018
آخر تحديث : سبتمبر 25 , 2023

بقلم: شيماء مجيد، أم لطفلة

الأمومة رسالة عظيمة ولا يجوز لي أو لغيري التقليل من أهمية أية مرحلة من مراحلها أو وصفها بالأصعب دوناً عن غيرها لأن كل مرحلة تتطلب من الأم أن تكون مرنة ولديها الوعي الكامل لتقبل كل الضغوطات والتغييرات التي تواجهها أثناء تربية الأطفال، ولكن ما هو صعب فعلاً هو مواجهة هذه الظروف لوحدها! بدون مساعدة الزوج أو الأهل وهذا ما كنت ولا زلت مضطرة على أن أواجهه والتعايش معه خلال الثلاث سنوات الماضية...

الأصعب من ذلك، أن ابنتي "سما" كانت تبلغ تسع سنوات من عمرها، أي بداية مرحلة النضج والتمرد وخاصة أن بانت عليها علامات النضج مبكراً؛ وكما تعلمون في هذه المرحلة يصعب تقبلها لبعض الأفكار والمستجدات لذا كان من الصعب عليها تقبل فكرة انفصالنا أنا ووالدها...

حتى أجد حلاً لما نمر به كان عليَّ أن أجد طريقة ما تجعلنا نعيش أنا وهي بسعادة ورضا. لا أنكر أن الأمر كان شديد الصعوبة في البداية وكم عانيت وتحملت ولكني الآن أحصد ثمرة تعبي وأشعر بالفخر لأنني تحديت الجميع وأولهم أهلي الذين طلبوا مني أن أبدأ حياة جديدة معهم حيث يعيشون في بلد آخر. قررت أن أبقى مع ابنتي – كانت ممنوعة من السفر خارج الأردن فإن قررت اللحاق بأهلي كنت سأتركها ولكني لم أسمح بذلك، ورأيت بأن استمر بالمحاولة حتى النفس الأخير وكان الاستسلام الخيار المستبعد تماماً.

بدأت في البحث عن وظيفة تناسب أوقات ابنتي وروتينها اليومي لم يكن من السهل إيجاد الشاغر الذي يناسبني بما أنني حاصلة على شهادة في تكنولوجيا المعلومات والحاسوب مما يعني عدد ساعات عمل طويلة. قررت أن أغير توجهي فاشتغلت كمندوبة مواد أسنان ومواد طبية حتى أحظى بمواعيد عمل حرة حتى أستطيع التواجد مع سما معظم الوقت. كان تغييراً صعباً واحتاج الكثير من الجهد والتعب ولكنني استطعت أن أؤدي عملي بنجاح لمدة سنتين على التوالي.

كانت الطريقة السحرية لجعل كل ما أتمناه ممكناً هو أن أركز على اهتمامات سما والأشياء التي تحبها وتتمناها وأن أشاركها هذه الاهتمامات كأنني صديقة لها وأن أتواجد معها أغلب الوقت.

كما أحاول دائماً أن أُشعرها بحبي واهتمامي لكل ما تحب وأن احترم رغباتها وكيانها. ما ساعدني أيضاً هو التحدث معها عن مشاكلي في العمل وكل ما يحدث معي خلال نهاري المتعب كأنها صديقتي حتى تشعر بي وبمعاناتي. بالإضافة إلى ذلك قمت بالتركيز على علاقتها مع والدها فكنت حريصة على أن يبقيا على تواصل وأن أحافظ على شيء من الصداقة بيننا وعائلته فهذا أمر شديد الأهمية بالنسبة لسما ويساعد في حصولها على الاستقرار والسعادة في حياتها.

والآن بعد مرور ثلاث سنوات أستطيع القول بأن سما سندي وصديقتي وأنا لها نفس الشيء والأحلى من ذلك أنني سعيدة ولم أحرم نفسي من شيء بسبب التزامي مع ابنتي؛ فنحن نخرج سوياً لمشاهدة الأفلام، التسوق، نسمع أغانينا المفضلة معاً ونرقص، وسما من الأوائل في مدرستها ومعتمدة على نفسها تماماً في دراستها.

ما أجمل أن تكون الأمومة صداقة واحتواء وشعور الأم بأولادها والعكس! فبرأيي إن شعور الأم بأولادها شعور فطري لكن أن يشعر الأولاد بأمهم هذا ما يجب علينا تنميته لغرس قيم مهمة فيهم مثل التعاطف والإحساس بالآخرين لإنشاء جيل بعيد عن الأنانية.

أنا الآن في نعمة اشكر الله عليها، أشعر أن بيتي مليء بالحب والتفاهم والدفء الأسري وأسأل الله أن يديمها علينا من نعمة وأن يرزق بها الجميع.

أشكركم لسماع قصتي كأم ومنحي هذه الفرصة لأتحدث ولأول مرة بشكل علني دون خجل أو خوف... كل الاحترام لجميع الأمهات وأولهم أمي التي علمتني وربتني على التمسك بما أرغب طالما أنا واثقة أنني أمشي على الطريق الصحيح، وأن على الأم أن يكون هدفها تربية أطفال أقوياء لننشئ جيل واعي مثقف يتحمل مسوولية الحياة.

مواضيع قد تهمك

الأكثر شعبية