الولادة

الحمل والولادة: ما الفرق بين عمل الدولا والقابلة؟

الحمل والولادة: ما الفرق بين عمل الدولا والقابلة؟
النشر : سبتمبر 05 , 2018
آخر تحديث : مايو 18 , 2022
نيكي لانغلي هي أم لأربعة أطفال، تعمل كدولا، ومعلمة ولادة بالتنويم المغناطيسي (الولادة بلا ألم) وداعمة للرضاعة الطبيعية. تقيم لانغلي في مدينة... المزيد

قد يعتقد البعض بأن الدولا (مدربة الولادة) والقابلة هما مسميان لنفس الوظيفة، لكن في الحقيقة الوظيفتان مختلفتان تماماً لكن تكملان بعضهما البعض.

تحدثت في مقالي السابق كيف أن وظيفة الدولا متعلقة أكثر بالتدريب على الحمل والوضع والولادة، فتقدِّم الدعم العاطفي إلى الأم.

  • إلا أن الدولا غير مُدَرَّبة طبياً. حيث أنها لا تُوّلِّد الأطفال!

لذلك، نرى بأنه بإمكان أي شخصٍ أن ينسب هذه الوظيفة إلى نفسه لكن هنالك هيئات معتمدة ومؤسسات مختصة بتدريب الدولا وتأهيلهنَّ بشكلٍ احترافي.

 

  • ومن المستحسن عند اختيار الدولا

    أن تقوم الأم بالبحث عن التدريب الذي خضعت له ذلك لأن لها مهام محددة لا يمكن تجاوزها الأمر الذي قد يحبط البعض لاعتقادهم بأنها قد تحل محل مقدم الرعاية الصحية كطبيب النسائية والتوليد أو القابلة مثلاً وهو أمرٌ غير واردٍ على الإطلاق، لكنها في المقابل تستطيع تقديم دعمٍ إضافي ككيفية إدارة الألم وتقنيات التنفس وغيرها، كما يمكنها مساعدتك في الأيام الأولى بعد ولادتك لطفلك.

 

والأمر الرائع حول تعيين الدولا هو....

حصولك على نوعٍ من العلاقة الوثيقة مع إحداهن قبل ولادة الطفل، وهو أمرٌ من الصعب تحصيله مع القابلة في هذا الجزء من العالم. فمعظم مدربات الولادة يقدمن زيارات ما قبل الولادة وهي الوقت الأنسب لتتعرفن أكثر على بعضكن وبالتالي تحصلين على صديقة إضافية خلال عملية توليدك، صديقة مُدَرَّبَة لمساعدتك ودعمك من خلال طرقٍ قد يصعب على شريكك تقديمها أحياناً.

 

  • الدولا أو مدربة الولادة تُعّيَّن بشكلٍ خاص من قبل الوالدين

    وأما دورها فهو تقديم الدعم الخاص بعملية الولادة بشكلٍ فردي. لذلك ستكونين بأمان لمعرفة أنها موجودة خصيصاً لك، فهي لن تتركك لزيارة عملاء آخرين. وللأسف لا تملك القابلات هذه الميزة لتقديم مثل هذه الرعاية الحميمة.

 

وأود التنويه هنا إلى الفكرة الخاطئة لدى البعض باعتقادهم بأن الدولا تدعم الولادات الطبيعية فقط وبأنها نوعاً ما خيار غريب ومخالف للمعايير المتعارف عليها! وهذه الفكرة غير صحيحة على الإطلاق، فنحن ندعم أي امرأة باختلاف أنواع الولادة.

أما القابلة فهي أخصائية مقدمة للرعاية الصحية مدربة طبياً.

  • لدى القابلات مستويات مختلفة من التدريب بناءً على بلد الإقامة

    ، لكني على دراية بالنظام البريطاني لهن كوني بريطانية وابنتي قابلة مُدَرَّبة وفقاً للمعايير البريطانية، حيث أن القابلات هناك يخضعن لتدريب مكثف لمدة ثلاث سنوات يهيئهن لممارسة المهنة مع درجةٍ من الاستقلالية.

فالمعتاد في المملكة المتحدة زيارة الطبيب أثناء الحمل فقط بينما لا يتدخل الأطباء في عمليتي المخاض أو الولادة إلَّا في الحالات التي تحتاج إلى تدخل طبي.

 

في الحقيقة إن الولادة في البيوت أمرٌ شائعٌ هناك، حيث تقوم القابلة بتوليد الأم داخل منزلها إن كان الحمل طبيعياً. فالقابلات مُدرَّبات على التعامل مع الولادة كحدث فيسيولوجيٍ معتاد لكنهن مُدرَّبات أيضاً على حالات الطوارئ وتولية الحالات الحرجة إلى الأطباء إن اقتضت الحاجة. أما هنا في دبي وفي معظم دول الشرق الأوسط فإن طبيب النسائية هو الشخص الذي يتابع مع المرأة الحامل طوال فترة حملها إلى ما بعد الولادة، حتى أنه يقوم بالتوليد والتقطيب إن اقتضت الحاجة وغيرها.

عادةً ما أعمل كدولا مع القابلات واللواتي أراهن يعطين وظيفتي حقها حيث نعمل كفريقٍ متكامل لنخدم نفس الهدف وهو الحرص على إبقاء الأم والطفل بصحة جيدة والتأكد من أن الأم على درايةٍ بكافة الخيارات المتاحة لولادتها، لتبقى هذه التجربة حدثاً إيجابياً في ذاكرتها إلى الأبد، وهو بالفعل أمرٌ رائع.

 

فعمل الدولا مكملٌ لعمل القابلة، بل إنها تستطيع أخذ بعض الواجبات التي لا تجد لها القابلة المتسع من الوقت لها في رعاية الأم، والتي قد ترغب حقاً في عملها كغسل وجه الأم ومساعدتها في الدخول إلى الحمام وغيرها، أمورٌ صغيرة لكنها تحدث فرقاً كبيراً!

  • فعادةً ما تكون القابلات مشغولات حقاً وليس لديهن الكثير من الوقت ليقضينه مع الوالدين والتحدث معهم عن كافة التفاصيل أو حتى ليكنَّ موجودات طوال الوقت إلى جانبهم، وهو أمرٌ يمكن للدولا القيام به بسهولة.

 

بالنسبة لي فإن حلمي أن تقوم كل المستشفيات بتوفير فريقٍ كاملٍ من القابلات ومدربات الولادة (الدولا) وأطباء النسائية، فحينها سنعمل سوياً وسنقدم للأمهات الحوامل واللواتي على وشك الولادة كل الاحتياجات اللازمة لهن ولعائلاتهن.

 

فمن المهم جداً أن يعرف الجميع بمن فيهم أخصائيي القطاع الصحي المهام التي تقدمها الدولا ليساعدهم ذلك على فهم أهمية هذه الوظيفة كمصدرٍ أساسي وعظيم دون الشعور بالقلق أو التهديد حيال وجودها.

مع تمنياتي للجميع بكل التوفيق في رحلة البحث عن أفضل فريق توليد!

مواضيع قد تهمك

الأكثر شعبية