العلاقات

علاقات من الأفضل أن تتجنبيها في حياتك اليومية

علاقات من الأفضل أن تتجنبيها في حياتك اليومية
النشر : ديسمبر 10 , 2020
آخر تحديث : مايو 24 , 2021
أتمت حنان الماجستير من الجامعة الأردنية عام ٢٠٠٥، حيث كان موضوع رسالتها التي أعدتها لنيل الماجستير يتناول التعلق لدى المراهقين وعلاقته بتقدير... المزيد

في مقالي السابق، تحدثت عن الصديقات اللاتي يمكن التحدث إليهن والفضفضة معهن، ولكن في المقابل هنالك علاقات معرفة أو صداقة تكون مُتعِبة في أفضل أحوالها، وعلاقات غير صحية تستغرق من جهدك ووقتك الكثير، وفيها بعض السمات التي يجب أن نحذر منها ومن تأثيرها علينا على الأمدين القصير والبعيد. فما الذي يجب أن ننتبه له؟

الغيبة والنميمة

من الطبيعي أن نتحدث من حين إلى آخر عن الأصدقاء والمعارف المشتركين في غيابهم، وتبادل بعض أخبارهم، أو ربما نتحدث عن حَدَث معين أثار اهتمامنا من دون أن نذكر أسماء الأشخاص حفاظاً على خصوصيتهم.

لكن تأتي المشكلة حين يتحور الحديث ليأخذ مجرى آخر: الحديث عن أدق تفاصيل الآخرين حتى التي لا يليق الحديث عنها، والحديث بطريقة يشوبها الانتقاد الدائم في أشياءَ عادية طبيعية.

وعدم مراعاة ظروفهم وخصوصياتهم، وإبداء الغيرة لما قد يراه المتحدث أفضل مما لديه: سواءً من مالٍ أو بنين أو علم أو إنجازات، متناسين أن لكل هذا ثمنه بطريقة أو بأخرى، وكأنهم يعترضون على ما منحه الله للآخرين ولم يمنحه لهم، أو يحقدون عليهم لمجرد نجاحهم!

انتبهي من هؤلاء، فمن يتحدث عن غيركِ بهذه الطريقة ربما يأتي يومٌ يتحدث فيه عنكِ بالطريقة نفسها. ضعي حدوداً للآخرين بحيث تساعدين نفسكِ وتساعدينهم على كفِّ الغيبة، وذلك بعبارة بسيطة مثل: "عفواً، لا أحب أن يتحدث أحد عن الآخرين بهذه الطريقة أمامي. أتمنى أن نغير الموضوع. أخبريني عنكِ أنتِ!"
 

اللوم المستمر لكِ في كل شيء بسبب وبلا سبب

قد نخطئ أحياناً، ونحتاج إلى من يبصّرنا بخطئنا، ويساعدنا لكي نصبح أفضل. هذه الميزة رائعة في الصداقات. لكن هنالك نوعٌ آخر من التخطيء: اللوم والعتب بسبب وبلا سبب: "لماذا لم تتصلي بي؟ لماذا فعلتِ هذا وليس ذاك؟ كيف تصالحتِ مع فلانة مع أنها كذا؟ كيف فعلتِ هذا؟".

أو الاعتراض على خياراتك من غير خطأ حقيقي واضح: "لماذا قررتِ أن تستخدمي هذا؟ أنتِ شديدة مع أولادكِ! أنتِ متساهلة مع أولادك! هل أنتِ مجنونة لتختاري التعليم المنزلي؟!".

أو قد يصل الأمر إلى إفساد علاقاتك الأخرى وإثارة غيرتك في صورة تساؤل: "كيف تأمنين لزوجكِ أن يتأخر في العمل دون أن يكلمكِ؟ لا أعرف كيف أصبحتِ صديقة مع فلانة. لماذا لا تفعلين مثل علانة في هذا؟ هل هي أفضل منكِ؟ ألا تستطيعين شراء كذا مع أن لديك المال؟". 

هذا كله يؤثر في همتك وثقتك بخياراتكِ بل وعلاقاتك، فاحذري. وطالما أنه لا توجد علامة خطر فعلية تجعلك تبتعدين عن فلانة أو علانة أو تغيرين قناعةً قمت بالبحث حتى وصلتِ إليها فلا تدعي أحداً يشَكِّكُكِ بعلاقاتك وخياراتكِ التي اخترتها عن اقتناع.

من المهم أن أنوه هنا إلى أن طرح سؤال أو اثنين من هذا النوع لا يعني أن الشخص سيّئ إذ قد نطرح بعضها لسبب محدد، لكن تكرار التعامل بهذه الطريقة أمر ينبغي التنبه إليه والحذر منه.
 

إظهار المثالية الزائدة

إن السعي لتحقيق الأفضل -حتى لو لم يتحقق- أمر مهم ومطلوب في هذه الدنيا، إلا أن المبالغة في إظهار المثالية أمامكِ بينما الواقع أمرٌ آخر مختلف تماماً فهذا أمرٌ يستدعي التوقف.

لا مناص من القول إن كثيراً من مشاهير وسائل الإعلام الاجتماعي يندرجون تحت هذا البند (إلا من تواضع منهم وأظهر بعض جوانب ضعفه وحقيقة تعبه وراء الأضواء والكاميرات).

ومن الضروري أن ننتبه حين نشاهد بعض ما يشاركونه ونضعه في نصابه الصحيح: عرضٌ يُظهر الأفضل. لكن الأمر يختلف حين يكون الشخص الذي تعرفينه هو الذي يُظهر هذه المثالية الزائدة، ويقارنكِ بنفسه لتشعري بأن عليك بذل المزيد.

لا تفهميني خطأً: ليس الكل يبالغ دائماً؛ فبعض الأشخاص منحهم الله مهاراتٍ حقيقية، وبعضهم الآخر عمل على تنمية قدراته ليتفوق في أمورٍ متعددة أو يحصد مناصب مختلفة، ولكن هذا لا يعني أن يُشعِرَكِ أحدٌ بالنقص لمجرد أنكِ لم تصلي إلى ما وصلوا إليه أو لاختلاف خياراتك عن خياراتهم.
 

عدم التفهّم

أحياناً تمر علينا ظروف صعبة ونحتاج إلى الانعزال فترةً من الوقت، أو نحتاج إلى من يسأل عنا ويأخذ بيدنا، أو ربما هنالك من يفهمنا خطأً ونكون مسرورين إذا ما سألنا عن موقف معين لكي نوضح له موقفنا، أو العكس.

المشكلة تأتي لدى من يجمع المواقف لكي "يهاجمكِ" بها وأنتِ لا تدرين عمَّ يتحدث، أو عمّن إذا حدثته عن أمرٍ ما ضايقك منهُ فإنه يغير الموضوع ولا يحاول إفهامكِ وجهة نظره ولا الاعتذار عما بدر منه، أو من لا يتفهم ظروفكِ مهما كانت صعبة أو قاهرة وإصراره على أنه كان يجب أن يكون أولويةً لكِ.

في الواقع، فإن هذه الصفة من أصعب الصفات إذا كان من أمامكِ لا يفكر إلا بنفسه ولا يتعاطف مع غيره (سواء أنت أو غيرك)، ففكري بهذه العلاقة ملياً.

 

في بعض الأحيان قد يكون وضع الحدود لمن أمامكِ كافياً، أو تكون المصارحة حلاً جيداً يساهم في التقارب بشكل أكبر، ولكن إذا كان من أمامكِ قد قاطعكِ لأبسط الأمور ولا يمنحك عذراً، أو إذا كانت هذه الصفات مستمرة لدى ذلك الشخص وتتعبكِ أنتِ أكثر مما تريحكِ في العلاقة، فمن المهم أن تفكري في هذه العلاقات وكيف تؤثر في نفسيتك بل وفيمن حولكِ من أحباب.

مواضيع قد تهمك

الأكثر شعبية