قصص أمهات

كيف جعلت طفلي يتعلق بالكتب والقراءة؟

كيف جعلت طفلي يتعلق بالكتب والقراءة؟
النشر : أبريل 07 , 2020
آخر تحديث : مايو 29 , 2022

بقلم: نهى حمادي، أم لطفل

 

"الأطفال الصغار يميلون بفطرتهم إلى الرتابة والروتين، ويرتاحون إلى تكرار الأشياء، ومن هنا فإن من المهم أن تحرص الأم (وكذلك الأب) على أن تقرأ شيئا لطفلها ولو لمدة عشر دقائق. فالقراءة على نحو يومي ترسخ في العقل الباطن لدى الطفل الإحساس بأهمية القراءة، وإلا لما أصر والده عليها في كل يوم! كما أن المداومة على القراءة توثق الصلة بين الطفل وبين من يقرأ له: نحن نريد أن ينشأ الطفل وهو يشعر أن القراءة مثل النوم والطعام والشراب واللعب ... شيء يتكرر كل يوم" - من كتاب طفل يقرأ لعبد الكريم بكار.

أردت استفتاح كلامي بهذا الاقتباس لأنه كان أول ما شدني أثناء بحثي عن أهمية القراءة للأطفال في فترة حملي بآدم.

في صغري كنت جداً متعلقة بالكتب وأقرأ أي شيء يعترض طريقي وكان والداي يشجعانني على ذلك دوماً، وذلك باقتناء ما أحتاجه من القصص الموجهة للطفل، كما أن أختي الكبرى كانت تساعدني في قراءة ما يصعب علي وعلمتني كيفية البحث في المعجم عن شرح الكلمات التي يستعصي علي فهمها.

كنت كلما وجدت فرصة لاقتناء كتاب لا أتردد وأستعير الكتب من زوج عمتي الذي كان يملك مكتبة غنية بشتى الكتب في مختلف المجالات.

واستمريت في ذلك بعد أن أصبحت أماً وحملت بطفلي آدم، بدأت في القراءة معه منذ أن كان في رحمي، كنت أقرأ الشعر والروايات والأبحاث العلمية في مجال بيولوجيا البيئة (تخصصي الجامعي)، والعديد من الاقتباسات في عدة مجالات.

وبعد الولادة بحوالي ثلاثة أسابيع أصبحت اقرأ كتبي المفضلة بصوت عالٍ يسمح لآدم بسماعه أثناء ممارستي للرضاعة الطبيعية أو في الأوقات التي يقضيها آدم مستيقظاً.

في ذلك الوقت لم يكن لدي دراية بموضوع البطاقات أو الصور ذات اللونين الأسود والأبيض التي يمكن أن نعرضها أمام أعين الطفل، فاكتفيت بأن يسمع صوتي فقط، وكنت أتحدث معه باستمرار في شتى المواضيع كي أحفز لديه حاسة السمع.

في سن الأربعة أشهر، أصبح آدم قادراً على التحكم في عضلات أصابعه ويديه وأصبح قادراً على إمساك بعض الأشياء، اقتنيت قصصاً قصيرة ذات الصور الواضحة والكلمات القليلة تحت كل صورة، وصرت أضع آدم في حضني وأريه ما أنا في صدد قراءته له، حرصت على تواجد كتاب في كل مكان يكون آدم موجوداً فيه حتى عندما نذهب للتنزه أحمل كتاباً في حقيبتي أو أضع له واحداً في عربته، نقرأ الكتب قبل النوم وعند الاستيقاظ منه، أثناء الأكل وأثناء جلوسنا في الحديقة حتى أصبح يبحث عنه أينما وجد.

بالنسبة لآدم كان الكتاب خير بديل للتلفاز وللأجهزة الإلكترونية، كان ولازال خير صديق لطفلي وأرجو أن يبقى كذلك.

أؤمن جداً بمقولة "قارئ اليوم قائد الغد"، والقائد ليس فقط من يصل إلى مرتبة عالية في أحد المجالات، بل القائد من يترك أثراً أينما حل بفكره وسماحة أخلاقه وحسن حواره مع الآخرين واحترامه للآخرين

 

مواضيع قد تهمك

الأكثر شعبية