قصص أمهات

حكايات أم الأولاد: مرحلة التدريب على استخدام النونية!

حكايات أم الأولاد: مرحلة التدريب على استخدام النونية!
النشر : سبتمبر 14 , 2017
آخر تحديث : سبتمبر 25 , 2023
الدليل الشامل للأمهات في العالم العربي المزيد

لا يمكن لأي شخص بالغ تصور أن من أكثر الأشياء التي تشغل بال الأم هو تنظيم عملية الإخراج لأولادها، وأنها إن نجحت في ذلك ستشعر وكأنها تمكنت من حل ثلثي مشاكل العالم في نظرها؟! كما لن يتمكنوا من استيعاب الفرحة التي تشعر بها الأم في كل مرة يدخل بها طفلها إلى الحمام، وكم العبارات التشجيعية والتصفيق الحار لكي يتفضل ويقوم بقضاء حاجته داخل الحمام... هذه هي لحظة الانتصار الأعظم وبداية لانتهاء كابوس يسيطر على البيت كله وكأنه انتصار لها لا يقل أهمية عن اكتشاف كوكب جديد صالح للحياة غير كوكب الأرض! فهي فترة ليست ببسيطة في حياتي وأخذت أميالاً من العمل الشاق لكي أشعر بنتيجتها. انقلبت حياتنا رأساً على عقب لأيام كثيرة وكان تقسيم اليوم بالنسبة لي مرتبط بمعرفة أوقات إخراج توأمي، لدرجة أن أصبحت أجمل لحظات حياتي هي نجاح أحدهما في الجلوس على النونية عندها فقط يصبح بإمكاني أن أنام سعيدة بلا هموم!

لا يوجد سن معين يجب أن يعتاد الطفل على استخدام النونية. فلا تسمحي لأحد بأن يزعجك فأنت الأكثر دراية بأولادك

رغم إصرار أمي على البدء في تدريبهما بعد إتمامهما عام ونصف من عمرهما، ولكني كنت أشعر دائماً بأنهما لا يزالان صغيرين. فبدأت معهما على عمر السنتين، اخترت وقتها ان ابدأ مع مروان فقط لتقدمه عن سليم في مهاراته العقلية إلى حد ما؛ فبالتالي كنت اعتقد أن الأمر سيكون أسهل معه، فقمت بشراء كتاب موسيقي يغني ويكرر الأحرف الأبجدية بالإنجليزية The Alphabets ووضعته في الحمام بجانب القاعدة الجديدة ذات الألوان الزاهية وقمت بإغرائه بهما. في البداية، نجحت في إقناعه بالجلوس على التواليت لأول مرة... لم يكن سعيداً أو مرتاحاً ولكن من أجل الحصول على الكتاب وافق على التجربة وانتظرت طويلاً بلا جدوى فلم يقم بعمل أي شيء وبمجرد خروجه يقوم بالتبول على نفسه سواء في الحفاض أو على الأرض. mai فاضطررت إلى الاستعانة بصديق! وبالطبع الصديق الشرعي والرسمي في هذه الحالة هي الحضانة، واتفقنا على أن نتساعد في تدريبهما. قمت بوضع غيار لكل طفل في حقيبته المدرسية واشتريت حفاض على شكل ملابس داخلية (Pullups). حيث كان الاتفاق أن تقوم المدرسة المسؤولة بإدخالهما طوال اليوم الحمام وألا نقوم بخلع الحفاض بشكل نهائي واستعماله كغيار داخلي واقوم انا باستكمال المهمة في البيت. استمر هذا الوضع لمدة أربع أشهر ولكن دون جدوى، فالحضانة لم تكن على اتم استعداد لهذا الاختبار وأنا أيضاً، كما أنني كنت أتفاجأ أحياناً بظروف مثل مرض أحدهما أو مناسبة ما لدينا فأقضي هذه الفترة معهما بالحفاض. حتى قررت أن ذهاب الأولاد للحضانة غير مجدي، فقمت بإرسال أحدهما إلى أمي للبدء مع الآخر ورفعت السجاد عن الأرض وخلعت الحفاض عنه بشكل نهائي، ولكن لم نصمد سوى أسبوع واحد، لأنهما أصيبا بنزلة معوية شديدة (الإسهال) استمرت أعراضها حتى نهاية الصيف! ثم بدأ فصل الشتاء وبدأت معه بشراء عبوات الحفاض بالحجم العائلي التي أصبحت تشكل عبئاً مادياً علينا لاستمرار ارتفاع أسعارها. وبعد إتمامهما ثلاث سنوات وتحديداً في شهر يوليو العام الماضي، قررت أن أتخلص من هذا الكابوس؛ فاستعنت بعمي الذي يملك حضانة مع زوجته ويقوما بتدريب الأطفال على استعمال النونية والحمام بشكل احترافي. وبالرغم من أن الحضانة كانت تبعد عن منزلنا بمسافة طويلة، إلا أننا انتظمنا معهم شهرين كاملين ونتج عن هذه التجربة نتائج عظيمة. من أول يوم، طلبوا مني توضيب حقيبة سفر صغيرة مليئة بالملابس والغيار، ثم بدأوا بإدخال الطفلين إلى الحمام كل١٠ دقائق إلى الحمام بمساعدة المعلمات، ثم قاموا بإطالة الفترة إلى ربع ساعة ثم في الأسبوع الأخير من الشهر الأول وصلت إلى ساعة إلا ربع! في البداية، لم يتقبل مروان أو سليم الاستجابة لهذه الطريقة وبدآ بالتحامل على نفسيهما حتى لا يقوما بالإخراج في الحمام. ولكن بعد فترة شعرا أنه أمر محقق واضطرا إلى الاستسلام وفى نهاية المدة استطاع مروان التحكم في هذا الموضوع بينما سليم لم يكن ليهتم إلا إذا أخذته بنفسي إلى الحمام. تجدد ظهور الأزمة عندما اضطررنا للسفر لحضور عرس إحدى قريباتي أو إلى المصيف العائلي، فقررت فجأة أنني سأعتذر عن أي مناسبة ولن أتحرك من البيت إلا بعد التخلص من الحفاض تماماً. بدأت مع سليم مرة أخرى وفوجئت بسرعة استجابته ولحاقه بأخيه فبدأت اتنفس الصعداء قليلاً، ولكن واجهتني مشكلة مع مروان فقد كان يعاني من الإخراج في الحمام وكان دائما يختبئ مثل القطط ليقوم بذلك على ملابسه! وبعد تفكير شعرت بعدم ارتياحه في الجلوس على المقعد في الحمام، فقمت بشراء نونية ملونة بسلالم وقمنا باللعب بها واستخدامها ككرسي صغير حتى اعتاد الجلوس عليها وأصبحت بعدها مخصصة له، حتى أنني كنت آخذها معي أينما ذهبت، لم أخجل من ذلك لأن رحة أطفالي هي ما يهمني، وبالفعل نجحت في تدريب أطفالي على استخدام النونية بعد عناء طويل. نصائحي لك:

