شارك المقال

انت لست وحدك ، نحن معك خطوة بخطوة.
حمّلي التطبيق الآن وانضمي إلى مجتمع يضم أكثر من 500,000 أم، ليكنّ سندك ودعمك في رحلة الأمومة.

حمّلي التطبيق الآن وانضمي إلى مجتمع يضم أكثر من 500,000 أم، ليكنّ سندك ودعمك في رحلة الأمومة.

بقلم: لين مخيمر، من فريق أمهات360
عندما أتحدث عن العيد وطقوسه وحضوره الآن في نفسي.. أرى وجه أمي!
الأعياد كانت ولا زالت مرتبطة بها وببيتها وبخروجها إلى السوق مدة أسبوعين أو أكثر باحثةً عن لبسة العيد الأجمل لنا ولها ولوالدي..
وصوت التكبيرات وتلبية الحجيج وهي تبثها على شاشة التلفاز ملء أسماعنا، لنواكب مع الحجاج شعائرهم وهم يأتون من كل فج عميق ويطوفون ويسعون ثم يصعدون إلى عرفات متجردين من كل ما هو أرضي طلباً لكل ما هو علوي..
في صورة وجلة مهيبة على اختلاف أطيافهم وأجناسهم توحدهم كلمة الله العليا ويجتمعون على أداء مناسكه والاستسلام له وحده عز وجل.
ولا أنسى بريق عينيها وهي تترك ما في يديها فقط لتراقب نفرة الحجيج من صعيد عرفات إلى مزدلفة.. "لين ماما.. تعالي شوفي بسرعة بلشت النفرة"
نعم.. كنا منذ صغرنا نعيش الحج بكل تفاصيله ومناسكه.. فنستشعر باكراً بهجة العيد واختلاف هذه الأيام عما سواها..
أيضاً رائحة الكعك حين تفوح في كل ناحية من منزلنا معلنة قدوم زائرنا السعيد البهيج.. وصوت أم كلثوم حين يأتي.." القلب يعشق كل جميل.. وياما شفت جمال يا عين" فيمتزج برائحة الخبيز ليترك في نفوسنا أثراً من نوع خاص محبب يجعلنا ننتظر هذه الأيام كل عام بفارغ الحب واللهفة..
"مكة وفيها جبال النور.. طالة على البيت المعمور
دخلنا باب السلام.. غمر قلوبنا السلام"
وتستمر هذه الأنغام والأصوات والروائح تتمازج وتتصاعد داخل أرواحنا وتبث فيها وفي بيتنا حياة جديدة.. دماءً جديدة.. إحساساً بالسلام والاستسلام والطاعة..
في ذاكرتي صور كثيرة عن شكل العيد وكيف يجب للمنازل أن تحتفي به وبقدومه.. هذه الصور صنعها لي والداي والآن بعد أن صرت أماً أحاول أن أستعير أسلوبهما وطريقتهما المميزة في الاحتفال.. أن أورث طفلي ذكريات تعيش معه ويعيش معها أبد العمر.. أن أعلمه معاني العيد ومقاصده ومناسك دينه وتعاليم كتابه..
أريد له أن يكون مسلماً مؤمناً بالمعنى الكامل.. أن يفهم ويعي قوله تعالى: "ذلك ومن يُعظِّم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب".
***
صورة من الذاكرة..
في واحد من الأعياد بينما كنت طفلة.. نمت ليلة العيد -وكم هي طويلة ليلة العيد بالنسبة للأطفال- فتحت عيوني.. نظرت إلى السقف.. كان هناك الكثير من البالونات تتدلى منه.. وكأنه يمطر علي أنا وإخوتي أعداداً من البالونات الملونة.. لن أنسى هذا المشهد الزاهي الملون طيلة حياتي.. أراه كما لو أنه يحدث الآن.. صورة طبعت في ذاكرتي استحضرها كل عيد..
كنت أتخيل شكل والداي وهما يتسللان إلى غرفتنا دون أن نشعر ويضعان كل هذا الجمال في سقفها.. ليكون أول ما ننظر إليه عندما نستيقظ!
نعم، زينة العيد كانت شيئاً أساسياً.. لا يمكن التساهل فيه أو التنازل عنه!
وإلا كيف سيميز طفل أن هذا اليوم هو تحديداً يوم العيد؟!
***
مازلت أحب الأعياد وأهيئ بيتي ونفسي وعائلتي لاستقبالها كما كنت أستقبلها في بيت والداي..
وهذه مجموعة من النصائح أو اللفتات البسيطة لتحظوا بعيد مدهش وذكريات جميلة يحملها أطفالكم معهم طوال حياتهم:
ثم جهزي ركناً في المنزل لضيافة العيد، ضعي فيها فناجين القهوة السادة والشوكولاتة والكعك الذي صنعته بيديك بأناقة وحب.
لذا، عودي نفسك على شراء ملابس جديدة كل عيد.. فهذا لا يجدد النفسية فحسب وإنما سيشعر أبناءك بالفخر والسعادة أكثر عندما يرون والدتهم تشاركهم بهجة العيد والتحضيرات له.
أحضري البالونات والشبر وعبارات التهنئة والهدايا وكل ما يمكن أن يكون سبباً في إدخال السعادة إلى قلوب أطفالك، واطلبوا منهم أن يساعدوكم في تعليقها إذا كانوا في عمر أكبر.
كما يمكن لبعض الأهالي أن يفتحوا حسابات توفير بنكية لأطفالهم يوفرون فيها عيدياتهم ومن مصروفهم أيضاً للأيام القادمة.
لكن إذا قمتم بها بحب وإقبال ستجدون فيها الكثير من المتعة والألفة والحب.. تصرفوا بإيجابية في هذه الأيام فكلها ذكريات في رصيد أبنائكم.
المساعد الذكي يستخدم معلومات من أكثر من 250 طبيب واخصائي للإجابة على أسئلتك على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع باستخدام أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي