القراءة

العادات السبع للمربّين الأكثر فاعلية

العادات السبع للمربّين الأكثر فاعلية
النشر : مارس 08 , 2021
آخر تحديث : أغسطس 03 , 2022
أم لطفلين، هما الامتداد المُشرق بين قلبي والحياة.أبحثُ عن المعنى، عن القيمة في كل شيء. درستُ الصحافة بكلية الإعلام والاتصال بجامعة الملك عبدالعزيز... المزيد

 

من أوائل الكتب التي تتبادر إلى الذهن عند الحديث عن تطوير الذات والاعتماد على النفس هو الكتاب الشهير العادات السبع للناس الأكثر فاعلية، وقد طبق هذه المبادئ الملايين من الناس حول العالم على المستوى الشخصي، والمهني، والصحي، ومختلف أنواع المجالات، ومن الجدير بالاهتمام لدى كل أم وأب أن يصلوا للنجاح في تعاملهم مع أبنائهم وطرق تربيتهم وأساليب والديّتهم بشكل عام.

فكيف نطبّق هذه العادات ونسقطها على مشروع الحياة: وهو مشروع تربية الأبناء وإنتاج أشخاص صالحين لأنفسهم وصالحين في مجتمعاتهم وبنّائين..

 

 

العادة الأولى: كن مبادراً

يتحدث ستيفن كوفي عن أهمية تملك كل شخص زمام حياته، وذلك عن طريق إدراك أن قراراته هي العامل الأساسي والأكثر تأثيراٌ للفعالية في حياته. وكذلك حين يتعلق الأمر بالوالدية فهي رحلة مليئة بالقرارات ابتداءً من قرار الإنجاب الأول وما يتبعه من قرارات تتعلق بمصالح الطفل وأبويه العديدة، والتي تكبر وتتفرع مع نموه فبعد أن تكون قرارات رعاية بحتة تصبح شاملة لأساليب التعامل معه وتربيته، وأهم ما يريدون إكسابه إياه من الآداب والمهارات والمعلومات والخبرات الحياتية. وفي كل قرار من تلك لابد أن تدركي كأم أنكِ مسؤولة عن تصرفاتك واختياراتك والنتائج المترتبة عليها.

يؤكد كوفي على أصل كلمة "المبادرة" الذي اخترعه فيكتور فرانكل مؤلف الكتاب الأكثر مبيعاٌ الإنسان يبحث عن معنى. فيمكنكِ إما أن تكوني مبادرة بفعلِ ما يمثّل قناعاتك التربوية، أو تتصرفين بالاعتماد على رد الفعل على ما يصدر من أبنائك من سلوكيات. وفي هذه الحالة ستبقين في دوامة لوم الآخرين والظروف على العقبات أو المشاكل.

أما استباقكِ للأفعال يعني أن تتحملي كامل المسؤولية عن كل جانب من جوانب حياة أطفالك. المبادرة بتحديد قيمكِ التربوية التي تودين أن تغرسيها في أبنائك، ومن ثم اتخاذ الاجراءات اللازمة لإكسابهم إياها ومن ثم متابعتها تملككِ حياتك وتخرجكِ من إطار الأم الضحية. التي دائمًا ما تندب حظها وأنها تكبدت المتاعب وتحملت وتخلت عن نجاحاتها الشخصية وراحتها الجسدية وما إلى ذلك.. بينما يميزنا كبشر أننا نختلف عن الأحياء الأخرى في أن لدينا الوعي الذاتي. لدينا القدرة على مراقبة الذات؛ والتفكير بأفكارنا. وتمكننا من ذلك يعطينا قوة لا تتأثر بالظروف.

 

 

العادة الثانية: ابدأ والغاية في ذهن.

