العلاقات

الاغتصاب الزوجي تعريفه وحكمه الديني

الاغتصاب الزوجي تعريفه وحكمه الديني
النشر : أكتوبر 11 , 2021
آخر تحديث : أغسطس 03 , 2022
آية صرصور، أم لطفلتين٬ فلسطينية٬ كاتبة محتوى باللغة العربية ومترجمة من اللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية وبالعكس٬ كما أنها خبيرة في التسويق... المزيد

أصبحت منصات التواصل الاجتماعي أكثر جرأة من ذي قبل في طرح القضايا المجتمعية المختلفة، ولم يعد هناك خطوط حمراء لا يستطيع المغردين ورواد هذه المنصات اجتيازها، وقد تم تسليط الضوء على الكثير من المواضيع التي تهم المرأة بشكل خاص والأسرة بشكل عام، وقد يكون لقدرة البعض على إخفاء هويتهم والتعبير عما يدور في أذهانهم تأثير كبير على هذه المنصات والحرية التي منحتها للمجتمعات العربية.

ومن القضايا التي ضجت بها وسائل التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة هي قضية " الاغتصاب الزوجي" والذي يتم تعريفه على أنه إجبار المرأة على ممارسة العلاقة الحميمة من قبل الزوج على الرغم من رفضها لها وتعبيرها عن ذلك بالرفض أو البكاء.، حتى لو لم يكن هناك عنف في العلاقة، ويُعتبر الاغتصاب الزوجي شكلاً من أشكال العنف المنزلي والاعتداء الجنسي، وعلى الرغم من أن الجماع خلال الزواج كان يعتبر من الناحية التاريخية حقاً للزوجين، إلا أن الانخراط في الفعل دون موافقة أحد الزوجين أصبح الآن معترفاً به وعلى نطاق واسع في القانون والمجتمع على أنه خطأ وجريمة.

وعلى الرغم من قساوة الوصف والتعريف، إلا أن هناك الكثيرين ممن يرفضون وصفه بالاغتصاب وذلك كون العلاقة بين الزوجين لا يجب أن يتم وصفها بوصف تجريمي للعلاقة غير القانونية والتي يتم من خلالها غصب المرأة وانتهاك جسدها، على اعتبار أن الزوج ليس غريباً، وأن كون المرأة غير راغبة لا يعني أنه قد تم اغتصابها، خاصة أنه في أغلب الحالات لا يكون هناك أية مقاومة من الزوجة وإنما استسلام وإذعان للرجل وطلباته على الرغم من ملامح وجهها التي تعبر عن كرهها للعلاقة.

وقد تجاوز العديدون رفضهم للاعتراف بهذه القضية من خلال تبرير حق الزوج في إشباع رغباته، ويرتكز هؤلاء على بعض النصوص الدينية غير الصحيحة والمنتشرة في مجتمعاتنا، حيث يتم استخدامها للحرص على إسكات المرأة وتجريدها من حقوقها الزوجية والإنسانية، ويتغاضى هؤلاء عن أن المعاشرة في الدين الإسلامي هي بالمعروف، فالزوجَ مأمور بحسنِ عشرةِ زوجته، منها قولُه سبحانه: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ}. [النساء: 19]، وقوله ﷺ: «استوصُوا بالنِّساءِ خيرًا». [متفق عليه].

كما ينهى الشرع عن التفريط في الحق الإنساني لأحد الزوجين في علاقتهما وحياتهما اليومية والزوجية، وينهى عن إلحاق الأذى سواء النفسي والجسدي، ويركز على ضرورة الترفق والرحمة والمودة، وأن على الرجل التودد لزوجته، واحترام رغبتها، وحالتها النفسية، والجسدية.

أما من وجهة نظري الشخصية، فأنا أرى أن وجود هذه المشكلة في مجتمعاتنا جاءت نتيجة لعصور من التربية غير السليمة للذكور، والتي تركز على حقوقهم الزوجية وتهمل حقوق المرأة، والتركيز على تلقين النساء بالواجبات المفروضة عليهن وإهمال حقوقهن في الزواج، كما أن عدم تثقيف الرجال والنساء عن العلاقة الحميمة وأهميتها لحياة زوجية سليمة جعل من الصعب على الكثير من الأزواج التواصل في العلاقة الجسدية، فالمرأة في العادة تحتاج إلى المقدمات وتحب أن يكون هناك جانب عاطفي وتودد قبل العلاقة الفعلية، وهو ما يهمله الكثير من الرجال والذين لا ينتهبون لما تحتاجه الشريكة أو إن كانت سعيدة وراضية عن العلاقة أم لا.

ويجب أن يكون هناك حوار مفتوح بين الزوجين والقدرة على مناقشة تفاصيل العلاقة ومشاركة رغباتهم بدون خجل أو تردد، فالعلاقة الحميمة الصحية بين الزوجين تنعكس على كافة مناحي الحياة والأسرة، ويحتاج الطرفين أن يقوما بإشباع رغباتهما بطريقة سليمة ومودة ورضا، ويجب أن تكون المرأة أكثر وعي باحتياجاتها ورغباتها وأن تكون قادرة على التعبير عنها في حدود غرفة نومها، وأن تكون قادرة على الاستمتاع بالعلاقة مع زوجها ورفضها في حالة التعب أو المرض أو عدم الرغبة بسبب الحالة النفسية.

مواضيع قد تهمك

الأكثر شعبية