المراهقة 15-18 سنة

10 تغييرات تحدث للمراهقين يصعب علينا تقبلها كأهل

10 تغييرات تحدث للمراهقين يصعب علينا تقبلها كأهل
النشر : فبراير 16 , 2021
آخر تحديث : فبراير 16 , 2021
رلى الكيلاني أخصائية تواصل وذكاء عاطفي محترفة ولديها حماسٌ دائم بنشر الوعي. تحمل الجنسيتين البريطانية والأردنية. ساعدتها دراستها للهندسة المدنية في تقييم... المزيد

نجد كثيرا من الأمهات والآباء يعانون من مشاكل كبيرة في تربية أولادهم وخصوصا مع دخول الطفل في مرحلة المراهقة. ومن الملاحظات التي أسمعها بشكل متكرر: ابني أو ابنتي تغيروا تماما!! وكأنهم غرباء علي!!  حاولت كثيراً دون جدوى!! أشعر بأنني لا أستطيع التعامل معه أو حتى مساعدته!!

من المهم جداً أن نعي أولاً بما نمر به نحن الأهل من تغيرات عاطفية وإدراكية في هذه المرحلة، بمعنى أن ندرك نحن كأهل ماهية الأفكار والمشاعر المرتبطة بدورنا كأهل ومربين. هناك 10 تغييرات يصعب علينا في كثير من الأحيان التعامل معها أو حتى الوعي بها كلما كبر أطفالنا وأظهروا لنا بوادر الاستقلالية والجرأة والانفلات من قالب الشخصية التي رسمناها في مخيلتنا لهم، ما يجعل كلامنا مع أولادنا وبناتنا مشوشاً غير واع، ونصائحنا غير مقنعة وعاطفتنا لا تكفي لإكساب فلذة أكبادنا المهارات الحياتية التي تمكنهم من المضي بحياتهم بثقة وأمان وتطور نفخر به.

فلنتنبه لهذه التغييرات، حتى نتقن التعامل معها بوعي، لنرتاح نحن كأهل، ونشعر بثقة أعلى في أساليبنا التربوية، ونستمتع بنضج أبنائنا وتعلمهم وتطويرهم لشخصياتهم بشكل صحي.

أهم التغييرات التي تحدث مع المراهقين والتي يصعب علينا كأهل تقبلها:

  1. أشعر بأن طفلتي لم تعد بحاجة لي!
  2. طفلي لم يعد ملتصقاً جسدياً بي كما كان في صغره!
  3. صديقات ابنتي هن أولويتها ولم تعد تهتم برأيي!
  4. نصيحتي ومعلوماتي لا تقنع ابني وهو يبحث دائماً عن مصدر آخر للمعلومة!
  5. أشعر أن طفلي لا يحبني! فهو يصدرني ويبعدني عنه لا أعرف لماذا!
  6. ابني لا يصارحنا بما بدور في باله من أفكار! لم أعد أعرف ما الذي يشعر به!
  7. لم أعد أتحمل ردة فعله على أبسط الأشياء لأنها تتسم بالعنف والصراخ والدراما المبالغ فيها.
  8. عادات الأكل عند طفلي سيئة وغير صحية وأخشى على صورته أمام نفسه والناس!
  9. لم يكن كذلك في صغره، ابني لم يعد يهتم بشيء مطلقا فقد الحماس لكل شيء!
  10. علامات طفلي في المدرسة ضعيفة جدا وهو لا يهتم وأخشى أن ذكاءه يتراجع!

 

من المتطلبات الرئيسة للرعاية الوالدية في هذا الزمن هو أن نتصاحب مع أبنائنا ونتيح لهم المجال للشعور بالتفرد والقدرة على الاستقلالية الجسدية والفكرية والعاطفية.

 

أن تتصاحب مع ابنك أو ابنتك يتطلب منك أن تتخلى عن فكرة أن الأم والأب لديهم طفل رضيع في البيت!! وتستمع كل يوم بما يتعلمه طفلك وكيف يكبر ويطور من مهاراته ومن أسلوبه في التعاطي مع الحياة! فهو في هذه المرحلة العمرية يبدأ بالتحرر من شرنقة الطفولة الاعتمادية الأنانية، لاكتشاف حقيقته في محيطه وتأثيره وتأثره بمن حوله!!

ومن هنا يجب أن نخفف كأهل من أخذ القرار في كل شيء للطفل، أو حتى التصرف عنه فهو لم يعد "بيبي" ويحتاج إلى إثبات قدرته على تحمل المسؤولية أمام نفسه وأمام أبويه ومجتمعه!! هو لن يحتاج منك وضع اللقمة في فمه، أو تذكيره بالاستحمام وأمور العناية الجسدية أو تنظيم دراسته أو إتقان التعاملات الاجتماعية، في هذا العمر يجب أن يكون قد استقل تماما في هذه المهام، لذلك لن يتقبل تدخل أبويه بشكل دقيق في مثل هذه التفاصيل.

 

قد نخلط نحن كأهل بين حاجتنا لتعليم أبنائنا القيم والمهارات المقبولة مجتمعيا وبين معتقداتنا الدينية والثقافية وعاداتنا وتقاليدنا، التي وضعف أساساً لنستقي منها القيم التي نحب توريثها لهم، لكن يجب ألا نتجمد أمامها لأن تعلم القيم يأتي بالتجارب الحياتية وليس بالأمر والتنفيذ.

 

علينا كأب وأم أن نجتهد في إتاحة الفرص الاجتماعية والحياتية التي تعلم الطفل المراهق اكتساب المهارة والقيمة واختيارها بنفسه. ومن هنا يجب علينا أن نتنبه بأنه لابد أن نكون نحن الملجأ لأولادنا ونحن الإناء الذي يجب أن نفرغ فيه تفاعلات أبنائنا المشوشة ومحاولاتهم في فهم عالمهم وفهم أنفسهم بمعنى أن نتقبل أخطاءهم، ونعلمهم أن الخطأ فرصة لاكتشاف الذات وتقويتها وتطوير ذكائنا، ولا نكون السبب في ضياعهم سواء بالانفتاح التام والإهمال أو الثقة بدون حدود، أو الشدة والقسوة وعدم تقبل أفكارهم المختلفة أو تقبلهم على اختلافاتهم!

 

إتقان فن التعامل مع الطفل المراهق يعتمد بشكل أساسي على تقبل الأهل لهذه التغييرات لأنها تغييرات طبيعية خاصة بهذه المرحلة العمرية، والسبب فيها يعود إلى التغييرات النمائية الجسدية والنفسية والعاطفية كما العقلية التي يتعرض لها الإنسان في مرحلة البلوغ، الأمر الذي يسبب تشوش للطفل أثناء محاولته التعرف على ما يحب ويكره، وما يناسبه دون غيره، لفهم نفسه وبناء شخصيته المستقلة وصقل مهاراته في التعامل مع التغيير شيئا فشيئا بثقة وحب للتعلم، مادام البيت هو الملجأ الآمن والعائلة هي الداعم الحقيقي والسند والحماية، وليست هي مصدر التقليل من الثقة بالنفس بإطلاقها الأحكام والاتهامات والصفات السلبية التي توتر الطفل وتشوش من نظرته لنفسه ولقدرته على التعامل بنضج وذكاء مع هذه المرحلة المهمة جدا في بناء شخصيته واكتشاف قدراته.

 

مواضيع قد تهمك

الأكثر شعبية