العلاقات

3 طرق تقوون بها علاقاتكم بمن تحبون

3 طرق تقوون بها علاقاتكم بمن تحبون
النشر : مارس 01 , 2021
آخر تحديث : مارس 01 , 2021
مصرية وكندية الجنسية، وهي معالجة نفسية معتمدة حاصلة على شهادة الماجستير في العلاج النفسي للعلاقات الزوجية والأسرية، وشهادة البكالوريوس في علم النفس.... المزيد

انظروا إلى علاقاتكم مع الأشخاص الذين تحبونهم في حياتكم.. ربما يكون الزوج أو الزوجة أو الأم أو الأب أو صديق عزيز عليكم، هل فكرتم بتلك الأوقات التي حاولتم فيها أن تعبروا لهم عما يجول في أنفسكم وأن تسروا لهم بما في قلوبكم، ما الذي شعرتم به؟ هل كانوا يسمعون ويتقبلون كلامكم ومشاعركم؟ أم أنكم تركتم الحديث إليهم بعد أن واجهوكم باللوم وهاجموا أفكاركم وقللوا من مشاعركم؟

مهما كانت أعمارنا أو خلفياتنا الاجتماعية، فإننا جميعاً نحتاج لأن نشعر بأننا مهمون بالنسبة للأشخاص الذين نحبهم، وعلى هذا الأساس تبنى العلاقات المُحبّة، سواءً بين الزوجين أو بين الوالدين وأبنائهم، حيث نكون قادرين على بناء رابطة قوبة وآمنة تحمينا من أي آلام أو مصاعب يمكن أن تواجهنا في هذه الحياة.

لكن، كيف يمكننا أن ننشئ هذه الرابطة في علاقتنا مع أحبتنا أو أن نقويها؟

يمكننا أن نبدأ بإظهار اهتمامنا لبعضنا البعض، بأننا فعلاً نستمع لمن يهمنا أمره ونشعر به ونتفهم وندرك أهمية ما مر به بالنسبة له. فيكون ألمه ألمنا، وفرحه كذلك.

فنحن عندما نشعر أن هناك من يتقبلنا ويتفهمنا فإننا نقترب منه أكثر ونرتاح له دون أن نشعر بضرورة الحذر منه والخوف من الإفصاح عما في دواخلنا إليه.

فتقبلنا لشخص معين يحدث عندما نتقبل أفكاره ومشاعره وسلوكياته ونعترف بها، فنظهر درجة من التفهم خالية من أي أحكام نطلقها على هذا الشخص، وندرك أن مشاعره هذه حقيقية ومشروعة وهي خاصة به وبتجربته التي عاشها واختبرها.

لكن هل يعني هذا أنه يجب علينا أن نؤيده ونوافقه في آرائه ومشاعره وكل ما يحدثنا به؟! لا على العكس من ذلك، فنحن نظهر تقبلنا له بأننا هنا نستمع له وننصت إليه حتى وإن كنا نختلف معه في بعض ما يقوله.

فنحن عندما نضع جانباً أحكامنا وأفكارنا ونفسح المجال لتقبل الآخر الذي نحبه ونهتم لأمره، وذلك بإظهار دعمنا وحبنا غير المشروط له، فإننا بلا شك نعزز ونقوي من علاقتنا بهذا الشخص.

وتعلم تقبل الآخرين وتفهم أفكارهم ومشاعرهم يحتاج لشيء من الممارسة، وهذه ثلاث طرق ستساعدكم في ذلك:

  1. كونوا حاضرين دائماً

والقول دائماً أسهل من الفعل، لذا ضعوا أي شيء في أيديكم جانباً، واجعلوا كل تركيزكم مع الشخص الذي تحبونه، وكأن لا شيء في العالم كله يهمكم أكثر من كلامه وما يشارككم به الآن وفي هذه اللحظة الراهنة.

فأنتم تستمعون ومتواجدون دائماً لدعم من تحبون كيفما يريدون. وقد يكون ذلك بإمساك أيديهم في لحظات ضعفهم، أو بإعطائهم منديلاً يجففون به دموعهم، وإذا لم تعرفوا كيف تواسونهم وتشعرونهم بالراحة، اسألوهم عن ذلك!

وأن تكونوا حاضرين لمن يحتاجكم يعني أيضاً أن تدركوا وتتقبلوا مشاعركم وتجاربكم الخاصة دون أن تجعلوها تمنعكم عن اعطاء من تحبون كامل اهتمامكم.

الكثير من الناس يشعرون بعدم الراحة عند الاستماع للذي يشاركهم أفكاره ومشاعره لأنهم لا يعرفون طرق الرد الصحيحة أو المواساة.

لذا، إذا شعرتم بذلك أيضاً، كل ما عليكم فعله هو الاستماع إليهم وتقبل كلامهم وأشعروهم بأنكم حاضرون بطريقة مُحبة ودون أحكام مسبقة.

  1. استوضحوا جيداً

قوموا بتلخيص ما سمعتم بطريقة لطيفة ودقيقة بنية فهم حقيقي لما يريد الشخص المقابل أن يقوله، مع تصحيح أي معلومات يمكن أن تكونوا قد أسأتم فهمها، وقد يكون ذلك مثل: "دعيني أفهم الأمر جيداً، ما فهمته أنك تشعرين بخيبة أمل كبيرة لأن أمك لم تساعدك في رعاية الأطفال كما قالت لك، في الوقت الذي كنت تحتاجين فيه للراحة كثيراً".

  1. أظهروا التعاطف والتفهم

كل واحد منا يشعر بالراحة حين يعرف أن مشاعره منطقية وطبيعية ومتقبلة، وكذلك الأمر بالنسبة للشخص المقابل حيث يشعره ذلك بأنه مسموع ومحبوب من قبل الطرف الآخر، كأن يقابله بالقول: "من الطبيعي أن تشعر بالقلق، يمكن أن يكون وقوفك أمام زملائك ومديرك لعرض ما قمت به أمراً مخيفاً بعض الشيء، أعتقد أنني سأشعر بذلك أيضاً لو كنت في مكانك!"

تقبل أفكار ومشاعر الآخر هو مهارة تقوي العلاقات، وتقلل من الاحساس بالبعد والجفاء بين الناس، الذي كان من الممكن أن يتولد بينهم لولا هذه الرابطة القوية التي بنيت على أساس التقبل والتفهم والتراحم.

وأنتم أيضاً، متى كانت آخر مرة استمعتم فيها حقاً إلى شخص تحبونه وتفهمتم فيها كلامه ومشاعره؟

مواضيع قد تهمك

الأكثر شعبية