قصص أمهات

ربيت أطفالي بحب وبساطة دون اتباع أساليب تربية قديمة وصارمة

ربيت أطفالي بحب وبساطة دون اتباع أساليب تربية قديمة وصارمة
النشر : يناير 14 , 2021
آخر تحديث : يوليو 31 , 2022

بقلم: مها أبو عيشة، أم لأربعة أطفال

 

رزقني الله بأربعة أولاد، وقد اختلف أسلوبي في تربيتهم من الكبير وحتى الصغير، فكل واحد منهم له شخصيته وكيانه المستقل، لكنني أحاول تربيتهم جميعاً بحب كبير لكي نصنع معاً ذكريات جميلة ومدهشة.

 

فمنذ أن كبر ولدي الأول محمود وأنا أقرأ وأتابع طرق التربية والعناية بالأطفال، بالإضافة لما أخذته عن والدي ووالدتي وطريقتهما في تربيتي أنا وإخوتي، ولكن لا شك بأن الزمن قد تغير بمعطياته وحاجاته، وانفتح فيه أطفالنا على وسائل التكنولوجيا بأنواعها، مما شكل تحديات جديدة للأهل في هذا الزمان.

 

كنت أحضر الندوات والورشات وأتابع كل ما يخص الأطفال على التلفاز، بالإضافة إلى الكتب الكثيرة التي قرأتها، حتى خلصت إلى أن التربية هي عبارة عن تجربة، فأنت تجربين مع طفلك ما يناسبه ويناسب شخصيته، هناك حدود عامة مشتركة بين الأطفال ولكن لكل طفل خصوصيته التي تكتشفينها كل يوم.

 

بالنسبة لي، فقد تعلمت مع ولدي محمود كيف أتعامل معه بهدوء، كنت أحاوره إذا أردت إقناعه بشيء ما، أنزل إلى مستواه وأتحدث إليه، لم أعاقبه أمام أحد، بل كنت آخذه إلى غرفة مستقلة أكون فيها معه لوحدنا، ثم أفهمه خطأه.

 

كنت أطبق طريقة الوقت التأديبي المستقطع، كنت أجلسه على كرسي فقط لعدة دقائق على عدد سنوات عمره، وعندما تنتهي هذه الدقائق أجلس معه وأكلمه، هذه الدقائق مهمة له في إعادة النظر فيما فعله، في البداية كان يرفض ويصرخ مستنجداً، ولكنه تعلم بعدها بحضن مني وكلمات رقيقة خطأه، وأدرك أنه لا يجب أن يعود إلى هذا الفعل مرة أخرى، علماً بأنني بدأت بتطبيق هذه الفكرة منذ كان عمره عامين.

 

وقد كان محمود أيضاً لا يحب الأكل، وبطبيعة أنه أول طفل لي كنت أخاف عليه كثيراً، لكنني فهمت أنه لا يرفض الأكل لأنه لا يريده، بل لأنه لا يريد أن أفرض عليه نوعاً معيناً من الطعام.

لذلك قررت ان اخيره بين أمرين، فأقول له مثلاً: هل تريد الأرز أم الدجاج؟ عندها كان يختار واحداً منهما لأنه لم يشعر أن هناك شيئاً قد فرض عليه.


التخيير فكرة رائعة لكثير من الأمور، مثلاً يمكن أن تخيري طفلك بين لعبتين ليشارك بإحداهما صديقه اللعب، ولا تقولي له أعطه هذه اللعبة!

بالتأكيد هناك أمور ينبغي أن تكوني حازمة فيها، كتناول الشوكولاتة والحلويات، التي برأيي لا تستطيعين منعها تماماً وحرمانه منها، ولكن يمكنك الحد منها فيتناولها بكميات قليلة.

 

بشكل عام، الأهل هم مرآة لأطفالهم، فما يفعلونه يقلده الأطفال ويأخذون به، فلا يعقل أن تقول الأم (أو الأب) أمام الطفل أنها لا تحب الخضار، أو أنها لا تأكل الأجبان، ثم تطلب من الطفل أن يتناولها لأنها مفيدة وضرورية له.

 

لكل من تقرأ كلامي هنا، قد تأخذين به وتطبقينه مع طفلك، ربما ينجح معك أو لا ينجح، في كلتا الحالتين هذا لا يعكس نجاح طرق تربيتك أم لا، ولكن هذا دليل على أنه يجب عليك أن تبحثي عن شيء آخر يفيد طفلك ويناسب شخصيته.

 

التربية بحب رغم تحديات الحياة هي ما يهم حقاً، سيتذكر طفلك تربيتك له دوماً، وستكون دائرة الحب هي ما يحيط بتلك الذكريات الطفولية لديه.

ولدي اليوم يبلغ من العمر اثني عشر عاماً، وما زلت أذكر إيقاظه لي لأحضر له الفطور، ثم لألعب معه، ومساعدته لي في تحضير الطعام، وجلوسه في حضني حتى ينام، كل هذه مشاهد للحب لا يمكن أن تنسيها أو ينساها طفلك عندما يكبر.

مواضيع قد تهمك

الأكثر شعبية