شارك المقال

انت لست وحدك ، نحن معك خطوة بخطوة.
حمّلي التطبيق الآن وانضمي إلى مجتمع يضم أكثر من 500,000 أم، ليكنّ سندك ودعمك في رحلة الأمومة.

حمّلي التطبيق الآن وانضمي إلى مجتمع يضم أكثر من 500,000 أم، ليكنّ سندك ودعمك في رحلة الأمومة.

بقلم: ميرا جرار - سفيرة ثورة جيمي أوليفر الغذائية في الأردن. وصاحبة مشروع Mira's young chefs
ما بحب السمك! ما بدي آكل! بدي شيبس! أنا بكره العكوب!
يتحفنا أطفالنا الانتقائيين ببعضٍ من هذه العبارات كل حين وآخر. ولهذا سأشارككم بعض النصائح من تجربتي الخاصة كأم، ومن تجربتي مع الطهاة الصغار، والتي وجدت أنها فعالة في التعامل مع هذه المواقف.
إن أبي وأمي يعشقون الخضار والفواكه و الطعام الصحي. ولأن أطفالي مرتبطون بجدهم وجدتهم وقريبون منهم، كبر أطفالي وهم معتادون على تناول الأطعمة الصحية المتنوعة، لأن الطفل عندما يرى هذا التنوع في الطعام ويرى أن الجميع يتهافت على تناوله، فإنه بالتأكيد سيحب أن يجربه.
لذا من المحبذ أن يكون تناول الأطعمة المتنوعة عادة في المنزل:
عندما كان والدي يساعدني بإحضار الأطفال من الحضانة، وذلك بعد ذهابه لصلاة الظهر في المسجد الذي يعج في هذا الوقت بالباعة المتجولين، والذين يبيعون وبعروض ممتازة ما لذّ وطاب من الخضار والفواكه، كان يقوم بسؤال الأطفال عن أنواع الخضار التي أحضرها، ويدعهم يخمنون ما هي:
نوع من الخضار نأكل جذوره، أوله منافع وآخره مدافع، ماهو؟ إشي بخليك قوي مثل العجل؟... طبعاً هو الفجل
نبات نأكل ثماره ... وجه أسود وقلبه أبيض، ما هو؟ بنعمل منه سلطات وفتات وطبخات؟... الباذنجان
الكوسا بتخليك قوي مثل النبي موسى... وهذا كان يدفع طفلي الأصغر سناً على تفقد عضلاته بعد تناول وجبة من الكوسا!
ما كنا نغسل كل الخضار ونرتبها على الطاولة بشكل جميل، ومن ثم يبدأ والدي بلعب لعبة سوق الخضار: حيث يكون هو البائع الذي يُسوّق لبضاعته وهم المشترون! من يشتري البروكلي بدينار؟ لاتفوتوا الفرصة! .. صحّارة البوملي بدينارين! ماذا تريد أن تشتري؟
كانت معلمة ابني الأصغر في الروضة تسأله دائماً عن غدائه في ذلك اليوم؟ فكان يفاجئها بأكلاتٍ حتى الكبارُ لا يميلون إليها عادة، مثل الأينبيط (القرنبيط) والأَيِع (القرع). فهو اعتاد أن يمر على جدته قبل ذهابه إلى المدرسة . كانت تبدأ في هذا الوقت بإعداد الطعام، و كان يشاركها بالإعداد في كثير من الأحيان.
هناك الكثير من الطهاة الصغار في دروس الطهي التي أقيمها ممن يكرهون الخس أو الملفوف، ولكنهم في نهاية الحصة يأكلون السلطة! نعم، يأكلونها وسط دهشة أهلهم، كيف؟ لأن الطفل هو من غسل الخس ونشّفه بأداة التنشيف الممتعة، ومن ثمّ قطّعه بالسكين! نعم يجب أن نعلّم أبناءنا كيف يمسكون السكين (ولكن بالطبع مع استخدام الأدوات المناسبة والمراقبة الدقيقة واللصيقة) مثلما نعلّمهم القراءة والكتابة، لأن هذا بكل تأكيد سيعدّهم لحياة صحية.
كان عندي حصة لإعداد البيتزا، وفي نهاية الحصة ونحن نتناول ما صنعنا، دخلت إحدى الأمهات فوراً وقامت بنزع حبات الزيتون من قطعة ابنها، وقالت: "ابني لا يحب الزيتون"! دهشت لذلك، لأن ابنها لم يعترض على وجود الزيتون وكان يأكله مع البيتزا. في بعض الأحيان، نحن من نجعل أبناءنا يعترضون على الطعام.
وقولي لأطفالك هذه المقولة التي أثرت بابني الصغير" إذا لم تخطط لصحتك فأنت بالتأكيد تخطط لمرضك". بعد سماع هذه المقولة، قرر ابني شراء علبة فراولة بدلاً من كيس الشيبس.
ابدئي أيضاً باصطحاب أطفالك معك لشراء حاجيات المنزل وهم صغار، وأشيري إلى بعض الأطعمة وعلميهم أن هذه الأطعمة مضرة، أو مشبعة بالدهون، أو مليئة بالسكر، أو تحتوي على ألوان صناعية، لذا نحن لا نشتريها. وأشيري أيضاً الأطعمة المفيدة ووضحي أنها أفضل،لأنها طازجة، أوغير مصنعة، ولا تسبب الأمراض المرتبطة بسوء التغذية.

كان ابني الأوسط أحمد يجلس بجانب جده عند تناول الطعام، ويقوم بترتيب صحنه تماما كجده، ويقلد جده في تناول طعامه. كان جده مثلاً يأكل الفجل مع السبانخ، وكان يأكل زيتونًا أخضرمع شوربة العدس. وكان أحمد يقوم بعمل نفس الشيء. كان جده يحب أن يأكل الملوخية غماس، وكان أحمد يقلد جده، وإن احتاج بعدها إلى حمام فوري! نعم دعي طفلك يأكل بيده مع الجماعة، حتى ولو اتسخت ملابسه واتسخت الطاولة، وسقط بعض الطعام على الأرض. لا تجعلي من الوجبات أوقاتاً يصاحبها الصراخ والإجبار والضغط، لأن هذا لن يأتي بنتيجة. وفي حال رفض الطفل تناول وجبته، استمري في تناول الطعام، والتلذذ به، وصفي لطفلك كيف أنك أوخالتك أوعمك يحب هذه الأكلة، وكم هي مفيدة.
هذه بعض النصائح التي وجدتها مفيدة من خلال تعاملي مع أطفالي والطهاة الصغار، ومراقبة كيفية تعاملهم مع الطعام وردود أفعالهم تجاهه. جرّبيها، وتذكري بأن المجهود الذي تبذلينه الآن سيترجم إلى نظام صحي يتمتع به طفلك الآن وفي المستقبل.
اقرئي أيضاً:
المساعد الذكي يستخدم معلومات من أكثر من 250 طبيب واخصائي للإجابة على أسئلتك على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع باستخدام أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي