قصص أمهات

تمدُّني الأمومة كل يوم بسعادةٍ أكبر وأعمق!

تمدُّني الأمومة كل يوم بسعادةٍ أكبر وأعمق!
النشر : مارس 21 , 2018
آخر تحديث : يوليو 03 , 2021

بقلم سنا هاشم من فريق أمهات٣٦٠


أهلاً بكِ... قبل أن نبدأ في حوارنا هذا، ما رأيكِ أن تحضري كوباً من مشروبك المفضل وورقة وقلم كي تسجلِّي معنا نقاط تحبين ذكرها وطرحها بما يخص موضوعنا لهذهِ المرة. لنتحاورَ سويةً في كل مرة نختارُ بها موضوعاً خاص بكِ. 
نحتفلُ اليوم بمناسبة جميلة وهامة بالنسبة لدى كل أم. إنَّها عيدُ الأم.. ومن هُنا جاءت فكرة هذهِ الخاطرة لديّ. 


أتمنى أن أستطيع من خلال هذهِ الكلمات التعبير عن سعادتي التي تكبر يوماً بعد يوم وامتناني لهذهِ النعمة الكبيرة التي وهبني الله إيَّاها. 


لقد مررتُ بلحظات ومحطات في حياتي أسعدتني بالتأكيد وأضافت لي بهجة ومُتعة كبيرة سَعِدتُ بها. إلَّا أنَّ تجربة الأمومة لم تكُن محطة عادية في حياتي.. فهي ليست كغيرها من المحطات التي تَمدُّني بسعادة لحظية وتنتهي. 

 تَمدّني الأمومة كل يوم بسعادةٍ أكبر وأعمق!

في البداية، أثناء الحمل قد تُفكرين أكثر في (الحمل) وأعراضه وصفاته والتغيرات التي تحدث في جسمكِ ونظام حياتك.  
إلَّا أنَهُ يدور في بالك مراراً ذلكَ الطفل الصغير الموجود في أحشائك. تتساءلين بدايةً هل هي بنت أم ولد؟ هل سيُشبِهُني أم سيُشبِه أباه أكثر؟ ماذا سنُسمِّيه إن كان ولد أو بنت. سنختارُ له اسم قوي ومميز وسنختار  لها اسم جميل ورقيق.. 
تَشعُرين بهِ وبركلاتهِ الصغيرة في بطنكِ، وتَقفِزين منَ الفرحة حينها، وكأنَّهُ يلفِتُ انتباهكِ أكثر؛ "ماما أنا موجود.. انتظرُ رؤية وجهكِ الجميل.. وتَضُمينني بينَ ذراعيكِ." 

حين يأتي هذا اليوم.. يوم ولادة طفلِك.. سَتشعُرين وكأنَّهُ لم يسبِق لكِ وأن عِشتِ هكذا لحظة مميزة في حياتكِ كُلّها... وكأنَّكِ ولدتِ معهُ الآن.

ترينهُ صغيرَ الحجمِ، ورديُّ اللونِ، وتضمِّينَهُ فعلاً بينَ ذراعَيكِ، مُتناسيَّةً جميعَ الآلام والأوجاع والصعوبات التي مرَرتِ بها مُنذُ تسعة أشهر وحتى يوم ولادتهِ ودخولكِ المستشفى.. خائِفة ومُتعَبة .. كُل ذلكَ يختفي تماماً وهو بين يديكِ.

لن تَرَي سِوى هذهِ النعمة الكبيرة التي رُزِقْتي بِها. 

تشعرين في كلَّ يوم وكأنَّكِ في حُلُم.. تستوعبين يوماً بعدَ يوم قدومَ هذا الضيفِ الجديد في المنزل.. تُراقِبينَهُ أكثرَ مما كُنتِ تُراقِبينَ نفسَكِ في المرآة. بل قد تنسَي نفسَكِ ومرآتكِ، فلم يَعُد يُهِمُّكِ سِوى راحتهِ والتأكُّد من أنَّهُ على ما يُرام. هل يحتاجُ لأن يتغذَّى، أو لتغيير حفاظهِ، أم يحتاجُ لِأن تُغنٍّي لهُ وينام؟ هل هو مرتاح؟ ... هذا كُلُّ ما يُهِم الآن.

بوجودِ هذا الطفلِ الصغير، يُصبح البيتُ أجمل.. واليوم أحلى.. بل والحياة بأكملَّها أجمل وذاتَ معنى. 

تتأملينَ يداهُ الصغيرتان وأصابعهُ الأصغر، وتتأملينَ عينيهِ، وملامِحه، وتسعدينَ وتطربين بمناداتكِ لهُ: " ماما يا ماما".
هل يُمكنني القول بأنَّهُ قِطعةٌ منكِ، بل حتى كُلَّكِ وروحكِ مُتجسِّدَةٌ في هذا الطفل. 

لن يكون النومُ، والأكلُ، والاسترخاء كما في السابق. سيكون هناك تعب وأرق، وجهدٌ كبير تبذلينهُ يوماً بعدَ يوم. إلَّا أنَّ الغريب في الأمر، أنَّكِ ستَشعُرينَ بِمُتعة وسعادة رَغمَ هذا التعب. بَلْ قد تقولي: " ما أحلاهُ مِن تعَب" وأنتِ تَنظرينَ إليهِ وهو نائم إلى جانبكِ. 

بَلْ وتبذُلين جهداً أكبر لتكوني دوماً أفضل، فتطرحينَ العديدَ من الاسئِلة على والدتكِ، والطبيبة، وتقرئين الكُتب والمواضيع لتعرفي وتتعلَّمي أكثر وأكثر.

تُريدينَ أن تكوني لهُ الأفضل لأنَّهُ الأغلى...
هذهِ هيَ الأُمومة بكلماتي .. وهذهِ هيَ بداية رِحلَتي فيها.. 


لَعلَّنا نُكْمِلُ ونتحدَّثُ سَوية في المرةِ القادمة عن تَكملة هذهِ الرِحلة العظيمة في حياتِنا. 

دُمتِ أُماً سعيدة ومِعطاءة في كل يوم وفي كل عام...

عيد أم سعيد أتمناهُ لكِ..

سنا هاشم

مواضيع قد تهمك

الأكثر شعبية