أخبار حول العالم

فيلم أصحاب ولا أعز بين التأييد والرفض

فيلم أصحاب ولا أعز بين التأييد والرفض
النشر : يناير 24 , 2022
آخر تحديث : يناير 26 , 2022
آية صرصور، أم لطفلتين٬ فلسطينية٬ كاتبة محتوى باللغة العربية ومترجمة من اللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية وبالعكس٬ كما أنها خبيرة في التسويق... المزيد

أطلقت منصة الأفلام العالمية نتفلكس الفيلم العربي أصحاب ولا أعز في العشرين من شهر كانون الثاني، وهو النسخة العربية من الفيلم الإيطالي The perfect strangers، الحائز على الكثير من الجوائز العالمية والذي حقق بنسخه جميعاً والبالغة 18 نسخة حول العالم الكثير من الإيرادات، وتأتي النسخة العربية من الفيلم دون أي تغيير أو تعديل، وتحافظ على النص والألفاظ وحتى المواضيع الموجودة في الفيلم الأصلي.

وتدور قصة الفيلم حول مجموعة من الأصدقاء يجتمعون لتناول طعام العشاء معاً، ومن ثم يقررون أن يقوموا بلعب لعبة يتم من خلالها وضع الأجهزة المحمولة على الطاولة والرد على كل رسالة ومكالمة بشكل علني، مما يؤدي لكشف الكثير من الأسرار بين الأصدقاء والأزواج، ويوضح الفيلم من خلال أحداثه أن للجميع أسرار دفينة موجودة في الهاتف المحمول والذي يعتبر كالصندوق الأسود لكل شخص، وأنه بالرغم من الصداقة الطويلة بينهم وعلى الرغم من الحب وتكوين عائلة إلا أن الأسرار موجودة وقد تكون مؤذية. وينتهي الفيلم بنهاية مفتوحة توضح بأن جميع الأحداث إنما كانت تخيل لما قد يحصل لو أنه تم لعب اللعبة.

ويحتوي الفيلم على الكثير من الألفاظ النابية والخارجة عن المألوف في الأعمال الفنية العربية، بالإضافة إلى طرح مواضيع اجتماعية حساسة وتعتبر من التابو في مجتمعنا الشرقي كالمثليين والخيانة الزوجية والعلاقات خارج إطار الزواج ، كما طرح العلاقة بين الأبناء والأهل وغيرها من العلاقات الإنسانية.

وقد انقسم مشاهدين الفيلم بين تعجب واستهجان ورفض وإعجاب وتشجيع، فقد وجد الكثيرون أن الفيلم لا يعبر عن المجتمع العربي وأنه لا يجب أن يتم عرض القضايا المجتمعية بهذه السطحية وهذه الطريقة، بالإضافة إلى رفض للألفاظ المستخدمة والتي تجعل الفيلم غير صالح للمشاهدة العائلية، بينما وجد الطرف الآخر أن الفيلم جيد جداً من ناحية الإخراج والتمثيل ومن ناحية عرضه للقضايا المجتمعية والتي يعاني منها المجتمع العربي على حد قولهم.

وهناك من اهتم بالناحية الفنية للفيلم فقط واعتبره عمل رائع لا يحمل أية رسالة وإنما هو ترفيهي وبأنه يترجم الفيلم الأصلي للقصة، وهناك من وجهوا العديد من الانتقادات، وخاصة بموضوع المثلية وأنه لم يكن هناك أية ضرورة درامية لوجوده وخاصة أنه لا يصلح لمجتمعاتنا، وبأنه يجب الابتعاد عن التقليد الأعمى للأفلام بدون أية تعديل أو تغيير لجعله أكثر ملائمة للجمهور العربي.

وقد واجه الممثلين الكثير من الانتقادات والاتهامات وخاصة في موضوع الترويج للمثلية وتبرير الخيانة الزوجية، فقد قام بالأدوار الرئيسية في الفيلم نخبة من الفنانين اللبنانيين والمصريين وهم منى زكي وإياد نصار وعادل كرم ونادين لبكي ودايموند عبود وجورج خباز ومن إخراج وسام سميرة.

ومن وجهة نظري الشخصية، فأنا أرى أن الفيلم كعمل فني قد حقق النجاح، ولكن كان يمكن أن يتم تقديمه بطريقة أفضل تلائم مجتمعنا العربي، كما أنني لا أحبذ عرض المشاكل المجتمعية بطريقة بسيطة وكأنها غير مهمة ومن الصعب علينا كمشاهدين في مجتمعات عربية أن نتقبل العلاقات خارج إطار الزواج والعلاقات المثلية وكذلك الخيانة الزوجية، وكان الأولى أن يتم طرحها لعلاجها لا لتبريرها وإعطاء مبررات لأي تصرف مسيء.

مواضيع قد تهمك

الأكثر شعبية