الأعياد

الأم التي تصنع العيد في بيتها.. هي العيد

الأم التي تصنع العيد في بيتها.. هي العيد
النشر : أغسطس 01 , 2021
آخر تحديث : أكتوبر 05 , 2021
د. نرمين  حاصلة على بكالوريوس طب بشري جامعة المنصورة في تخصص طب الأسرة. كما أنها أخصائية تعديل سلوك معتمد من جامعة عين... المزيد

كلما رأيتُ صورةً مبهجة  لزينة العيد وبالوناته، وصورة دافئة لطبقٍ يتراص فيه كعك العيد في نظام بهيج، أكاد أرى طيفها الحنون ينساب في هدوء في الصورة، منعكساً على كل شيء في حبور.

نعم... إنها الأم..

في كلِ بيتٍ هناك بطلة خفية "جندي مجهول" أمضت الأيام الأخيرة في أرق وتعب وتفكير منشغل بلا راحة ولا نوم، تسابق الساعات ليكون كل شيء جاهزاً على الموعد.

تنظف المنزل، تجهز الحلوى، ترتب التفاصيل في عقلها للمرة الألف في كل ساعة لتتأكد من ما تم انجازه وما تبقى، تراجع المتاح وتبتكر منه لتصنع في النهاية طقوس عيدٍ دافئة، بهيجة، مبهرة..

تقاوم الإرهاق والتعب، وتستمر في العمل برغم كل شيء، تهتم بكل التفاصيل، وتتذكر كل شخص، تجتهد لتكمل كل نقص، تحاول أن تصنع لكلٍ ما يفضله، لتشرق شمس العيد في النهاية دافئةً سعيدة مداعبةً جفوناً صغيرة تنتظر أن تستيقظ في حماسة وشغف، لتستقبل أخيراً ذلك العيد المنتظر بشوق منذ زمن.

الأطفال هم بهجة العيد

يراقبون اكتمال تفاصيله واستعداداته على مدار الأيام بشوق، ينتظرون بلهفة اكتمال الصورة وانتهاء الاستعدادات واكتشاف كل مفاجآت ذلك الزائر المنتظر، حماستهم المتقدة لكل شيء جديد، لهفتهم لاستكشاف كل التفاصيل، وفي النهاية فرحتهم الصافية بكل شيء مهما صغر أو كبر..

ابتهاجهم العفوي بحلوى العيد وبالوناته، سعادتهم الصافية بملابسهم الجديدة وفخرهم بهداياهم وألعابهم الجديدة، ابتساماتهم الصادقة وضحكاتهم المتناثرة في فرح في كل أرجاء المنزل مبتهجين بكل تفصيلة صغيرة جديدة.

أكاد أجزم انه لولا الصغار ما اهتمت الأمهات بصنع كل هذه الأجواء في الأعياد، وما تفنن في ابتكار الزينات وقضين الأيام في إعدادها والتخطيط لتفاصيلها، وما أنفقن الساعات لتحضير الحلوى وترتيبها بشكل جميل.

لولاهم لكان كل شيءٍ عادياً ساكناً، كل تلك التفاصيل التي تشتعل حماسة سترقد في صمت، سيكون كل شيء هادئاً في رتابة وعادياً في سكون..

ذلك الشغف بداخلهم هو ما يشعل الحماس في نفوسنا ويجلب الأعياد لقلوبنا! فرحتنا ليست سوى انعكاس لفرحتهم، سعادتهم هي ما تهون علينا في النهاية كل شيء، وابتسامتهم الراضية تأتي كضوءِ أخضر يخبرنا: أن لا بأس، يمكنكن أن ترتحن الآن، تمت المهمة بنجاح، فقد قمتن بدوركن على أكمل وجه وجاء العيد السعيد أخيراً.

الصغار ينتبهون دائماً لأدق التفاصيل، لايفوتهم شيء، وكل صغيرة أو كبيرة تؤثر فيهم وتنطبع في قلوبهم حتى وإن لم يُظهِروا ذلك في الحال.

