أخبار حول العالم

الأسيرة أنهار الديك تنتظر حكم الولادة بين جدران سجن دامون

الأسيرة أنهار الديك تنتظر حكم الولادة بين جدران سجن دامون
النشر : أغسطس 30 , 2021
آخر تحديث : سبتمبر 25 , 2023
آية صرصور، أم لطفلتين٬ فلسطينية٬ كاتبة محتوى باللغة العربية ومترجمة من اللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية وبالعكس٬ كما أنها خبيرة في التسويق... المزيد

لتجربة الولادة خصوصية حميمية كبيرة، فهي تجربة خاصة تكون فيها المرأة بأضعف حالاتها، لذلك تكون بحاجة للاهتمام والعناية والشعور بالاحترام والأمان خلال هذه العملية، فتحتاج كل واحدة منا أن تكون عائلتها بجانبها لتقديم الدعم، وعلى الرغم من الألم الذي تشعر به المرأة إلا أن حلم الإمساك بطفلها وتقبيله يتجاوز حدود الألم، فتتماسك متخيلة لحظة احتضانها لطفلها وإمساكها بيد زوجها والفرحة بقدوم الطفل الجديد، إلا أن بعض النساء محرومات من هذ الحق بالوضع الطبيعي، فكيف وإن كن يعشن تحت الاحتلال!

فقد خاضت العديد من النساء الفلسطينيات تجربة الولادة في السيارة أثناء الانتظار على الحواجز أو الولادة في المنزل بسبب صعوبة الوصول للمستشفيات بسبب أحداث الانتفاضة والحرب، فالمرأة الفلسطينية لطالما عاشت ظروفاً قاهرة ولطالما كانت تجربتها فريدة من نوعها، ولكن لا شيء يضاهي تجربة الولادة في السجن، فالنساء الأسيرات يفتقدن  الحق في الرعاية الطبية ويتعرضن للانتهاكات والتعذيب، ولا يولي الاحتلال الغاشم أية اعتبار لاحتياجات النساء الحوامل أو اللاتي بحاجة لرعاية صحية خاصة، فتضطر النساء أن يخضن تجربة الولادة مكبلات اليدين والقدمين وتحت مراقبة جنود الاحتلال.

وهذه التجربة التي تنتظر الأسيرة أنهار الديك، أمٌ لطفلة اسمها جوليا، دخلت الشهر التاسع من الحمل، وقد تداهمها آلام المخاض في أية لحظة، وتعاني الأسيرة من اكتئاب حمل بحسب هيئة شؤون الأسرى والمحررين، وتحتاج لاهتمام ورعاية طبية خاصة والتي لا تتوفر في السجن.

وقد اعتقلت قوات الاحتلال أنهار وهي حامل في شهرها الرابع، بعد الاعتداء عليها بالضرب على الرغم من توسلاتها وإخبارها الجنود بأنها حامل ، وقد قالت أنهار في لقائها مع محاميتها ان ظروف السجن غير مهيأة للولادة وغير ملائمة لتربية طفل صغير بسبب التفتيش المستمر والدوريات وقلة التغذية، فهي ظروف صعبة على الكبار، فكيف لطفل صغير أن يعيش فيها؟

ولم يتوقف شعور أنهار بالألم الجسدي فقط، بل بألم الاشتياق والحنين لطفلتها الصغير جوليا، الألم الذي عبرت عنه أنهار في رسالة مكتوبة لعائلتها، وقد شرحت فيها عن التجربة المريرة التي تنتظرها وعن شوقها لاحتضان طفلتها الصغيرة.

رسالة الأسيرة من السجن

وأنهار ليست الأم الوحيدة، فالاحتلال الإسرائيلي يعتقل (11) أمًّا فلسطينية في سجونها من أصل (40) أسيرة يقبعن في سجن “الدامون”، حيث يعانين من تعذيب جسدي ونفسي بسبب حرمانهن من رؤية أبنائهن سوى لبضع دقائق، وبعضهن مرّ عليهن سنوات دون رؤية الأبناء، بالإضافة إلى سياسة الإهمال الطبي التي تمارس بحقهن.

وتجدر الإشارة إلى أن القانون المتبع في سجون الاحتلال الإسرائيلي يقوم على وضع الأم أمام خيارين، إما ترك الطفل وإعطائه لعائلته أو تربيته في السجن لمدة عامين وعندها يتم إخراجه من السجن ويسمح له بالزيارة مع باقي أفراد العائلة، ولا يسمح القانون بتناوب وجود الطفل عند العائلة والأم، وقد اختارت الكثير من الأسيرات تربية أطفالهن في داخل أسوار السجن.

 

 

 

 

مواضيع قد تهمك

الأكثر شعبية