اكتشفي نفسكِ كأم وحددي بالتعاون مع زوجكِ أهدافكما وقيمكما الشخصية العميقة، ولا بأس من اختلافكما فالاختلاف يثري مؤسسة الأسرة ولا يصدّعها، مادام هناك تفاهم ومرونة عالية وتقبل كل منكما للآخر. قوموا بتكوين رؤيا تربوية وتصورًا لشخصيتكما المثالية في دور الأم والأب. اسألي نفسكِ وأجيبي ودعي زوجكِ يُجيب عن نفسه على غرارك: ماهي صورة الأم المثالية المرسومة في ذهني والتي أتوق أن أصل إليها؟ وبذلك تستطيعان تحديد أهداف طويلة المدى لأبنائكما على أساس مبدأ "البوصلة الداخلية". كوفي يوصي بصياغة "رسالة شخصية" لتصور ورؤية الشخص عن نفسه في الحياة. وهذا ما تقوم به المؤسسات والشركات لتنجح في تحقيق أهدافها، جربوا القيام بذلك لأعظم مشروع ومؤسسة اجتماعية تجمعكم وهي أبناؤكم وأسرتكم ككل. فالتصوّر المبدئي المحدد أداة هامة لتطوير والديّتكم ومن ثم حياة أبنائكم. كما يجدر التنبيه لأهمية تنظيم المهام التربوية بينكما، فالتربية تكون أكثر فعالية إذا تم ذلك وتلقت خططكما الدعم منكما كطرفيين محوريين.

 

 

العادة الثالثة: ابدأ بالأهم ثم المهم

تحديد الأولويات تساعدكِ على تحقيق الأهداف الطويلة الأجل، فهناك مهام للوالدين تجاه أبنائهم تكون هامة وعاجلة فضعيها على رأس المهام، ثم هناك مهام غير هامة ولكن لأنها عاجلة فقد تشتتكِ عن الأهم وتسرق منكِ وقتك الثمين تحت ضغط الاستعجال، وهناك مهام غير هامة وغير عاجلة قومي باستبعادها، وأخيرًا المهام الهامة وغير العاجلة وهذه هيَ سر نجاح الأشخاص الناجحين فهم يحافظون على تركيزهم وتنفيذ خططهم ولا ينتظروا عامل الزمن ليلحّ عليهم، بل يؤدوا مهامهم ويُعطوا كل ذي حقٍ حقه من الأبناء على اختلاف الأولويات التربوية لكل مرحلة عمرية، إلى جانب أولويات مهام الرعاية البسيطة الشائعة.

فقد تكون الأولوية لمهمة فطام طفلك الرضيع في وقتٍ ما.

ولطفلتك ذات الـ 4 سنوات الأولوية في بدء تعليمها قراءة وكتابة الأحرف.

ولابنك ذو الـ 8 أعوام، المهمة الهامة غير العاجلة أن يكتسب صفة الاعتماد على النفس، ويبدأ التجربة والتكفل بالقيام بأمور كان يعتمد فيها على والده بشكل كامل أو حتى والدته أو معلمه وهكذا.

 كما أن التفويض يعتبر أحيانًا جزء هام من إدارة الوقت للوالدين. ونجاح التفويض يركز على النتائج والمعايير التي يتم الاتفاق عليها مسبقاً، بدلاً من التركيز على وصف خطط مفصلة لكل شيء.

 

 

العادة الرابعة: التفكير في المكسب

قد تأتي عليكِ وعلى زوجكِ أوقات تشعران فيها بالإنهاك التام، أو عدم الجدوى الوقتية لما تقومان به من أجل أبنائكما، وأساليب التربية الأكثر صعوبة عليكما والتي تتطلب منكما طولة البال والصبر والتروّي والتفهم وقائمة من الصفات الشخصية الحميدة التي لا تنتهي، حينها عليكما أن تفكرا في المكاسب غير الآنية، وأن أبنائكما هم ثمرة شبابكما وجهدكما وستكون يانعةً وطيّبة إن استمريتما على حسن تربيتهم والعطاء لهم فهذه من أقوى المحفزات للفعالية في حياتهم وأن تكونا أبوين صالحين متميزين بعيدين عن العشوائية والإهمال الذي اختاره العديد من الآباء.

