التربية والتعليم
الأجسام النامية والسلامة الشخصية: وعي واستقلال آمن

تطرقنا في الجزء الأول من سلسلة "الأجسام النامية والسلامة الشخصية" إلى أهمية التحدث إلى الأطفال عن الأمور الصعبة والمعقدة والتي تتعلق بجسد الطفل وحمايته. كما قمنا بإعطاء نصائح بسيطة ومهمة، تشجع على التعلم وفي نفس الوقت تحافظ على تطور الطفل العاطفي في كل مرحلة.
في الجزء الثاني من هذه السلسلة نغوص بشكل أعمق في موضوع الإساءة الجنسية، وهي ليست موضوعاً يسهل التحدث فيه. إلا أننا نتلقى هنا في أمهات ٣٦٠ العديد من الأسئلة عن الموضوع، وقررنا تقديم معلومات مبنية على الحقائق وملائمة من الناحية الثقافية والاجتماعية، لتكوني جاهزة بشكل أفضل للتحدث مع طفلك عن أهمية الوقاية من الإساءة الجنسية.
تعرف الإساءة الجنسية من قبل منظمة الصحة العالمية بأنها إشراك الطفل في نشاط جنسي. وهذا يشمل النشاطات التي لا يفهمها الطفل، والتي لا يستطيع إعطاء موافقته عليها، والتي لا يكون الطفل مستعداً لها من ناحية تطورية، والتي تخرق القانون وعادات المجتمع.
إذا كان من الصعب ترجمة هذه الجملة للطفل بلغة بسيطة ولطيفة، فلدينا هذا الاقتراح المناسب للأطفال:
إن الاساءة الجنسية للطفل هي عندما يحاول أحد أن يؤذي أحداً آخر بطريقة جنسية. ويكون هناك عادة شخص أقوى من الآخر، وهي دائماً شيء خاطىء. إنها تعني أيضاً أن لا يحترم أحد جسد احد آخر ويخرق قواعد "حدود الجسد".
قد تعني الإساءة الجسدية أيضاً أن يقوم أحد بعمل شيء (مثل النظر إلى أو لمس) الأعضاء الخاصة لأحد آخر، وهي تعني أن يجعل أحد أحداً آخر يقوم بعمل شيء لأعضائه الخاصة. كما قد تعني أن يجبر أحد أحداً آخر لينظر إلى صور أو فيديوهات جنسية أو التحدث عن الجنس بطريقة لا يود التحدث بها.
بالإضافة إلى توضيح ما سبق لطفلك، من المهم أيضاً التفكير مع الطفل بما يلي:
إذا شعرت بألم أو عدم ارتياح في أعضائك الخاصة، تأكد من إخبار والديك أو أي شخص كبير تثق به.
إذا قام أحد بلمس أعضائك الخاصة، عليك بالصراخ عالياً: توقف! أو لا!. لك الحق أن تقول لا دائماً، ولك الحق أن تحمي جسدك (تأكدي من التدرب على هذا مع الطفل)
إذا لمس أحد أعضاءك الخاصة عليك أن تعلم أن هذه ليست غلطتك.
إن الأساءة الجنسية ليست سراً جيداً وعليك أن لا تحفظه عن أهلك. لن يغضب منك والديك أبداً إذا قمت بإخبارهم.
التعرف على علامات الإساءة الجسدية:
يظهر العديد من الأطفال تغيرات سلوكية عند وقوعهم ضحايا للإساءة الجسدية، بينما لا يظهر على أطفال آخرين أية تغيرات على الإطلاق. في كل الأحوال، من المهم الانتباه إلى العلامات التالية والاتصال بطبيب الأطفال أو أخصائي الأمراض النفسية إذا كنت قلقة من سلوك معين:
اللعب الجنسي، والذي قد يتضمن تمثيل أفعال جنسية معينة أو التحدث عنها بطريقة لا تتناسب مع عمر الطفل. كما قد يحدث تعلق عند الطفل بسلوكات جنسية.
تغيرات كبيرة في السلوك (العنف أو الاكتئاب). وقد يتراجع تطور بعض الأطفال (مثل: التبول اللارادي)
مشاكل في المدرسة: ضعف التحصيل الأكاديمي، وضعف التركيز والدافعية.
شكاوى جسدية مستمرة: مثل الصداع وأوجاع المعدة.
الخوف من البقاء وحيداً.
الشعور بالألم والحكة في المنطقة التناسلية بالإضافة إلى علامات أو إصابات على أعضاء الطفل التناسلية.
أعراض متصلة بالأمراض التناسلية
الاعتراف المباشر بحدوث فعل جنسي.
ماما! تذكري بأن المعرفة قوة. كلما ازدادت معرفتك أنت وطفلك، كلما تمكنت من حمايته.