قصص أمهات

منهاج اللغة العربية لم يناسب طفلتي ! هذا ما فعلته لأساعدها!

منهاج اللغة العربية لم يناسب طفلتي ! هذا ما فعلته لأساعدها!
النشر : يناير 10 , 2021
آخر تحديث : أبريل 27 , 2021

بقلم: رشا فرحات- أم لأربعة أطفال وكاتبة صحفية في مجال تنمية الذات وتربية الأطفال. 

تحرير: آية صرصور 

لكيلا نحمل أبنائنا وزر شيء لم يقترفوه، لا بد أن أكتب كلمتين خفيفتين لكل أم.

 لقد عشت كثيراً من المواقف لأمهات شعرن أنهن أمام مشكلة الشرق الأوسط لأن التعليم تحول فجأة إلى الكتروني ولم يعد وجاهياً، والحقيقة أن أكبر من دفع الثمن في أزمة كورونا هي العملية التعليمية وخاصة أبناء الصفوف الأولى.

والحقيقة لنكون صادقين مع أنفسنا يجب أن نعترف أننا كنا نعتمد اعتماداً كلياً على المعلمة في الصف، وعدا ذلك كل ما نقوم به هو متابعة واجبات بسيطة وتكليفات تفرضها المدرسة، وقد تعرفت على أمهات فوجئن أن أبناءهن في الصف الرابع لا يعرفون القراءة.

وقد تكون هذه الأزمة فرصة كي نستعيد مكاننا في حياة أبنائنا وكي نصبح منخرطين أكثر في عملية تعليمهم.

أنا كأم واجهت المشكلة لأن ابنتي كانت في الصف الأول الابتدائي حينما دخلنا في مرحلة حجر تام مع بداية الفصل الثاني، بسبب انتشار وباء كورونا، وحتى نهاية العام، ثم بدأنا الصف الثاني بحجر كامل حتى اليوم!!

ما العمل، حبيبة ابنتي في مرحلة التأسيس، وهي مختلفة أيضاً عن إخوتها، وتحتاج إلى اهتمام أكبر.

لقد تهت، شعرت في البداية بالهزيمة، وشعرت بالإحباط أكثر وأنا أرى المنهاج الفلسطيني يركض ركض العارفين، وابنتي لا تعرف، ثم بدأ المنهاج بتناول القواعد اللغوية والأساليب وكأن ما حصل من توقف للدراسة لا يعني أحداً.

في الحقيقة هو لا يعني أحداً، هو يعنيني أنا كأم، وستكون طفلتي "حبيبة" إنجازي الذي سأحققه هذا العام.

لم تكن حبيبة تحب اللغة العربية، لما تواجهه من صعوبة في القراءة والإملاء، وهكذا كانت أبطأ من أقرانها، وكلما طلبت منها إحضار كتاب اللغة العربية تغضب وتعترض وتكمل الدراسة بدون أي حماس.

لكني أردت أن أتعلم وأعلمها، أتعلم منها كيف يمكننا أن نرفض ما لا يناسبنا، وأعلمها المحاولة حتى نحقق ما كنا نظن أنه لا يناسبنا!

توقفنا، وأبدلنا كتاب اللغة العربية الذي يرعبها بالقصص، وتعرفت من خلال بحثي على كتاب طريقة الدراسة البغدادية أو القاعدة البغدادية، والمبنية على بطاقات وكلمات لا تتعدى ثلاثة أحرف، أتقنتها حبيبة كلها دفعة واحدة وفي يومين.

لم تكن لدى حبيبة مشكلة عويصة، كان لديها خوف وعدم ثقة من قدرتها على التقدم في القراءة، وقد تعززت تلك الثقة حينما اكتشفت نفسها، وبأنها كل يوم تتطور وتزداد رغبة في حب اللغة العربية.

وحينما بدأنا في القراءة من كتاب اللغة العربية كانت قد ختمت منهاج الدراسة بالطريقة البغدادية، وبدأت تقرأ بطريقة أحسبها أفضل بدرجات مما كانت عليه قبل أشهر.

القاعدة الأهم التي أستطيع أن أقدمها لكل أم هو أن يتحول أمر الدراسة إلى متعة، تجربة، لو نجحت كان بها، لو لم تنجح سنعيد المحاولة، دون أن نشعر الطفل بإحباط أو خوف، أو أنه في سباق يجب أن يكون فيه الأول، بل هو في تجربة سيخفق فيها مرة وينجح مرة، ولكن أي كانت النتيجة لا يجب أن تؤثر على ثقته بنفسه.

وكوني راضية عن النتيجة مهما كانت، تعلمي أنت قبل أن تعلميه.

ثم يا عزيزتي الأم، الأم هي أدرى الناس بمستوى ابنها، تعرف تماما نقاط قوته وضعفه، فلا داعي لأن ترفعي سقف الأمل إلى ما لا نهاية، ابنك مهما فعلت لن يعطي أكثر من قدراته، وستكون قدراته تلك هي أكثر ما في وسعه، هي كل ما يقوى عليه، هي كل ما لديه، أعطيه بعضاً من التقدير ليكمل الطريق بحب ومتعة وكوني راضية عن النتيجة مهما كانت، تعلمي أنت قبل أن تعلميه.

مواضيع قد تهمك

الأكثر شعبية