رمضان

شهر رمضان: كيف نستغله لنستعيد صحتنا

شهر رمضان: كيف نستغله لنستعيد صحتنا
النشر : أبريل 15 , 2021
آخر تحديث : مارس 23 , 2024
صيدلانية ومدربة صحة وظيفية وأم، تخرجت من كلية الصيدلة جامعة عين شمس في القاهرة، مصر. درست التغذية الشاملة في واحدة من أفضل... المزيد

لا شك بأن شهر رمضان هو فرصة ذهبية لإنعاش صحة الإنسان إذا ما استغله جيداً. فالصيام يقوي المناعة ويساعد على التخلص من السموم التي تتراكم طوال السنة. 

حتى في عالم التغذية، الصيام من الأدوات التي تستخدم لتحسين مقاومة الأنسولين، تحسين عمل الجهاز المناعي، وتخليص الجسم من السموم، وحماية المخ من أمراض الشيخوخة.

لكن للأسف بدلاً من استغلال فوائد الصيام في هذا الشهر الفضيل، أصبح البعض يفرط في اتباع العادات السيئة، وكأن هناك مؤامرة تمنعنا من الاستفادة من فضائل هذا الشهر الوحيد الذي فرض الله علينا صيامه وجعله فرصة لنا لإعادة تشغيل الجهاز المناعي والإيماني معاً بآلية مترابطة ومتكاملة لا تفصل الروح عن الجسد.

فمن ناحية العبادات، أصبح رمضان شهر المسلسلات عند البعض والخيم الرمضانية عند الآخر. ومن ناحية الغذاء، أصبح شهر الكنافة والقطائف التي تبحر في السمن والسكر لتعمل على تدمير الجهاز المناعي بدلاً من إنعاشه!

فماذا نفعل حتى نتفادى هذه المؤامرات؟

كما أقول دائماً... نمشي عكس التيار!

في البداية دعونا نتناول موضوع العزائم في رمضان.

لن أقول لكم أن تمتنعوا عن العزائم لأنها فرصة للم شمل العائلة والأصدقاء وعادة جميلة، مع أنني أرى أن الأفضل أن نغير وقت هذه العادة إلى غير رمضان، إلا أنني أفتقدها كثيراً بسبب ابتعادي عن عائلتي ووجودي في بلد آخر.

ولكن...

لو علمنا جيداً ما يفعله الصيام من تنقية للسموم وتحسين في مستوى ضغط الدم والكوليسترول، وحتى في استجابة الخلايا للأنسولين (والذي يعتبر السبب الرئيسي لمرض السكري النوع الثاني)، سنفكر ألف مرة قبل تناول شيء سيدمر هذا المفعول المتميز.

من المعروف أن الفطريات التي أصبحت تسبب مشاكل كبيرة في جهازنا الهضمي بسبب سوء الغذاء المتوفر الآن، تتغذى على السكر. هذا يجعلها تتفوق في العدد على البكتيريا المفيدة التي تساعد على الهضم، وتقوي المناعة، وتصنع الفيتامينات التي يحتاجها الإنسان.

فما الذي نفعله عادةً عند الإفطار؟ نشرب كوباً أو اثنين من مشروب مليء بالسكر المكرر، ثم نأكل نشويات بيضاء تتحول فوراً إلى السكر بسبب عدم وجود الألياف الطبيعية التي تقلل من سرعة الامتصاص، ثم نحلي بالقطائف والكنافة التي تتحول بدورها إلى السكر، كما ويضاف لها القطر الذي يعتبر مزيداً من السكر!! إضافة إلى السمن وغيره وغيره!

لذلك، لتستغلوا رمضان بشكل جيد، أقدم لكم هذه النصائح:

  1. ابدؤوا إفطاركم بربع كوب من الماء والقليل من الطعام الكامل البسيط (مثل التمر مع اللوز)، ثم اذهبوا إلى الصلاة. المكسرات مع التمر تبطّئ امتصاص السكر في التمر، وفترة الراحة ستعطي الجسم فرصة لاستيعاب أنكم قد "كسرتم صيامكم"، والانتباه إلى أنكم قد خرجتم من وضعية المجاعة (starvation mode).
     
  2. عندما تظنون أنكم مستعدون لتناول الإفطار ابدؤوا بتناول الخضروات أولاً إذا كانت على هيئة شوربة.(البعض يكون مستعداً لذلك بعد أدائه لصلاة المغرب والبعض الآخر يفضل الانتظار إلى بعد التراويح لتناول الوجبة الأساسية، استمعوا دائماً لما تقوله أجسادكم).
     
