أخبار حول العالم

الأمومة: يمكن أن تعمل على تقدم سن الخلايا بـ ١١ عامًا

الأمومة: يمكن أن تعمل على تقدم سن الخلايا بـ ١١ عامًا
النشر : يوليو 25 , 2018
آخر تحديث : مايو 23 , 2022

لا شك بأن العديد من التغييرات الأساسية في جسد المرأة وعقلها تنتج عن الولادة، لكن قد تكون التوابع الأبدية للأمومة أبعد مما كنا ندرك بكثير.

حيث كشف تحليل جديد للحمض النووي تم جمعه مما يقارب 2000 امرأة في عمر الإنجاب في الولايات المتحدة الأمريكية عن حدوث تغيير في العلامات الجينية لدى النساء اللاتي أنجبن أطفالاً وتعرض خلاياهن إلى تسارعٍ في التقدم بالسن بشكلٍ كبير.

صرحت عالمة الأوبئة آنَّا بولاك (Anna Pollack) من جامعة جورج ماسون (George Mason University) عن دهشتهم لإيجاد نتائج كهذه، وأضافت بأن هذا التسارع يجعل الخلايا تبدو أكبر سناً بـ 11 عاماً.

كانت بولاك قد بدأت مع فريقها بتحليل بياناتٍ صادرة عن برنامج استقصاء الصحة الوطنية وفحص التغذية (National Health and Nutrition Examination Survey (NHANES)) من دراسة واسعة المستوى لصحة المواطنين الأميركيين عبر الوقت عندما فحصوا البيانات الخاصة بالفترة بين عامي 1999-2002، حيث اشتملت الدراسة مقياساً جينياً يعرف باسم القسيمات الطرفية (telomeres)، وهناك لاحظوا أمراً غير اعتيادي.

 

فالقسيمات الطرفية مناطق جزيئية تعمل كالأغطية على نهايات الكروموسومات، لتحمي المعلومات الجينية في خلايانا من التدهور مع الزمن، ومن التعرض -نظرياً- إلى أي أمرٍ قد يضر بصحتنا.

في هذا السياق، يُعتَبَر طول القسيم الطرفي دلالة على أعمارنا على مستوى الخلايا، فكلما كان القسيم الطرفي أطول، كان ذلك دليلاً على الحياة الصحية الجيدة، بينما يرتبط قِصَر طولها بنتائج كالسرطان، وأمراض القلب والتراجع الإدراكي.

لكن قد يكون لدينا الآن أمراً جديداً لإضافته إلى تلك القائمة: الولادة!

في دراستهم، قام الفريق بضبط العوامل المختلفة كالعمر والعرق والتعليم وحالة التدخين وما إلى ذلك، فوجدوا أن السيدات اللواتي قمن بالإنجاب مرة واحدة يمتلكن قسيمات طرفية أقصر بنسبة 4.2% من المعدل مقارنةً بأولئك اللواتي لم ينجبن أبداً.

 

وهذا المعدل يعني 166 زوجاً قاعدياً أقل في الكروموسومات عند النساء اللواتي أنجبن، أي ما يعادل وفقاً للأبحاث زيادة في عمر الخلايا بـ 11 عاماً.

المذهل بالأمر أن ارتباط قصر طول هذا القسيم الطرفي بالإنجاب أكبر بكثير مما لوحظ سابقاً من ارتباطه بالتدخين (الذي يكلفك زيادة في عمر خلاياك 4.6 سنوات)، أو السمنة (8.8 سنوات).

كما لوحظ في هذه الدراسة أن قصر القسيم الطرفي يختلف اعتماداً على عدد الأطفال التي تنجبهن المرأة. فقد وجدوا بأن المرأة التي تنجب خمسة أطفال لديها قسيمات طرفية أقصر من تلك التي أنجبت طفلاً واحداً أو اثنين أو ثلاثة أو حتى أربعة.

 

لكن هنالك دراسة واحدة على الأقل بينت خلاف هذه النتائج عام 2016، أُجريت على إحدى شعوب المايا في غواتيمالا، فقد وجدت أن النساء اللواتي لديهن أطفالاً أكثر يمتلكن قسيمات طرفية أطول في ذلك المجتمع.، مشيرةً في الواقع إلى أن إنجاب الأطفال قد يحمي خلايا النساء من التقدم في السن.

 

كما تبين أن أعداد الأزواج القاعدية وارتباطها بالإنجاب تختلف من دراسة إلى أخرى، فبعض الدراسات وجدت أن الإنجاب قد يزيد من تقدم سن الخلايا بـ 4.5 سنوات بينما وجدت أخرى أنها لا تتجاوز الثلاثة سنين فقط. الأمر الذي قد يرتبط باختلاف المجتمع الذي تمت عليه الدراسة وعاداته أو كمية الضغط الذي تعانيه الأم جراء الإنجاب. ولكن أكدت بولوك بأن كل هذا لا يعني التوقف عن الإنجاب، وبأن الأبحاث لا زالت مستمرة.

 

*صدر المقال باللغة الإنجليزية على موقع  Science Alert.

مواضيع قد تهمك

الأكثر شعبية