الأطفال ما قبل المدرسة 4-5 سنة

مساعدة الأطفال في التعامل مع الحزن وألم الفقد عن طريق اللعب

مساعدة الأطفال في التعامل مع الحزن وألم الفقد عن طريق اللعب
النشر : أغسطس 23 , 2021
آخر تحديث : ديسمبر 28 , 2021
سميرة حجار هي أخصائية نفسية تقوم بالعلاج عن طريق اللعب. من مؤهلاتها الأكاديمية درجة الماجستير في العمل الاجتماعي الاكلينيكي مع العائلات والشباب... المزيد

لا أحد يحب التحدث عن الموت! فهو موضوع غير مريح يثير مشاعر سلبية لدى كل من الأطفال وأولياء أمورهم، فعندما يفقد الأطفال حيواناً أليفاً مثلاً، فإنهم يشعرون بالوحدة والألم والغضب، ولكنهم نادراً ما يجدون من يجيب على أسئلتهم حول هذا الموضوع المخيف الذي لا يفهمونه.

قد تكون مساعدة الأطفال الذين يعانون من الحزن أمراً شاقاً ومتعباً بالنسبة للكبار، فهم يميلون إلى تجنب الموضوع والتظاهر بأن كل شيء على ما يرام.

يمكن أن يعاني الأطفال من الحزن والفقدان في أي مرحلة من أعمارهم حتى وهم أطفال رضع، وتكون تجربة فقدانهم لشخص ما من أصعب التجارب التي يمكن أن يمروا بها في حياتهم، مع تعدد الأسباب التي يمكن أن تشعرهم بالحزن مثل:

اعتماداً على عمر الطفل وقدرته المعرفية، فإنه يشعر بالحزن بطرق مختلفة. قد يبدو بعض الأطفال على ما يرام تماماً لا يعبرون عن حزنهم، في حين أن البعض الآخر قد يبدو مستاءً جداً ويظهر عليه حزنه فيبكي ويعبر عما في داخله. ومع ذلك، هناك العديد من الأطفال الذين يختارون عدم التعبير عن حزنهم من أجل حماية والديهم الذين يشعرون بالحزن أيضاً.


فكيف تكون ردود فعل الأطفال عندما يتألمون لفقدان شخص ما؟

تكون ردود فعل الأطفال عندما يشعرون بالحزن على فقدان أحد ما كما يلي:

  • طرح الكثير من الأسئلة المباشرة حول الموت.

  • الكوابيس وصعوبة النوم وفقدان الشهية.

  • سرعة الغضب.

  • قد يكون لدى الأطفال تغييرات مزاجية لذلك يبكون في لحظة ثم يلعبون وتبدو عليهم السعادة في لحظات أخرى.

  • قد يعتقد الأطفال أن بإمكانهم إعادة الشخص أو الحيوان الأليف الذي مات إلى الحياة.

  • قد يشعر الأطفال بالمسؤولية تجاه خسارة الشخص أو الحيوان الأليف (التشوهات المعرفية).

  • قد تظهر على الأطفال علامات التراجع (التبول في الفراش، التحدث مثل الطفل الصغير).

  • قد يعاني الأطفال من أعراض جسدية مثل آلام المعدة والصداع.

  • قد يعبر بعض الأطفال عن حزنهم من خلال التصرف بطريقة عدوانية تجاه الآخرين.

ما هو دور الأهل لمساعدة الطفل؟

إن التحدث إلى الأطفال عن الحزن والخسارة ليس بالمهمة السهلة، فالأهل يشعرون عادة أنهم بحاجة إلى حماية أطفالهم من الواقع فيعتقدون أن تجنب الموضوع هو الحل الأمثل لذلك، وقد يحاولون أيضاً جعل الموضوع خيالياً، وهو ما قد يكون مربكاً جداً بالنسبة للطفل.

لكي يتعامل الطفل مع حزنه بطريقة صحية، هناك أشياء مختلفة يمكن للوالدين القيام بها لدعمه ومساعدته على التعامل مع الموت والحزن:

  • لتوصيل الأخبار لطفلكم، كونوا هادئين جداً ومباشرين.

    على سبيل المثال: "لدي بعض الأخبار المحزنة لأخبرك بها. جدتك توفت اليوم"، ثم توقفوا قليلاً وامنحوا طفلكم بعض الوقت للرد.

  • بعض الأطفال يبكون والبعض الآخر يسأل أسئلة والبعض لا يتفاعل على الإطلاق

    . وهذه ردود فعل طبيعية. فقط اجلسوا معهم وامنحوهم الراحة التي يحتاجونها، يمكنكم أيضاً مساعدتهم في التعبير عن مشاعرهم.

  • تقبلوا مشاعرهم وأكدوا لهم أنها طبيعية تماماً.

  • تجنب محاولة إخبارهم أن كل شيء على ما يرام لجعلهم يشعرون بالتحسن

    . بدلاً من ذلك، اجلسوا معهم وتحدثوا عن مشاعرهم وقولوا شيئاً مثل "تفتقد جدك كثيراً ولا تعرف ما إذا كنت ستتوقف عن التألم لرحيله".

  • إعطاء تفسيرات موجزة وبسيطة وواضحة تتناسب مع العمر.

  • تجنب اختلاق القصص التي قد تحير الأطفال وتقودهم لطرح المزيد من الأسئلة.

  • إخبار الأطفال بما يمكن توقعه في الأيام القليلة القادمة

    . على سبيل المثال: "لا بد لي من البقاء مع جدتك لبضعة أيام، مما يعني أنك ستبقى أنت وأخوك الصغير في المنزل مع والدكم وتعتنوا ببعضكم البعض. سأعود إلى المنزل يوم الجمعة ولكن سأتصل بكم كل يوم ".

  • التحدث إليهم عن الجنازات وبيوت العزاء وكيفية التصرف خلالها.

  • مساعدة الأطفال على تذكر الشخص المتوفي

    . لا تتجنبوا الحديث عنه. وإنما تأكدوا من أنكم تتحدثون لأطفالكم باستمرار عن الذكريات الجميلة التي جمعتهم بالشخص المتوفى، لترتبط لديهم ذكراه بأفكار إيجابية. يمكنكم حتى صنع وتزيين صندوق للذكريات مع أطفالكم، وإضافة كل الذكريات في داخله.

  • لا تبالغوا في الحديث عن المشاعر الحزينة

    . بعد بضع دقائق من الحديث عن الوفاة، حسنوا من الحالة النفسية لأطفالكم عن طريق القيام بنشاط ممتع.

مساعدة الأطفال عن طريق اللعب

هناك طريقة أخرى لمساعدة الأطفال على التعامل مع الحزن والفقد هي العلاج عن طريق اللعب، فقد قالت فرجينيا أكلين ذات مرة: "اللعب هو لغة الطفل، والألعاب هي كلماتهم".

تأتي العديد من المشاعر الصعبة والمؤلمة بعد الحزن والفقد، ولكي يتجاوز الطفل هذه المشاعر ويتعامل معها بشكل سليم، يتم استخدام العلاج عن طريق اللعب لمساعدته على تجنب هذه المساعر والابتعاد عنها من خلال اللعب الرمزي.

فعندما يشعر الأطفال بالأمان في غرفة اللعب مع معالجهم، يصبح من السهل عليهم التعبير عن مشاعرهم. كما يساعد اللعب الطفل على تجنب مواجهة مخاوفه مرة أخرى بطريقة يمكن أن تؤثر عليه، خاصةً عندما يكون غير جاهز لذلك من ناحية عمره وإدراكه للأمور.

تذكروا أن الحزن عملية تستغرق وقتاً، والشفاء لا يعني نسيان من نحب، وإنما تذكره بشكل إيجابي. تأكدوا من إجراء محادثات مستمرة مع أطفالكم وسؤالهم عن أحوالهم ومشاعرهم في مثل هذه المواقف الصعبة.

مواضيع قد تهمك

الأكثر شعبية