قصص أمهات

صيام أبنائي هذا العام جاء حباً وليس عبئاً

صيام أبنائي هذا العام جاء حباً وليس عبئاً
النشر : مايو 10 , 2020
آخر تحديث : مايو 26 , 2021
مؤلفة كتاب Tiny tips وخبيرة في الطبخ الإبداعي، وهي أم لطفلين، شغوفة بإشراك الأطفال في أنشطة ممتعة تتعلق بالطعام الصحي وتعلم التنوع والتحلي بالنشاط... المزيد

"ماما... إحنا صايمين"

يبلغ زيد 12 عام من عمره وسند يصغره بعام واحد، لم أتفاجأ بقرارهما في بدء الصوم بكل حب وشغف. منذ عامين تقريباً ونحن نتناقش في موضوع الصيام وفضله، كنت أجيب على جميع أسئلتهم ولم أطلب يوماً منهم الصيام. كنت أواجه الكثير من الانتقادات من البعض من حولي؛ يجب أن أحثهم على الصيام وأن أحضر لهم المكافآت و"شو بتستني؟"!

كنت أرى تباهي بعض الأمهات في الجلسات وهن يصفن فخرهن بصوم أبنائهن ليوم كامل أو يومين أو كيف أنهم صاموا كل الشهر ولم يفطروا إلا يوماً واحداً... بصراحة، لم أهتم أو أعطي أي ردة فعل، فقد كنت أرى ذلك إرضاء لغرورنا نحن كأهل فقط...فكثير من الأفعال التي نجبر أولادنا عليها، هي فقط رغبة لإشباع غرورنا نحن كأهل!

فأنا أؤمن أن الحب هو صمغ العلاقات لأي شيء وهو المحرك والدافع الأساسي لإتمام أي عمل سواء كان واجبات مدرسية، رسم لوحة، زيارة لأحد الأقرباء أو حتى إتمام العبادات.

وصيام أبنائي هذا العام جاء حباً وليس عبئاً..

في السنوات السابقة وكأي أم سألني صغيراي: "ماما احنا ليش بنصوم؟"، كنت أجيبهم الإجابة التقليدية التي تربينا عليها "حتى نشعر مع الفقراء، والله يزيد حسناتنا".

كانا يجيبانني "بس حتى الفقراء يأكلون أي شيء ويشربون الماء إن عطشوا!"

كنت نفسي مقتنعة بأن جوابي غير كافٍ وغير مقنع! وفي مرة من المرات كنا في السيارة نخوض نفس الحوار، أوقفت سيارتي على جنب الطريق وقلت لهم: "لأننا نحب الله".

أن تحب الله يعني أن تقوم بأفعال جيدة وأن تصون لسانك عن الكلام البذيء وأن تساعد أي إنسان محتاج، وأن تحب الله كثيراً لأنه يحبك هدا هو الصيام! إذا استطعتما أن تبدآ بهذه الأشياء سيكون من السهل عليكما الصوم عن الطعام والشراب".

بدأنا بالتدرج على مدار عامين على هذا النحو، في اليوم الأول صاما حتى الساعة ١٠، واتفقنا على زيادة ساعة كل يوم، كانا على علم أنه في حال أخلا بالاتفاق أو اختلفا وتشاجرا  يعتبر الصيام لاغياً.

في معظم الأيام كانت الأمور تسير بشكل جيد، وفي أيام أخرى لم يستطيعا الالتزام وبكلتا الحالتين لم أكن أثيب أو أعيب، كنت أراقب فقط.

كنت مهتمة أكثر بصناعة ذكريات سعيدة تعلق في ذاكرتهم، إشراكهم في تحضيرات الشهر الفضيل، وإعداد زينة رمضان، ورائحة السمبوسك، وروحانيات الدعاء، وتوزيع التمر في الجامع... كل هذه الأمور بالنسبة لي كانت أهم من الصوم نفسه.

في كل عام كنت أرى الفرحة في أعينهم عند إعلان ثبوت هلال رمضان... وفي هذا العام اكتملت فرحتي عندما اتخذا القرار وقالا لي: "ماما نحن قادرين نصوم... كل الشهر".

برأيي أيضاً أن الظروف الراهنة التي نعيشها اليوم بسبب فيروس كورونا وأيام الحجر ساهمت بإعطاء دروس حقيقية لأولادنا ووضحت لهم المعنى الحقيقي للصوم.. الصوم عن الكماليات وحتى بعض الأساسيات،

علمتهم ما عجزنا نحن عنه كأهل في تعليمهم عن التقدير الفعلي لأبسط النعم، التكافل بين الناس والأهم بأن حب الله ورعايته لا ينقطع في كل شهر وفي جميع الأوقات.

مواضيع قد تهمك

الأكثر شعبية