  1. بشكل عام لا يوجد سن معين يجب أن يعتاد الطفل على استخدام النونية. فلا تسمحي لأحد بأن يزعجك فأنت الأكثر دراية بأولادك، مروان بدأ مبكراً ولكن استجابة سليم كانت الأسرع رغم أنه بدأ بشكل رسمي بعد إتمامه الثالثة من عمره.
  2. حاولي البدء في تدريب أطفالك أول فصل الصيف وقومي باختيار قاعدة مريحة وكبيرة لمقعد الحمام، لأن القواعد الصغيرة تقع أحياناً داخله أو قد تكون غير مريحة لأطفالك.
  3. لابد من أن تطلبي المساعدة حتى لو لم يكن لديك توأم. الأطفال عادة يخجلون من الغرباء فيقومون بالذهاب إلى الحمام دون أي مشاكل ويتدللون على أهاليهم. ولكن قومي باختيار من يساعدك بعناية وحذر لأنه موضوع حساس للطفل.

فإذا كانت الحضانة هي من ستساعدك، تأكدي من أنهم يتبعون أسلوب حديث ويناسب طفلك. قابلي المسؤولة اطلبي منها معرفة كل التفاصيل التي تتعلق بهذا الموضوع لإنجاح تجربة أطفالك، حتى تتمكني من اتباع نفس الأسلوب معه بعد أوقات الدوام

  1. الحافز هو من العوامل المهمة التي قد تشجع طفلك على التخلص من الحفاض. كنت أقوم بشراء بعض الألعاب التي يمكن عملها وهما جالسان ووضعتها في حقيبة خاصة وراء باب الحمام لكي أحفزهم للدخول، أو لتشجعيهم على إنهاء المهمة. وطبعاً لا تنسي عبارات التشجيع والتصفيق. فقد كنت أشعل ألعاباً نارية احتفالاً بهذه المناسبة ونقوم بالغناء والرقص فيضحكان ويشعران وكأن الأمر سهل عليهم ولكنه يسعدني!
  2. قومي بمراقبة تعبيرات وجهه حتى تميزي العلامات التي تدل على أنه يريد استخدام الحمام أم لا.
  3. احرصي في المساء على تقليل كمية السوائل التي يشربها حتى لا يبلل سريره.
  4. فترة الحضانة حاولي أن تقومي بإعداد الوجبات قبل وقتها أو حتى قبل يوم وتسخير نفسك لهذه المهمة فقط بمجرد وصولكم للبيت، حتى لا تنسي إدخاله إلى الحمام لأنه يمكن أن يبلل نفسه.

وأخيراً، بعد إتمام المهمة بنجاح حاولي الاستجمام مع أطفالك لعدة أيام، فأنت بطلة وهم أبطالك الصغار ونجحتم باختبار ليس ببسيط ومن حقكم الاستمتاع واللهو، ولكن لا تنسي النونية!

مواضيع قد تهمك

الأكثر شعبية