  3. المزيد من الخضروات! كلما اعتمدتم في إفطاركم على الخضروات المتنوعة التي توفر للجسم جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها بالإضافة إلى الماء الطبيعي الذي هو مكون أساسي في الخضروات، لن يتبقى مجال للأغذية الأقل إفادةً. تفننوا في إعداد الخضروات بالطريقة التي تفضلونها حتى تكون تجربة لذيذة وصحية! يمكنكم خلط الخضروات مع الشوربة، حاولوا ألا تكون ثقيلة (مزودة بالكريمة أو بالدهون المشبعة).
     
  4. امضغوا جيداً! اجعلوا وقت تناول الطعام وقتاً بطيئاً وممتعاً، تحدثوا إلى أفراد العائلة، تنفّسوا واستمتعوا بمذاق الطعام، وامضغوه جيداً. حاولوا بلوغ 30 مضغة لكل لقمة طعام. إذا طبّقتم النصيحة رقم 1، لن تكونوا بنفس النهم عند تناولكم وجبة الإفطار.
     
  5. حاولوا ألا تشربوا شيئاً خلال تناولكم وجبة الإفطار، الأفضل أن تنتظروا ثلاثين دقيقة قبل تناول الماء (المشروب الأمثل خلال رمضان وبعد رمضان). إذا تناولتم الماء خلال وجبة الإفطار سيخفف ذلك من حامض الهضم الذي يساعد على هضم الطعام جيداً.
     
  6. إذا أردتم الاستمتاع بالحلوى، حاولوا تناول الفواكه الطبيعية مثل: التمر أو المكسرات. كلما كانت الحلوى غير معقدة وطبيعية، كلما كان ذلك أفضل للجسم. أما إذا لم تستطيعوا أن تقاوموا الحلويات الشرقية، فلا داعي لأن تظل هذه الحلويات في بيوتكم يومياً. تناولوها فقط في المناسبات، وهذا يأخذنا للنصيحة السابعة...
     
  7. حاولوا أن تتناولوا الطعام في بيوتكم معظم شهر رمضان، كما قلت.. العزائم فرصة جميلة ولكنها تستهلك الكثير من الوقت في رمضان والذي يفضل استغلاله في العبادة والصيام والدعاء. كما أن العزائم تضعك تحت الكثير من الضغط، فالكنافة بالقشدة لا تقاوم.
     
  8. مارسوا القليل من الرياضة، شهر رمضان الماضي اتبعت طريقة جديدة بالنسبة لي لممارسة الرياضة، الرياضة في البيت بعد التراويح! زوجي شجعني ووجدناها فرصة لممارسة عمل جماعي للعائلة في البيت، لا يستهلك الكثير من الوقت ويساعد على توازن أجسامنا في رمضان. كانت هذه الفرصة الوحيدة لنا لنستمر على الرياضة يومياً.

بعض الناس تحب التجمع قبل الإفطار أو بعد الصلاة لممارسة الرياضة الخارجية، إذا استطعتم أن تفعلوا ذلك بصفة مستمرة طوال الشهر، فإنكم أجسامكم ستستفيد من مفعول الصيام بطريقة مذهلة! ليس من الضروري أن تكون الرياضة عنيفة.

رياضة المشي قبل الإفطار تعتبر رياضة مثالية إذا كانت هي المتاحة بالنسبة لكم. أفضل نوع رياضة هو الذي تستطيعون الاستمرار عليه بدون إجهاد عنيف على أجسامكم.
 

  1. تأكدوا من تناول ماء بكميات كافية خلال فترة الإفطار. يمكنكم أيضاً إضافة الليمون، أو القليل من الملح البحري، أو مياه جوز الهند، أو القليل من عصير الرمان إلى الماء. هذه الإضافات تعوض الجسم عن نقص الشوارد (المعادن) الذي يحدث خلال الصيام.

إذا شعرتم بالجوع، ابدؤوا بتناول كوب من الماء أولاً ثم انتظروا قليلاً، فالإنسان أحياناً يخطئ في شعوره بالجوع وهو في الحقيقة يشعر بالعطش، يجب ترك فرصة للجهاز الهضمي على الأقل 4 ساعات بين وجبة الإفطار والوجبة التالية حتى يهضم الطعام جيداً.
 

  1. التفرغ للعبادة، هل تعلمون أن الصحة الجيدة مرتبطة ارتباطاً قوياً بالحالة الروحانية؟ العادات الجيدة في رمضان سواء كانت غذائية أو روحانية تشد بعضها بعضاً. كلما ترفعتم عن المخالطة الكثيرة وشعرتم بالخلوة والقرب من الله، كلما ترفعتم عن  تناول الطعام الذي يؤذي هذه العلاقة. والعكس صحيح: إذا ترفعتم عن الإفراط في الطعام والاختيارات السيئة، سوف يساعد ذلك أرواحكم على الخشوع والتقرب إلى الله وتحقق الغاية من شهر رمضان.

إنه شهرٌ واحدٌ في السنة..استغلوه جيداً!

مواضيع قد تهمك

الأكثر شعبية