العلاقات

عن الشخصية النرجسية: شكراً سحر النادي

عن الشخصية النرجسية: شكراً سحر النادي
النشر : فبراير 16 , 2021
آخر تحديث : يوليو 06 , 2022
أتمت حنان الماجستير من الجامعة الأردنية عام ٢٠٠٥، حيث كان موضوع رسالتها التي أعدتها لنيل الماجستير يتناول التعلق لدى المراهقين وعلاقته بتقدير... المزيد

كثيراً ما أدخل إلى موقعنا هذا لأرسل روابط مقالاتي أو مقالات أخرى عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول مختلف الأمور التي يدور حولها النقاش والتي تم تناولها بتفصيل جيد، إلا أن المصدر الآخر الذي أجد نفسي ألجأ إليه لشرح الكثير هو قناة سحر النادي، والتي تسميها فخ الطاووس! فما هو هذا الطاووس ولماذا من المهم أن ننتبه إليه؟

في الحقيقة، ما الطاووس هنا إلا الشخص ذو الشخصية النرجسية أو السلوكيات النرجسية على أقل تقدير. وكثيراً ما تواجهنا شخصياتٌ نرجسية في علاقاتنا اليومية وفي العمل وربما في أسرتنا أو علاقاتنا الزوجية أو علاقتنا بوالدينا، وربما كان أحدنا لديه قدر من هذه السلوكيات النرجسية التي تحتاج إلى الوعي بها وتعديلها. من المهم أن نشير هنا إلى أن وجود قدر صحي من النرجسية (أقرب إلى تقدير الذات) لا يعيب صاحبه، المشكلة تأتي حين تكون النرجسية زائدة عن حدها، وحين يكون التلاعب لتحقيق المصالح الشخصية (استغلال الآخرين) هو الطابع العام لتلك الشخصية، وإلحاق الضرر والأذى النفسي أو الجسدي أو المالي بالآخرين دون أي شعور بالذنب أو التعاطف ولا أي مبادرة للإصلاح والاعتذار، بل فوق ذلك كله يجد المتضرر نفسه وقد قُلبت عليه الحقائق، ورُبما قُلّب عليه الآخرون وأصبح هو المخطئ رغم أنه الضحية.

وما أكثر ما نجد هذا في العلاقات الزوجية؛ فإذا كان أحد الزوجين نرجسياً فإن ذلك يلقي بظلاله على الأسرة بأكملها، ويجد الأبناء أنفسهم محتارين، وقد يتم رفع شأن أحدهم والتلاعب بالآخرين مع المقارنة الزائدة بينهم لخلق حالة من التنافس أو الإحباط وعدم الرضا، إضافة إلى النقد الدائم المستمر لأي شيء يقومون به حتى لو كان جيداً. فيا له من تأثير على الأطفال. وفوق ذلك نجد علاقة الزوجين ببعضهما بعضاً تلقي بظلالها على الأبناء إذ يتصنّع النرجسي دور الضحية ويحاول استقطاب الأبناء أو قلبهم على الوالد الآخر، وإذا كان هنالك إيذاء جسمي أو نفسي أو سخرية أو خيانة، فسوف يتعلم الأطفال ذلك كله، ويظنون أن هذا هو الوضع العادي ويكبرون به ويعيدون تكراره مع أسرهم الجديدة، بل ويستنكرون أي شخص يشتكي من الأذى أو الظلم باعتباره هو الأساس الذي لم يعرفوا غيره. فكم نرى هذا في مجتمعاتنا اليوم!

وكم من مديرٍ نجده يضايق موظفيه بسبب أو بلا سبب، ويطلب منهم زيادة ساعات العمل دون مقابل، ولا يشكرهم على أي مجهود أو مبادرة، أو ربما يسرق تعبهم وينسبه إلى نفسه، ويتسم عادةً بالفساد ويتملق من هم أعلى منه ولا يقدّر من يعملون تحت إمرته أو يرأف بهم. هذا كله وأكثر نجده في قناة سحر النادي.

ترى لماذا اخترت الحديث عن قناتها بدل الحديث عن النرجسية فقط؟ لأنها باحثة تركز على هذا الموضوع، وهي أول من خصص قناةً منفصلة على اليوتيوب للحديث عنه، وقامت ببيان الكثير من أوجه النرجسية وكيف نراها في حياتنا اليومية بشمولٍ واضح وعلمي وسلس. كما أنها أجرت مقابلات متنوعة مع كبار المختصين العالميين في هذا المجال، ولم تكتفِ بالمقابلات فقط، بل أسهبت في شرحها وبيان تفاصيلها والإحالة إلى حلقاتٍ سابقة شرحت فيها تفاصيل تلك الأمور.

أذكر أنني علقت لديها يوماً بقولي إن ما تنشره مفيد جداً لأهل الاختصاص في علم النفس؛ لأنها تذكر لنا الكثير من التفاصيل التي بالكاد مررنا عليها مروراً ضمن تشخيص "اضطراب الشخصية النرجسية - Narcissistic Personality Disorder" والتي نادراً ما نراها لأننا لا نرى المصابون في العيادات والمراكز النفسية (أصحاب اضطرابات الشخصية عادةً لا يدركون وجودها، وحتى لو نبههم أحد لها لا يصدقونه بل وربما ينقلبون عليه، ومن النادر أن يلجؤوا للعلاج النفسي)، لكن ضحاياهم كثر، وهم يراجعون المختصين ظانّين أن المشكلة لديهم رغم أنها لدى من يستغلّهم ويسيء إليهم.

لذا، أدعوكم للاطلاع على قناتها. يمكنكم البدء بهذا الفيديو الذي يوجز الكثير، ثم الانتقال إلى مواضيع أخرى في القناة حسب اهتماماتكم.

مواضيع قد تهمك

الأكثر شعبية