لذا أصبح إعدادهم مبكراً لإحياء شعائر الله والمشاركة في عباداته والتزام أوامره "فرضاً" واجباً علينا، لتتعلق قلوبهم منذ الصغر بطاعة الله وحب فروضه والإمتثال لأومره وتجنب نواهيه، حباً له وطلباً لرضاه وثوابه.

مهما كانت الظروف، يبقي الاحتفال والفرح بقدوم العيد فريضة وواجب، فهو إعلاء لشعائر الله.

*‏قال تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}

وفي الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «للصائم فرحتان، فرحة حين يفطر وفرحة حين يلقى ربه»

*‏*قال سبحانه: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ} وقال سبحانه: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}

فإظهار الفطر والفرح بالعيد من تعظيم شعائر الله

طرق تحتفلين من خلالها بالعيد مع أطفالك

لذا، احرصي أن يكون هذا العيد مميزاً لصغارك مهما كنتِ متعبة ومرهقة، يمكنك بكثيرٍ من الطرق البسيطة غير المكلفة أن تمنحيهم ذكريات لا تُنسى وتجعلي من تلك الأيام أياماً مميزة.

  1. قص أشكال من الورق الملون لها علاقة بالعيد والاحتفال به وإلصاقها.

  2. نفخ البالونات وتعليقها.

  3. ‏أحضري طبق كبير لطيف واملئيه بالحلوى، واكتبي علي ورقة "عيد سعيد" لونيها وثبتيها في هذا الطبق.

  4. اشتري لهم ملابساً جديدة مبهجة للمنزل.

  5. لعبة جديدة في العيد.

  6. اطبعي رسومات للعيد واتركيهم يلونونها ثم علقيها.

  7. اصنعي حلوى بسيطة للعيد واتركيهم يساعدونك فيها.

  8. اصنعوا معاً توزيعات حلوى بسيطة للأطفال والأقارب.

  9. ‏أشركيهم في ترتيب وتنظيف المنزل استعداداً للعيد.

 

لعبة العيد

من الضروري للطفل أن يعرف أن بعد كل الصبر والتعب جزاء جميل من الله، وأن لدينا مناسبات وشعائر جميلة نقدسها ونسعدُ بها.

ولأن الطفل لا يدرك الغيبيات والأمور الروحانية قبل السابعة، لذا يجب أن نقرب له الشعور بأشياء مادية ملموسة، مثل: الزينة، حلوى العيد، الملابس الجديدة، وأخيراً هديه العيد، لذا:

  • احرصي على تجهيز هدية جميلة صباح يوم العيد كمكافأة لصغارك.

  • احرصي أن تكون الهدية شيئاً يحبونه وحبذا لو كان شيئاً يتمنون الحصول عليه.

  • اجعلي الهدية تكون مرحة وقريبة من القلب لتكون الفرحة والسعادة أكبر.

  • ليس من الضروري أبدا أن تكون كل الألعاب تعليمية ومفيدة من وجهة نظرنا، فالمرح والسعادة أهم للصغار في هذه الأيام.

وتذكري....

ذكريات الطفولة تنطبع على جدار القلب إلى الأبد وأنتِ من تصنعين تلك الذكريات اليوم.

فنحن اليوم نعيش في ذكريات الغد، فاحرصوا  أن تكونوا ذكرى لطيفة لصغاركم يهربون إليها لا منها!

أدام الله علينا نعمة الصغار، ودام الشغف متقداً في قلوبهم والفرح يشتعل في عيونهم فيضيء لنا أيامنا ويسعدنا

هنيئاً لكن جهادكن وجهدكن، ودمتن عيداً لكل بيت، لولاكن ما كان العيد، ولولا التعب ما فرح الجميع، رزقكن الله أجراً عظيماً وجعل كل لحظة تعب وعمل في موازينكن..

وكل عام وأنتن وصغاركن بهجة الأعياد وزينتها في كل وقت

مواضيع قد تهمك

الأكثر شعبية