 

 

العادة الخامسة: مبادئ التفاهم المتبادل

اسعَي من أجل الفهم أولاً ثم اسعَي أن يفهمكِ الآخرون.

لا تقومي بإعطاء المشورة أو تأنيب طفلك قبل تقمص وضعه ومحاولة رؤية الأمور من منظوره. قومي بالاستماع بدقة إليه بدلاً من الانشغال بمحاولة قراءة وفهم ذاتك، فذلك يؤدى إلى زيادة فرص القبول والطاعة لكِ ولوالده وإنشاء قناة اتصال مفتوحة بينكما.

كثيرًا ما نقوم بتأنيب أبنائنا على سلوكياتهم الخاطئة، أو نتضجر مما يصدر منهم دون أن نكلف أنفسنا أحيانًا عناء محاولة الفهم للدوافع التي جعلتهم يتصرفون على هذا النحو..

قد تقومُ ابنتكِ بتمزيقِ دميتها الثمينة التي أهديتها لها وتقصّ أحشاءها، في محاولة منها للتأكد هل سيسيل منها الدم مثلما يحدث مع البشر الحقيقيين؟

وقد يقوم ابنك بتمزيق حذاءك الرقيق ثم يبرر ذلك بكل براءة أنه رأى نملة تسير عليه فقرر أن يخلصكِ منها قبل أن ترتديه!

قد تبدو تصرفات طفلك الأكبر هوجاء وغير لائقة حين يولد طفلك الجديد، بينما هي غير ذلك حين تدركين أنه لم يكن ليفعل ذلك إن كان لا يهتم بك وبمحبتك! أما وإن محبتك له هي أثمن ما لديه لذلك هو يكافح بكل الطرق ليبقى في دائرة اهتمامك الذي لا يستطيع العيش بدونه.

وتستمر قائمة المواقف التي تحتاج منا لفهمٍ وقرب من أبنائنا بقدر ما نفهم رغباتنا منهم ومطالباتنا التربوية لهم.

 

 

العادة السادسة: التكاتف والتعاون

إن شعور الوالدين والأبناء أنهم ضمن فريقٍ واحد في هذه الأسرة، ومحاولتهم سويًا أن يساهموا بحل المشاكل التي تعترضهم، واتخاذ القرارات بصورة جماعية. ويشعروا بقيمة الاختلافات الفردية بينهم في الشخصيات وأنواع الذكاء والاهتمامات يعدّ من أكبر نقاط القوة لجميع العائلة. ويؤدي لزيادة التعاون الخلاق بينهم. لذلك عندما تطرح فكرة التكاتف وتصبح عادة، ونتيجة العمل كفريق واحد سوف يتجاوز مجموع النجاح للجميع كل ما يمكن فعله وتحقيقه بصورة فردية. "الكل مجموعة أكبر من مجموع أجزائه".

 

 

العادة السابعة: مبادئ التجديد المتوازن الذاتي (اشحذ المنشار)

 لابد للوالدين من استعادة "القدرة الإنتاجية" في المنزل ومع العائلة وذلك لا يتم إلا من خلال المشاركة في الأنشطة الترفيهية المختارة بعناية. والالتفات لما يفضلونه من الأشياء التي تشحذ الذهن وتكسر الروتين المجهد والممل، وتجدد طاقتهم للعطاء وبذلك يعودوا أفضل مما كانوا عليه قبل الترويح عن أنفسهم، وذلك يؤكد "إن لنفسك عليكَ حقًا" فبقدر ما تعطي هذه النفس بقدر ما تأخذ منها صلاحًا لها ولمن حولها وهذا ما يجب الاهتمام به من كل الآباء والأمهات بشكل مستمر.

 

 

مواضيع قد تهمك

الأكثر شعبية