صحة الأطفال الرضع

الاصفرار عند حديثي الولادة: أنواعه وطرق العلاج

الاصفرار عند حديثي الولادة: أنواعه وطرق العلاج
النشر : فبراير 14 , 2017
آخر تحديث : يونيو 06 , 2022
 استشارية طب الاطفال واستشارية طب الخداج الدكتورة حميدة شاهين استشارية طب أطفال، ولديها خبرة تزيد عن 30 سنة في طب الأطفال وحديثي الولادة. المؤهلات: حاصلة... المزيد

مع مجيء طفل جديد وخاصة الطفل الأول، يقلق الكثير من الآباء والأمهات بكل صغيرة وكبيرة تتعلق برضيعهم. ولون بشرة طفلهم هو أحد هذه التفاصيل، هل بشرته مائلة إلى الاصفرار؟ هل هذه هي الدرجة الطبيعية؟ ما هي الدرجة الغير طبيعية؟ دعونا نبدأ بالأسس البسيطة:

ما هو اصفرار حديثي الولادة؟

هو تغير في لون البشرة والعينين بحيث يظهر لون مائل إلى الصفار خلال الأسابيع الأولى بعد الولادة، ويعتبر حالة شائعة جداً يتعرض لها حديثي الولادة.


أنواع الاصفرار، مسبباته وطرق العلاج:

هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الاصفرار معظمها غير خطير ولا يحتاج إلى تدخل طبي، ولكن هناك بعض الحالات التي تعتبر خطيرة وتحتاج إلى تدخل طبيب مختص.

فيما يلي، سنقوم بذكر بعض مسببات الاصفرار وطرق علاجها:  

  • الاصفرار الفسيولوجي:

هذا النوع هو الأكثر شيوعا، يظهر عادة بين 2-4 أيام بعد الولادة، ويختفي بين 2-3 أسابيع بعد ذلك. يتعرض له حديثي الولادة نتيجة لتكسر خلايا الدم الحمراء الزائدة التي تكون موجودة في دم الجنين قبل الولادة.
العضو المسؤول عن تكسير هذه الخلايا في الجسم هو الكبد مما قد يعرضه لقليل من الضغط و يجعله غير قادر على التكيف لتكسير هذا العدد الزائد من الخلايا  فينتج عنه الاصفرار. لا يحتاج هذا النوع عادة إلى علاج. نحتاج فقط إلى تزويد الرضيع بكميات سوائل كافية (الحليب) ومراقبة مستوى البيليروبين في الجسم تحت إشراف الطبيب المختص.
في بعض الحالات، إذا كان مستوى البيليروبين عالياً سيحتاج الرضيع إلى العلاج بالضوء (Phototherapy)، وهي عبارة عن مجموعة معينة من الأشعة الفوق البنفسجية التي تساعد على تخفيض مستوى البيليروبين إلى المستوى الغير ضار بالرضيع.  

  • اصفرار الرضاعة الطبيعية:

يتعرض لهذا النوع حديثي الولادة الذين يعتمدون حصرياً على الرضاعة الطبيعية، حيث يزداد مستوى البيليروبين عن المستوى الطبيعي نتيجة عدم أخذ الرضيع كميات كافية من السوائل في الأيام الأولى بعد الولادة. يعتبر هذا النوع من الاصفرار آمن ونادراً ما يحتاج إلى تدخل طبي.  

  • الاصفرار نتيجة الإلتهابات:

قد تسبب بعض الإلتهابات التي تتعرض لها الأم أثناء فترة الحمل والولادة الاصفرار لحديثي الولادة. علاج هذا الاصفرار يعتمد على سبب الإلتهاب ومدى خطورته. بعض الإلتهابات التي قد يتعرض لها الجنين وتسبب له الاصفرار، قد تكون إشارة إلى تجرثم الدم (Sepsis)، في مثل هذه الحالة يجب مراجعه الطبيب المختص مباشرة.
هنالك العديد من الأسباب الأخرى التي قد تؤدي إلى الاصفرار غير الأسباب التي ذكرناها سابقاً حيث أنهم نادروا الحدوث ولكننا سنقوم بذكر البعض منهم، كالآتي:

  • تسرب الدم (Extravasation of Blood):

هو عبارة عن تجمع الدم في أماكن خارج الأوعية الدموية. الحالة الأكثر شيوعا هي الورم الدموي الرأسي (Cephalhematoma) حيث يتجمع الدم بين طبقات الجمجمة لدى الرضيع، يقوم الجسم عادة في التعامل مع هذه الحالة بتكسير وتحليل الدم المتجمع، مما يؤدي إلى رفع مستوى البيليروبين في الدم وبالتالي ينتج الاصفرار. هذا النوع قد لا يحتاج إلى المعالجة بالضوء.  

  • زيادة غير طبيعية في مستوى تكسير خلايا الدم الحمراء:

تعود هذه الحالة إلى سببين:

  1. نقص في الانزيم، المعروف عادة بنقص إنزيم (G6PD) ويطلق عليه مرض "التفول".

  2. الإختلاف بفئة الدم بين الأم والجنين.

    قد يكون باختلاف عامل الرايزس (RH Factor) حيث تحمل الأم عامل سلبي (RH -ve) والطفل يحمل عامل إيجابي (RH +ve) أو باختلاف زمرة الدم، الأم تكون من مجموعة (O) والجنين من حاملي مجموعة (A) أو (B). في كلتا الحالتين ستقوم الأجسام المضادة الموجودة في جسم الأم بتكسير خلايا الدم الحمراء في دم الجنين. لذلك يجب أخذ مثل هذه الحالات باهتمام وحذر شديدين.

  علاج مثل هذه الحالات قد يتطلب العلاج بالضوء أو القيام بنقل الدم إلى الجنين، حيث قد يقوم الطبيب المختص بنقل الدم إلى الجنين وهو لايزال في رحم الأم.

 بعد القيام بذكر بعض أنواع الاصفرار وطرق علاجها، سنقوم بذكر بعض النقاط المهمة التي يجب تذكرها من قبل الآباء والأمهات:

  • عدم إعطاء المحاليل السكرية للرضيع.

    لأنها تسبب الجفاف مما يؤدي إلى رفع مستوى البيليروبين في الدم.
  • محاولة الابتعاد عن إرتداء الأطفال الرضع اللون الأصفر في الأيام القليلة الأولى.

    بعد الولادة حتى نتمكن من تمييز تغير لون البشرة في الوقت المناسب لاتخاذ الاجراءات المناسبة.
  • لا داعي لاستخدام قلادات الثوم.

    هذا مفهوم شائع وخاطئ ولا يساعد في علاج الاصفرار لدى حديثي الولادة.
  • لا ينصح بالتوقف عن الرضاعة الطبيعية على الإطلاق إلا في حالات معينة.

  • القيام باستشارة الطبيب حتى لو كنت تعتقد أن حالة الاصفرار طفيفة.

 

 

مواضيع قد تهمك

الأكثر شعبية