شارك المقال

انت لست وحدك ، نحن معك خطوة بخطوة.
حمّلي التطبيق الآن وانضمي إلى مجتمع يضم أكثر من 500,000 أم، ليكنّ سندك ودعمك في رحلة الأمومة.

حمّلي التطبيق الآن وانضمي إلى مجتمع يضم أكثر من 500,000 أم، ليكنّ سندك ودعمك في رحلة الأمومة.

لطالما ارتبطت الأجهزة الإلكترونية والهواتف المحمولة بنواقيس خطر الشاشات التي يتردد صداها في عقولنا، لتذكرنا بضرورة حماية صغارنا منها والتصدي لها بكل حزم.
لكن! هل هي خطيرة حقاً؟
وإن كانت خطيرة لماذا نستعملها نحن ونعتمد عليها في كل شيء؟
في حقيقة الأمر الهواتف الذكية والحواسيب ليست سوى أدوات تقنية حديثة، ابتكرها الإنسان ليستفيد منها ويجعل حياته أفضل، وليسهل تخزين وانتقال المعلومات والبيانات.
إذاً هي ليست خطيرة في حد ذاتها! وإنما استعمالنا لها هو الذي يصنَّف كمفيد أو ضار أو خطير! هي لغة العصر، ومعرفة كيفية استخدامها والتعامل معها هو واجب وفرض.
فما بين المُفيد والمفسد حرفٌ واحد، فكل مفيد مفسد إذا زاد عن حده، وكل مفسد مفيد بدرجةٍ ما!
لذا علينا ان نتعرف عليها أكثر لنعرف كيف نستخدمها بشكل صحيح، لنستفيد منها ونفيد.
في عصر التلفاز والتكنولوجيا نجد أن الأطفال يقضون الكثير من الوقت على الشاشات والإلكترونيات، وبالطبع فإن ذلك يؤثر فيهم وعلى صحتهم سلباً.
نشرت الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال American Academy of Pediatrics مبادئ توجيهية جديدة حول الوقت المسموح للأطفال أن يقضوه على شاشات التلفاز.
شملت الأكاديمية في توصياتها الجديدة الأطفال الرضع، وصولاً إلى سن المراهقة، وأكدت أن على الأهالي التركيز على المدة التي يقضيها الصغار أمام الشاشات وضرورة أن تكون بحدود، إذ أن قضاء الأطفال الكثير من الوقت امام الشاشات يعني تقليص الوقت الخاص باللعب والدراسة والعلاقات الأسرية وحتى النوم.
"يجب أن يكون الأهل هم المستشار الإعلامي لأطفالهم، بمعنى أنه يجب عليهم تعليم أطفالهم كيفية استخدام هذه الأجهزة والشاشات بالطريقة الصحيحة".
وأفادت الأكاديمية أن على الأهل تحديد وتخصيص وقت لمشاهدة التلفاز كعائلة واحدة ومنع مشاهدته أو استخدام الأجهزة الأخرى في غرف النوم.
لا ينبغي أن ينحصر حكمنا على تجربة استخدام الأجهزة الإلكترونية، في خيارين متناقضين: إما أنها مفيدة أو مضرة، بل يتعين علينا التفكير، في أنه يمكن استخدامها كأداة لتحفيز المشاركة الاجتماعية، لا كبديل عنها، كما حدث هذا العام مع تفشي وباء كورونا، حيث كانت الهواتف الذكية َوالحواسيب هي النوافذ الوحيدة المفتوحة على العالم، وطريقة الاتصال المتاحة الوحيدة بين البشر.
يتعين علينا أن ندرك كذلك، أن الإفراط في التعامل مع هذه الأجهزة، حتى وإن كان لأغراض تعليمية، يؤثر سلباً بطريقة أو بأخرى على صغارنا وعلينا، لذا علينا دراسة المخاطر واكتشاف الطرق للحد منها والاستفادة منها بأكبر قدر ممكن وأقل خسائر محتملة.
ولعل الخطر الأشهر على الإطلاق هو خطر التعرض للأشعة الصادرة من تلك الأجهزة لوقت طويل والتي تُعرف بـ "الضوء الازرق".
يتكون الضوء من سبع موجات بأطوال مختلفة هي: الأحمر والبرتقالي والأصفر والأخضر والأزرق والنيلي والبنفسجي، تكوِّن مجتمعةً الضوء الأبيض الذي ترصده أعيننا.
لكل موجة من تلك الموجات طاقة مختلفة وطول موجي مختلف، وكلما زاد طول موجة الضوء كلما انخفضت طاقته. يمتلك الضوء الأزرق موجة قصيرة وبالتالي طاقة عالية، ولكي يبدو الضوء أبيض، يجب أن يحتوي على نسبة كبيرة من الضوء الأزرق.
إذاً هو ضوء مرئي ذو طاقة عالية نسبياً يُستخدم لإضاءة شاشات الأجهزة الإلكترونية، وخاصة المحمولة، لاستهلاكه قدر أقل من الطاقة (الكهرباء) عن المصابيح المتوهجة التقليدية، ولأنه يجعل الشاشة شديدة السطوع مما يمكننا من رؤية الشاشة بسهولة نهاراً، وفي ضوء الشمس.
لا يقتصر تعرضنا للضوء الأزرق على الشاشات فقط، فالشمس تصدر ضوءاً أزرقاً أكثر ضرراً من ذاك الذي ينبعث أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية، لكن التعرض للضوء الأزرق من الشمس يحدث في أوقات النهار فقط، بينما التعرض للضوء الأزرق من الشاشات يحدث في أي ساعة من اليوم، بما في ذلك الليل.
لذا يُعتبر التعرض للضوء الأزرق من الأجهزة الرقمية تعرض إضافي، علاوة على الضوء الأزرق الذي يحصل عليه الشخص من ضوء الشمس!
ومن مصادر الضوء الأزرق أيضًا: لمبات (مصابيح) الفلورسنت (النيون)، واللمبات منخفضة الطاقة، والتي تُصدر الضوء الأزرق أكثر من اللمبات التقليدية.
وتعد نسبة الضوء الأزرق المنبعثة من الشاشات ضئيلة مقارنةً بتلك المنبعثة من الشمس، لكن الشاشات تكون أقرب من العين، كما أن التحديق بها لا يقتصر على النهار فقط، لكنه يستمر طوال اليوم،و الأخطر قبل النوم مباشرة!
يلعب الضوء الأزرق دوراً مهماً في تنظيم الإيقاع اليومي لجسمنا، إذ لدينا جميعاً ساعة داخلية في دماغنا تدور بين اليقظة والنعاس على فترات منتظمة من اليوم على مدار 24 ساعة، وتسمى أيضاً دورة النوم/ الاستيقاظ.
والتعرض الكثيف للضوء الأزرق في الوقت غير المناسب من اليوم يمكن أن يعطل دورة النوم/ الاستيقاظ الطبيعية للشخص، والتي يمكن أن تكون لها عواقب صحية خطيرة.
وتشمل هذه المخاطر: اضطرابات النوم عند الأطفال، مما يؤدي إلى النعاس أثناء النهار وسوء الأداء في المدرسة علاوة على الإصابة باضطرابات المزاج وانخفاض مستويات السعادة والشعور بالوحدة.
المساعد الذكي يستخدم معلومات من أكثر من 250 طبيب واخصائي للإجابة على أسئلتك على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع باستخدام أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي