الولادة

لماذا نحتاج لدولا في الوطن العربي؟

لماذا نحتاج لدولا في الوطن العربي؟
النشر : يوليو 03 , 2019
آخر تحديث : أغسطس 10 , 2022
نيكي لانغلي هي أم لأربعة أطفال، تعمل كدولا، ومعلمة ولادة بالتنويم المغناطيسي (الولادة بلا ألم) وداعمة للرضاعة الطبيعية. تقيم لانغلي في مدينة... المزيد

يعتبر تواجد "الدولا" في أي فريق توليد في العالم عنصراً مهماً جداً لتوفير نصائح الحمل والمشورة، والدعم النفسي والعاطفي للأم والأب خلال مراحل الحمل والمخاض والولادة. وأنا أعتقد أن الاستعانة بالدولا في الوطن العربي تحديداً هو أكثر أهمية نظراً للعديد من الأسباب التي سأتحدث عنها في هذا المقال.

أشعر بفخر كبير كوني التقيت وعملت كدولا مع عائلات من بلاد مختلفة، كما أنه كان لي الشرف أن عملت لدى عائلات إماراتية وحصلت على فرصة التعرف على عاداتهم وطقوس الولادة لديهم في هذه المنطقة.

حسب التقاليد السائدة هناك، تشارك العائلة الممتدة بجميع أفرادها في عملية الولادة الأمر الذي يقلل من أهمية دور الدولا والحاجة إليها، إلا أن بعض الأمهات العربيات يجدن أنهن يستمتعن بالدعم الذي يحصلن عليه من شخص خارج دائرة العائلة.

كانت تجربتي الأولى بالعمل مع عائلة عربية ممتعة جداً، التقيت بكل الإناث المقربات من عائلة الأم، كما أنني التقيت بوالدها وشقيقها خلال زياراتي لها قبل الولادة. شعرت بأن العائلة حذرة ومرتابة في البداية من وجودي بينهم، لأن فكرة الدولا لم تكن واضحة أو مفهومة تماماً لديهم، لكني نجحت بإقناعهم تدريجياً بأهمية عملي والفائدة منه! وإلى اليوم أقول بأن معرفتي بهذه العائلة كانت من أفضل تجاربي كدولا، ولا زلت أتواصل معهم بين الحين والآخر. آمل أن أكون قد نجحت في إيصال الرسالة المهنية لعملي كدولا كما يجب، وأتمنى أن يحفز ذلك عائلات عربية أخرى لترى الدولا كعنصر مفيد وله تأثير كبير في عملية الولادة.   

إن الولادة في حد ذاتها تعد تحدياً جسدياً وعقلياً كبيراً بالنسبة للمرأة، لذلك فالنساء اللاتي ينتظرن أطفالاً عليهن التأكد من حصولهن على الدعم الكامل طيلة فترة الحمل والولادة. إن معظم الأمهات اللاتي قمت بمساعدتهن ودعمهن خلال فترة عملي كدولا كن مغتربات لا يحظين بدعم العائلة، هذا كله من الممكن أن يخلق حالة من التوتر والقلق التي قد تؤثر على عملية الولادة والتجربة بأكملها 

فعندما تلد المرأة في بلدها وبين عائلتها، فإنها تحصل على الدعم من قبل أم أو أخت أو صديقة، وبشكل عام الوضع لا يكون كذلك في منطقة الشرق الأوسط، وهنا يكون دوري كدولا مهماً ومطلوباً جداً.

كمغتربة تعيش في بلد أجنبي سيكون من السهل أن تشعر بالخوف والوحدة عند الحمل، حيث تختلف أنظمة الرعاية الصحية من بلد لآخر وقد تكون غير مألوفة بالنسبة لها. المرأة الحامل يجب أن تشعر بالأمان والدعم وأن يتم توعيتها وتثقيفها كما يجب، وأنا من موقعي كدولا أستطيع ان أوفر لها ذلك، وأن أرشدها وزوجها خلال هذه المراحل الصعبة والمربكة لكل منهما.

لسوء الحظ، فإن الكثير من حالات الحمل والولادة للنساء في المنطقة يتم متابعتها عن طريق الاستشارات والمراجعات الطبية فقط. قد يكون هذا ما تريده وترتاح إليه بعض النساء، لكن هناك أخريات لا يرغبن في ذلك على الإطلاق، وإن دوري كدولا يحتم عليّ رعاية الأم والوليد، وتثقيفهن ليصبحن قادرات على اتخاذ القرارات المتعلقة بهن وبأطفالهن، فيشعرن أنهن جزء من هذه العملية بأكملها!

هذا أمر مهم جداً، خاصة في مرحلة ما بعد الولادة، عندما تجلس الأم وتفكر بتجربتها في الحمل والولادة، وتشعر أن بعض الأمور حدثت على غير إرادة منها ولم تكن جزءاً في عملية اتخاذ القرار!

لقد رأيت مشاعر كهذه والتي تطورت في بعض الأحيان إلى حالات من الاكتئاب، لذا فإنه من المهم جداً لكل الأمهات ان يفعلن كل ما يتطلبه الأمر لجعل تجاربهن تجارب سعيدة وناجحة!

سيأتي ذلك الوقت خلال السنوات القادمة الذي سأعود فيه إلى بلادي في المملكة المتحدة، حيث آمل أن أستمر في عملي كدولا ومدربة ولادة ومستشارة في الرضاعة الطبيعية هناك، لكني دائماً سأحتفظ بذكرياتي الجميلة التي عشتها كدولا في العالم العربي.


 

مواضيع قد تهمك

الأكثر شعبية