الأطفال ما قبل المدرسة 3-4 سنة

كيف تستفيدين من قاعدة 20/80 في تربية أطفالك!

كيف تستفيدين من قاعدة 20/80 في تربية أطفالك!
النشر : مارس 08 , 2021
آخر تحديث : سبتمبر 25 , 2023
أم لطفلين، هما الامتداد المُشرق بين قلبي والحياة.أبحثُ عن المعنى، عن القيمة في كل شيء. درستُ الصحافة بكلية الإعلام والاتصال بجامعة الملك عبدالعزيز... المزيد

 

قاعدة (20/80) هي إحدى القواعد البسيطة في ظاهرها والواسعة في تطبيقاتها. وكان باريتو الاقتصادي الإيطالي هو أول من اكتشف القاعدة عام 1897م. 

هذه القاعدة في مفهومها الأساسي تقول أن80 % من أهدافنا يمكن تحقيقها بالتركيز على 20% من الأسباب. ولكن دعونا نلقي نظرة أعمق على ما يعنيه ذلك.

مبدأ باريتو 

نلاحظ قاعدة 20/80 في كثير من الجوانب في حياتنا اليومية فعلى سبيل المثال: 

  • هل لاحظت أن 80 % من العمل يقوم به 20 % من الموظفين الجادين بينما يقوم البقية بأداء 20 % من العمل؟
  • ويلاحظ كثير من التجار أن 80 % من المبيعات تأتي من 20 % من المنتجات، وأن 20 % من العملاء يشكلون 80 % من دخل الشركة.
  • في المنزل نستخدم ربما مساحة لا تزيد عن 20 % من مساحة المنزل في 80 % من أوقاتنا، وقد نستخدم 20 % من أدوات المطبخ في 80 % من الاحتياجات وقد ينطبق نفس الشيء على الملابس!
  • في العالم يتحكم 20 % من الناس بـ 80 % من الموارد المتاحة عالمياً ولا يتبقى للـ 80 % الآخرون إلا 20 % من الموارد بل ربما أقل!!

لقد مضى أكثر من قرن على اكتشاف هذه القاعدة ولكن عجز علماء الاجتماع والإدارة عن إيجاد تفسير منطقي لها حتى الآن.

 

ولكن، كيف نستفيد من هذه القاعدة في أهدافنا التربوية مع أطفالنا؟

العالم يزداد تعقيداً وتزداد صعوبة توجيه الأبناء مع ازدياد تدفق المعلومات التربوية والنفسية والأرقام والاحصائيات، وتبرز هنا قاعدة 20/80 لتقدم للكل الحل. ركزي 80 % من جهودكِ على 20 % من الأهداف، واتركي لباقي الأهداف الـ 80 %، 20 % فقط من الجهد وستحققين وفقًا لهذه القاعدة أكثر من 80 % من النتائج المرجوة.

قاعدة:

نحن نبذل جهوداً كثيرة ووسائل متعددة لا نستغلها جميعاً في تحقيق الأهداف بل نكاد لا نستفيد بأكثر من 20% منها لتحقيق الأهداف.

 

 تطبيقات القاعدة للوالدين في التعامل مع الأبناء:

  • فيما يتعلق بالوقت النوعيّ مع أطفالك: وبحسابٍ بسيط لساعات اليوم فإن عددها بعد استبعاد 8ساعات للنوم، تكون 16 ساعة، وحين نستبعد ساعات العمل الـ8، ستبقى 8 ساعات هي تحت تصرفك واختيارك إلى حدٍ ما، وهذه الـ 8 ساعات المتبقية حين نحسب مقدار 20% منها ستكون ما يقارب الساعة والنصف، وهذا مقدارٌ مثالي من الوقت لقضائه بمعيّة كاملة وبشكلٍ مكثّف مع أطفالك سواءً كان طفلاً واحدًا أو أكثر، بعيدًا عن الشاشات ومختلف المشتتات، فقط تواصلٌ بصريّ وجسديّ، وحوارٌ لطيف فتسألينهم عن أحداث يومهم، وتحكين لهم قصةً هادفة، تتبادلون الآراء وتتشاركون الاهتمامات مع أخذ ما يقولونه من أمنيات أو مخاوف وأطروحات على محمل الجدّ.
  • كما ينطبق ذلك على المهارات التعليمية التي تحاولين إكسابهم إياها: كمهارة القراءة فإن الطفل في بداية تعلّمه الحروف وتهجيتها، وشكل كل حرف وصوته يبدو الأمر لديكِ شاقًا ثم لا يلبث بعد أن تنتهي معه من 20% من الجهد، أن يصل لمرحلة يصبح سريع التعلم والتطور، وقادرٌ على تنمية مهاراته من تلقاء نفسه وتكونين بذلك الجهد المحدود قد حققت 80% من النتائج المرجوّة.
  • أما عند الحديث عن القيم التي تريدين غرسها في أطفالك، فإن 20% منها هي الأشمل والأولى وتندرج تحتها بشكلٍ أو بآخر بقية سلم القيم فهي مثل الشجرة ذات الأصل الواحد والأغصان المتفرعة المتنامية، ومن هذه القيم: قيمة الصدق، وقيمة المسؤولية، وقيمة الاحترام، وقيمة التواضع ... على سبيل المثال لا الحصر.
  • وفي المهارات الحركية التي يحاول طفلكِ إتقانها واحترافها، مثل مهارة السباحة فإنكِ أن استطعت تعليمه الأساسيات والتي تُشكل 20% من جهدكِ معه لتعلم السباحة والطفو على الماء والتحكم في جسده فسيحقق لكِ ذلك 80% من الأهداف في السباحة فسيستمر بالتطور لبقية المهارات داخل الماء دون الكثير من الجهد المبذول والوقت كذلك!



يمكنك الآن عزيزتي الأم أن تشعري بالراحة وتتخلصي من أي شعور غير مريح، فالنجاح التربوي ممكنٌ جدًا بقليلٍ من الجهد وبعض الوعي.




مواضيع قد تهمك

الأكثر شعبية