ولدت طفلة في ولاية فلوريدا الأمريكية وهي تحمل وحمة على وجهها على شكل قناع باتمان تغطي جبينها وأعينها وجزء كبير من الوجه، وتعرف هذه الحالة باسم (Giant congenital melanocytic nevus) وهي حالة جلدية تصيب واحد بالمئة من الأطفال وتتميز بظهور رقعة جلدية غير سرطانية داكنة بشكل غير طبيعي (وحمة) تتكون من خلايا منتجة للصبغة تسمى الخلايا الصبغية، وقد تظهر منذ الولادة (خلقي) أو يمكن ملاحظتها بعد الولادة بفترة وجيزة. قد تكون الوحمة صغيرة عند الرضع، لكنها عادة ما تنمو بنفس معدل نمو الجسم.

يتراوح لون الوحمة من البني الفاتح إلى الأسود ويمكن أن يصبح أغمق أو أفتح بمرور الوقت. يمكن أن يكون سطح الوحمة مسطحًا، أو خشنًا، أو مرتفعًا، أو سميكًا. قد يشعر الأشخاص المصابون بهذه الحالة بالقلق أو الإجهاد العاطفي بسبب تأثير الوحمة على مظهرهم وصحتهم. يمكن للأطفال الذين يعانون من وحمة الخلايا الصبغية الخلقية العملاقة أن يصابوا بمشاكل عاطفية أو سلوكية.

 يُعتقد عمومًا أن الأشخاص الذين يعانون من وحمة الخلايا الصبغية الخلقية العملاقة لديهم خطر من 5 إلى 10 في المئة من الإصابة بسرطان الجلد، لذلك يفضل إزالتها في وقت مبكر.

انتشرت قصة لونا الفتاة البرازيلية التي ولدت في ولاية فلوريدا الأمريكية بوحمة سوداء تغطي معظم وجهها والتي تشبه لحد كبير قناع باتمان، بعد انتشار قصتها على وسائل التواصل الاجتماعي تواصل إحدى الأطباء الروس مع والدة لونا لعرض معالجتها في مدينة كراسنودارفي روسيا، وقد قام الطبيب الروسي بابتكار علاجٍ غير جراحي لأمراض السرطان والأورام، باستخدام أشعة الليزر الخالية من الألم.

لم يكن هذا العلاج متوفر في الولايات المتحدة مما جعل الأم تسافر بابنتها إلى روسيا لبدء رحلة العلاج وقد قرر لها الطبيب الروسي بافيل بوبوف 8 عمليات جراحية على فترات متفرقة لإزالة الوحمة تدريجياً.

حقق الجراح الروسي نجاحاُ باهراً في أول عملية لإزالة جزء من الوحمة من جبهة الطفلة التي تمت تحت التخدير الموضعي، وقد أعرب الجراح الروسي في إحدى المقابلات عن سعادته لنتائج العملية المذهلة التي فاقت توقعاته وتحدث عن تفاصيل العملية التي استمرت لمدة ساعة وقال بالرغم من ظهور الجلد الوردي وبعض البقع على الجلد إلا أنها سوف تزول مع الوقت، ولكن الجلد يحتاج إلى فترة للتعافي تماماً، وقد كانت هذه العملية الأولى من سلسلة عمليات تبعتها، واستمرت الأم في التنقل ما بين الولايات المتحدة وروسيا لإكمال رحلة علاج لونا.

بعد مرور سنتين من العلاج والجراحات المستمرة أعلن فريق الأطباء في روسيا عن إزالة الوحمة بشكل كامل عن وجه لونا مع بقاء بعض الندب والاحمرار في الجلد الذي سوف يتعافى ويزول مع الوقت مع خضوعها لعدد من العمليات التجميلية.

أعربت الأم عن فرحتها الشديدة بنجاح الجراحة وإزالة الوحمة عن وجه طفلتها التي تعرضت لبعض المضايقات في السابق بسبب شكلها، ولكن تقول الأم أن هذا لم يكن السبب الرئيسي وراء رغبتي الملحة في إزالة الوحمة فكنت ومازلت أرى ابنتي جميلة، ولكن حذرني الأطباء من احتمالية تحول الوحمة إلى سرطان جلد يصعب علاجه ولهذا سارعت في قبول دعوة الجراح بافيل لعلاج ابنتي في وقت مبكر قبل أن تتفاقم الحالة.

نشرت الأم أحدث صورة لابنتها في صفحتها في الانستغرام بعد انتهاء العمليات، وتظهر الصور تقلص الوحمة بشكل واضح على وجه الفتاة وتطور الحالة بشكل جيد.

بالإضافة إلى ذلك، كتبت والدة الفتاة أن هناك "علامة" على ساق الفتاة اليسرى، وهو المكان الذي أخذ منه قطعة من الجلد. كما تم إجراء مماثل مع الساق الأخرى، قبل ثمانية أشهر، حيث استخدم الجلد للأنف.