شارك المقال

انت لست وحدك ، نحن معك خطوة بخطوة.
حمّلي التطبيق الآن وانضمي إلى مجتمع يضم أكثر من 500,000 أم، ليكنّ سندك ودعمك في رحلة الأمومة.

حمّلي التطبيق الآن وانضمي إلى مجتمع يضم أكثر من 500,000 أم، ليكنّ سندك ودعمك في رحلة الأمومة.

تعتبر الولادة في الماء تطوراً حديثاً نسبياً في العالم الغربي. حيث تَصِفُ المعلمة وخبيرة الولادة في الماء جانيت بالاسكاس (Janet Balaskas) حكايات عن أهالي الجزر في المحيط الهادئ وكيف تلد نساؤهن في مياه البحر الضحلة، وعن فراعنة مصر الذين ولدوا في المياه. وكي لا نعود كثيراً إلى الوراء، فإن هنالك بعض المناطق في العالم كغيانا في أميركا الجنوبية لا تزال نساؤها تذهب إلى مكان خاص في النهر المحلي ليلدن!
أما أول ولادة موثقة في الماء فإنها تعود إلى عام 1805 في فرنسا، حيث تمت مساعدة إحدى الأمهات أثناء عملية المخاض باستخدام حَمَّامٍ دافئ بعدما عانت من صعوبة في ولادتها واستغرقت وقتاً طويلاً، فما أن دخلت المياه حتى تسارعت ولادتها وأنجبت طفلها داخل الماء.
في سبعينيات القرن الماضي في فرنسا، أصبح العديد من الأطباء والقابلات القانونيات مهتمين في طُرق مساعدة الأجنة في الانتقال من الحياة في الرحم إلى خارجه باستخدام الماء الدافئ. حيث كان أطباء الولادة كفريدريك ليبوير (Frederick Leboyer) وميشيل أودينت (Michel Odent) -والذي حظيت بفرصة الالتقاء به والاستماع إليه والتحدث معه عن الولادة في الماء- قلقين من أن رعاية الأمومة والتوليد الحديثة مع كل تدخلاتها تجعل عملية الولادة أمراً مزعجاً حقاً للأطفال (والأمهات). فكان الدكتور فريدريك ليبوير (Frederick Leboyer) مؤمناً بفوائد استخدام الحمام الدافئ للمواليد الجدد سوياً مع أمهاتهم بعد وقتٍ قصيرٍ من ولادتهم.
ويبدو أن غمر جسم الأم أثناء الولادة في الماء يساعد في تسهيل عملية الولادة كما لاحظ الدكتور ميشيل أودينت (Michel Odent)، إضافةً إلى مساعدة الأم في التغلب على شعور عدم الارتياح الذي عادةً ما يكون أثناء عملية المخاض. كما وجد أيضاً أن عمليات الولادة داخل الماء بدت وكأنها تُقَدِّم للرضيع رحلةً أكثر هدوءً وسلاماً إلى العالم، ويعود ذلك إلى شعورهم بالانتقال إلى عالمٍ شبيهٍ بمكانهم السابق داخل الرحم. بالنسبة إليَّ كمدربة ولادة "دولا" فقد حضرتُ الكثير من الولادات داخل الماء، وقد لاحظت فعلاً بأن الأطفال المولودين في الماء يكونون أكثر هدوءً واسترخاءً بشكلٍ عام.
أما في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي فقد بدأ الاهتمام بالولادة داخل الماء يتزايد، حتى أن تقريرين بريطانيين معتمدين أوصوا بوجوب استشارة الأم وإعطائها الخيار لتقرر الوضعية التي ترغب باستخدامها ومن ضمنها الولادة باستخدام حوض ماء. وكنتيجة لذلك فقد أدخل العديد من المستشفيات أحواض الولادة المائية إلى مرافقهم.
والجدير بالذكر أنه يوجد أبحاث قليلة جداً بالنسبة لمخاطر الولادة في الماء والمخاوف التي عادةً ما أسمعها من الأمهات حول هذه الطريقة كدخول الماء إلى دورة الأم الدموية (water embolism)، واستنشاق الرضيع للماء، الأمر الذي تم دحضه بشكلٍ واسع.
لكن ذلك لا يعني بالضرورة بأن كل الأمهاتِ مرشحاتٍ مثالياتٍ لاتباع هذه الطريقة.
بالنسبة إليَّ كمدربة ولادة فأنا أحُثُّ الأمهات بأن يستسغنَّ فكرة الولادة داخل الماء وبأن يفكرن فيها كطريقة متاحة. مؤكدةً أنه ليس عليكِ اتخاذ أي قرار قبل يوم الولادة!
فبعض الأمهات في بعض الأحيان يخترنَ الولادة في الماء لكن لا يشعرن بالارتياح عند النزول إلى الحوض فيخرُجن وتُستكمل عملية المخاض والولادة "على الأرض". فلمَ لا تقومين بزيارة إلى إحدى المستشفيات التي تتيح الولادة في الماء إن كنتِ محظوظةً كفاية وتعيشين في مكانٍ قريبٍ منها؟
نحن فعلاً محظوظون كفايةً في دبي لوجود منشأتين توفران هذا الخيار من الولادة، وأفخرُ كوني خضعتُ لتدريب حول ذلك من باربارا هاربر (Barbara Harper) إحدى الرواد الأصليين في هذا المجال.
المساعد الذكي يستخدم معلومات من أكثر من 250 طبيب واخصائي للإجابة على أسئلتك على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع باستخدام أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي