قصص أمهات

اغمري بيتك بالفرح واصنعي الذكريات

اغمري بيتك بالفرح واصنعي الذكريات
النشر : أبريل 29 , 2020
آخر تحديث : سبتمبر 25 , 2023
أم لطفلين، حاصلة على ماجستير إدارة أعمال. بعد قدوم طفلها الأول تغيرت اهتماماتها لتتناسب معه حيث خصصت وقتها لتطوير نفسها والبحث عن أساليب... المزيد

أوقاتٌ ليست بالسهلة التي يمر بها كل منزل الآن.. العالم كلُّه باضطراب وتخبط.. لحظةٌ واحدة كانت كفيلةً بتغييرٍ شامل لتفاصيل حياتنا كلها..

مع إغلاق المدارس.. التعليم والعمل عن بُعد.. تأجيل أبسط النزهات (والمشاوير) وحتى لقاء الأصحاب إلى إشعار آخر..

تجد الأم نفسها محط الأنظار وبوصلة لمشاعر كل من في منزلها الصغير.. ردود أفعالنا كآباء وأمهات ترسم حدود المرحلة وتخط أثرها في نفوس صغارنا..

بدايةً التوتر كان سيد الموقف.. متابعة مكثفة للأخبار على التلفاز ووسائل التواصل الاجتماعي، الأمر الذي خلَّف أثراً سلبياً لدينا ولدى أبنائنا، ليصبح الجو العام في البيت هو الترقُّب، كما صرنا نسمع (فيروس كورونا) أكثر من أسمائنا..

تزايد الضغط مع الخوف الخفي جعلني أصل لنقطة يتوجب عندها إيقاف هذا الحال والانتقال للمرحلة التالية، فلم أكن لأسمح أن تؤثر "كورونا" على سعادة بيتي وأطفالي وعلى صحتي 

قمت بوضع خطة مع زوجي لمحاربة هذه الأجواء وملء بيتنا بالراحة والفرح والسكون، فاحتوت الخطة على ما يلي:

أولاً: شرح طبيعة الحال لطفلي حسب استيعابه وفهمه من دون تهويل وأيضاً من دون استخفاف بعقله، ساعدني في ذلك قصة مصورة انتشرت على الإنترنت تشرح عن الفيروس بطريقة عفوية وبسيطة..

ثانياً: قررنا أنا وزوجي تحديد أو بالأحرى تقليل كلامنا عن الفيروس وتبعاته والالتزام بمشاهدة الأخبار مرة في اليوم من دون إظهار أي علامات صدمة أو قلق!

ثالثاً: محاولة صنع الذكريات وتحويل جو البيت لجو مشغول بأبسط الأشياء مثل التنظيف معاً، صنع أكلات جديدة، متابعة الدراسة (في حالتي ابني ما زال في الروضة وابني الأصغر عمره أشهر فالدراسة لم تأخذ وقتاً طويلاً أو التزاماً)، أو أن نشاهد برامج عن الطبيعة، ونقيم حفلات طفولية، ونصنع ألعاب من موجودات المنزل كبناء خيمة من فرشة السرير..

لحظاتٌ بسيطةٌ في كل يوم مع دون المبالغة في التوقعات تجعل أطفالنا ممتنين ليومٍ عائلي جميل ومليء بالحب.. وهذا ما لمسته بالفعل بعد أن مرت أيام من بدء تطبيقنا لبنود خطتنا وبصراحة أنا فخورة لما وصلنا إليه حتى الآن وما سنصل إليه لاحقاً حتى بوجود أزمة مثل هذه.

قد لا تكون كل الأيام وردية.. حيث نمر جميعنا بتقلبات مزاجية والشعور بالضغط أو الغضب والانكسار.. ولكن الاعتراف بهذه المشاعر واستيعابها يساعدنا جميعاً على تخطيها وامتصاصها..

كما أن دفء مشاعر عائلاتنا وترابطها تشد على أيدينا وتقوينا... فما نقدمه لأطفالنا من جهد كل يوم يعود إلينا بضمة وقبلة مليئة بالبراءة والصدق تجعلنا نشحن طاقتنا ونجدد الأمل بالغد القادم!

دمتم بخير وعافية..

مواضيع قد تهمك

الأكثر شعبية