أخبار حول العالم

هل أصبح الإدمان على لعبة الـ PUBG لدى الأطفال أمراً خطيراً؟

هل أصبح الإدمان على لعبة الـ PUBG لدى الأطفال أمراً خطيراً؟
النشر : ديسمبر 04 , 2018
آخر تحديث : سبتمبر 25 , 2023
كاتبة شغوفة وأم لطفل، درست الهندسة الصناعية وتخصصت في علوم التنمية المستدامة والإدارة، لكن حبها للكتابة دفعها للاتجاه نحو هذا العالم المليء... المزيد

في مدينة بنغالور في جنوب الهند، قبل ما يقارب الشهرين، تلقَّى أخصائي علم النفس السريري والتنويم المغناطيسي الإيحائي الدكتور جيني جوبيناث حالة مثيرة للاهتمام لصبي توقَّف عن تنظيف أسنانه أو الاستحمام أو حتى الذهاب إلى المدرسة، وقد قال د. جيني بأن الصبي كان مدمناً على لعبة Player Unknown’s Battleground (PUBG)، وهي لعبة تقوم فكرتها على نزول ما يقارب المئة لاعب إلى ساحة القتال، حيث يتنافسون فيما بينهم من أجل البقاء والقضاء على غيرهم من اللاعبين الآخرين، ويكون اللاعب الذي يبقى على قيد الحياة (أحياناً مجموعة من أربعةِ لاعبين) هو الفائز بالطبع. شهدت نسخة الأجهزة المحمولة من هذه اللعبة إصداراً عالمياً في شهر آذار لهذا العام، وقد حققت إلى الآن ما يزيد عن 100مليون تنزيل من متجر غوغل بلاي.

في حزيران من العام الحالي، اعتبرت منظمة الصحة العالمية "اضطراب الألعاب" كحالة من الممكن تشخيصها وحتى أنها أضافت هذا المصطلح إلى النسخة الحاديةَ عشرَ من "التصنيف العالمي للأمراض". وشرح د. جيني الموضوع بقوله " إنه أمرٌ مشابه لإدمان الكحول أو المخدرات، بحيث أنَّه يحفِّز مناطق المكافأة في الدماغ عن طريق النواقل العصبية مثل الدوبامين، والبشر بطبيعتهم لديهم الميل لتكرار السلوكيات التي تحفز مثل هذا الشعور. وتبدأ المشكلة عندما تصبح هذه الألعاب لها الأولوية على العديد من الاهتمامات الأخرى والأنشطة اليومية، على الرغم من العواقب السلبية لذلك"

.وتابع مفسراً حالة الصبي "ازداد استخدام الصبي لهاتفه الذكي في الشهرين الماضيين بشكل كبير، لدرجةِ أنَّه لم يستطع الحفاظ على نشاطاته اليومية فكان يقضي من ثمانٍ إلى تسعِ ساعات في اللعب. لقد توقف عن الذهاب الى المدرسة حتى أنه قام بشراء زيت خاص عن طريق الإنترنت لتسهيل حركة أصابعه على الشاشة أثناء اللعب".

لعبة ببجي
المصدر: https://www.revu.com.ph/

تأثير هذه الألعاب على المراهقين بشكل خاص

هذه الحالة لم تكن الوحيدة، فالعديد من الآباء والأمهات لاحظوا تغيُّراً في سلوك أطفالهم بسبب عادات اللعب المذكورة سابقاً. إحدى الأمهات في بنغالور قالت إنَّ ابنها أصبح أكثر عدائيةً بعدما قام بتحميل اللعبة قبل ثلاثة أشهر. وأضافت " كان يجد الطرق للتغيُّب عن المدرسة أو لحمل هاتفه الذكي معه الى المدرسة، مع أنه ذلك مخالف لقوانينها". تحدثت الأم إليه لاحقاً عن عاداته لكن جهودها كانت بلا جدوى. أما عن حال الطفل الآن فهو يقوم بزياراتٍ دورية منذ شهر لمعالج نفسي للتَّخلص من إدمانه.

وأضافت والدته "وبعد أربعة أيام من العلاج استطاع ابنها أن يستغني عن هاتفه المحمول ويتركه لبعض الوقت، حتى أنَّه كان ينام وباب غرفته مفتوحاً. ومع اقتراب موعد زيارته الثانية للمعالج النفسي كان الأمرُ أصعب عليه لأن الرغبة باللعب بدأت بالازدياد. الآن يبدو من المبكر قول أي شيء ولكننا نأمل تحسُّنه بشكل أفضل".

إن هذه الحالات من الإدمان على الألعاب الإلكترونية عادةً ما تصيب المراهقين. د. جيني يعزو ذلك لمرحلة المراهقة لأنها تعتبر مرحلةً استكشافية، حيث يتطور فيها إحساس المراهق بهويَّته ويصبح وجوده بين مجموعةٍ من الأصدقاء والأقران أكثر أهمية.

وفسَّر ذلك "أنَّ الاندماج بالأنشطة والألعاب المختلفة مع الأصدقاء يساعد الطفل على تطوير شخصيته حتى يتم قبوله بين مجموعة أقرانه، أما الأطفال الذين لم يستطيعوا الاندماج فإنهم يلجؤون إلى هذه الألعاب الإلكترونية، لأنها تمنحهم الشعور بالمنافسة والنجاح".

مراهق

وفي حالة مشابهة اشتكت والدة طفل آخر يبلغ من العمر ثلاثةَ عشرَ عاماً من سلوكه العدواني، حيث قالت "كان أحياناً يتنمَّر على شقيقه الأصغر البالغ من العمر خمس سنوات. وقد أخبرته يوماً أن معلمه لن يسمح له بدخول الصف بسبب شعره الطويل، فكانت ردَّة فعله أن ذهب وضرب المعلَّم". وأضافت " لم يكن لديه العديد من الأصدقاء في الجوار، وحتى أصدقاؤه على قلَّتهم كانوا يلعبون اللعبة معاً".  

قامت هذه الأم لاحقاً بتسجيل ابنها في برنامج ’ سحب السموم الرقمية‘، حيث انخفض عدد ساعات استخدامه للهاتف الذكي إلى 20 دقيقة في اليوم الواحد. وعندما سألت الأم إذا ما كانت قد طلبت المساعدة من أشخاص محترفين، قالت " أعتقد أنَّ الوالدين بحاجة لمساعدة أكثر من الأطفال، فنحن نحتاج الى أن نتعلَّم كيفية التعامل مع هذه المواقف".

قال د. جيني في شرحه عن الطريقة التي استخدمها لمساعدة المراهق وعلاجه " لقد نصحته بالصَّيام عن الإنترنت أو على الأقل الامتناع عن استخدامه لعدة ساعات في اليوم. ثم أعددت له جدولاً من النشاطات مثل لقاء الأصدقاء في المنزل واللعب معهم. وبالطبع مشورة الوالدين كانت من أهم الأمور في هذا العلاج حيث كان عليهما أن يعملا بجد لإقناع الطفل بالتكيُّف مع السلوكيات الجديدة". ومنذ مداومة هذا المراهق على جلسات العلاج الأسبوعية، فقد بدأ الآن بالحضور الى المدرسة حتى منتصف اليوم وانخفض معدَّل استخدامه للإنترنت إلى الثلث.

 

*صدر المقال باللغة الإنجليزية على موقع The New Indian Express.   

مواضيع قد تهمك

الأكثر شعبية