قصص أمهات

١٦ درساً تعلمتهم في ١٦ سنة من الزواج

١٦ درساً تعلمتهم في ١٦ سنة من الزواج
النشر : يوليو 28 , 2016
آخر تحديث : سبتمبر 25 , 2023
الدليل الشامل للأمهات في العالم العربي المزيد

بقلم: روند الجبعي

سنحتفل أنا وزوجي في الشهر القادم بستة عشر سنة من الزواج. كنا لا نزال في مقتبل العمر ونحب بعضاً كثيراً عندما بدأنا حياتنا معاً. قررنا عندها أن نبتدئ حياتنا البسيطة معاً، وأن تكون علاقتنا مبنية على الثقة والاحترام وكل الوعود التي يتبادلها الزوجان في بداية حياتهما. في الحقيقة، إن تطبيق هذه العبارات  في الحياة أمر مختلف تماماً عن ترديدها.

قبل ١٦ سنة، وفي بيت صغير في الطابق الرابع في بلدة جديدة، وفي ثقافة مختلفة، وبعيداً عن الأهل والأصدقاء ابتدأنا رحلة زواجنا. ما زلت أذكر  الأمر كأنه البارحة، حديثنا ونحن نجلس على الكنبة في غرفة الفندق في اليوم التالي لزواجنا. اتفقنا، ووعد كل منا الآخر بأن لا نفترق، وأن لا نعيش بعيداً عن بعضنا البعض مهما حدث.

2

وها نحن الآن … إن أغلب أيامنا لحظات سعيدة مليئة بالفرح، ولكن في المقابل وفي أيام أخرى، نحن نواجه تحديات حقيقية في الحياة. لقد اختبرنا كل هذا معاً. ومن خبرتي في زواجي، أستطيع القول بأن “أن نبقى معاً دائماً وأن لا نفترق” هو من أهم القرارات التي قمنا باتخاذها. ونحن اليوم أكثر نضجاً كثنائي، وكلانا تعلم الكثير عن الحياة، وها نحن نكاد نكون شخصاً واحداً مليئاً بالخبرات الغنية.

في ذلك اليوم، سألتني إحدى صديقاتي المقربات عن الدروس التي تعلمتها من الزواج. بصراحة، لقد تعلمت العديد من الدروس المهمة والتي لن تتسع في هذا المقال. لذا سأشارك معكم الدروس الستة العشرة المفضلة بالنسبة لي والتي تعلمتها في الستة عشرة سنة الماضية.

١. إنها حياتكم .. والقرار قراركم

خلف الأبواب المغلقة لا يوجد سواكم. إن العيش بسعادة أو تعاسة أمر تقررونه أنتم. إن السعادة بيديكم، وعلى كليكم العمل لإنجاح هذا الزواج. إن السعادة الزوجية تحتاج إلى مجهودكما معاً، وهي استثمار طويل الأمد. نعم، عليكم أن تستثمروا باستمرار في سعادتكم، فهي ليست ايداعاً تقومون بعمله مرة واحدة.

٢. تقبلوا الشريك، ولا تحاولوا فرض أي تغييرات.

إن التقبل من الجانبين مهم جداً، وهو عامل مهم للعيش بسعادة وفرح ورضا، وبعيداً عن التعقيدات. أنتم لا تستطيعون تغيير الشريك، ولكن بإمكانكم الاتفاق على طريق مشتركة في الحياة. عبروا عن أنفسكم بحرية، وانظروا إلى أفضل ما في بعضكما البعض. وثقوا بي عندما أقول بأنكم هكذا ستستمتعون بالحياة معاً أكثر.

٣. تواصلوا مع بعضكم البعض كأنكم تلعبون لعبة التنس.

فكروا في التواصل فيما بينكم على أنه لعبة تنس. استمعوا لبعضكم البعض بشكل كامل وبانتباه، لتتمكنوا من الحوار بشكل أيجابي، ولتحصلوا على نتائج مثمرة. ولكن إذا كنتم تشعرون بالغضب لسبب ما، أو شعرتم بأنكم لا تريدون أن تستمعوا للشريك أو لا تريدون التعامل مع الموضوع في تلك اللحظة، فلا تتواصلوا معاً. هكذا، بكل بساطة! لا تستقبلوا كرة التنس هذه، ولا ترسلوها مرة أخرى، بغض النظر عمن منكم على حق. فأنتم لا تعلمون السبب الحقيقي وراء مشاعرهم، لذا دعوا كرة التنس تذهب بعيداً عنكم. أنا ألقب هذه الكرة: كرة الغضب. على الأزواج أن يقفوا بجانب بعضهم البعض وأن يساعدوا بعضهم البعض في التخلص من كرة الغضب هذه. إذا شعرتم بوجود توتر من جهة شركائكم في أي موقف، حاولوا التعامل مع كرة الغضب برفق وحكمة. بعد أن تهدأ هذه المشاعر، بإمكانكم الحديث معاً وتقديم النصيحة والملاحظات. إن هذا سيأتي بثماره على المدى البعيد، وهذه اللحظات ستقوي علاقتكم وستضفي عليها المزيد من النضج.

5

٤. اكتبوا لبعضكم البعض

من خلال رسالة، أو بطاقة معايدة، أو ورقة لاصقة صغيرة. اكتبوا للشريك ما تشعرون به. بإمكانكم الكتابة على المرآة “صباح الخير” أو حتى رسم رمز صغير. ثقوا بي وقوموا بكتابة ملاحظة وتركها في مكان تعتقدون بأنها ستفاجئ الشريك. من المؤكد بأنها ستترك أثراً جميلاً، وستخلق جواً مليئاً بالحب.

٥. إن أولويات شريكك هي أولوياتك

ضع نفسك دائماً في مكان شريكك وشارك أهدافه وأحلامه واجعل من الواضح أن أولوياتهم هي أولوياتك أيضاً، وبغض النظر عن أي ظرف. اصنعوا مشاريعكم المستقبلية معاً.

٦. افترض حسن النية وتجنب إصدار الأحكام على الشريك

افترض حسن النية دائماً والتمس لشريكك العذر، ولا تصدر الأحكام حتى تسأل شريكك وتستمع بانتباه إلى القصة كاملة.

٧. خصصوا وقتاً للحديث معاً

تحدثوا إلى شركائكم واستمعوا إليهم. حاولوا أن تفتحوا أحاديث ممتعة وتحدثوا عن نشاطاتكم اليومية. تصرفوا بطريقة مضحكة أحياناً! اضحكوا وألقوا بالنكات. حتى وإن لم يستجب شركاؤكم بطريقة متحمسة، على الأقل تكونوا قد بذلتم جهداً، وهم سيقدرون ذلك.

٨. استمروا بالخروج في مواعيد غرامية!

حددوا يوماً في كل اسبوع أو حتى كل شهر. ولا تتخلفوا عنه! بإمكانكم قضاء اليوم معاً وبعيداً عن الروتين اليومي والمسؤوليات اليومية، وبعيداً عن كل شيء. بإمكانكم الحجز لتناول عشاء رومانسي، أو الذهاب إلى السينما لمشاهدة فيلم. بإمكانكم بكل بساطة الاستمتاع بالتمشي في وسط البلد أو تناول فنجان قهوة مع مشاهدة منظر جميل.

٩. اختبروا النجاح والاخفاق معاً

إذا اختبر شركاؤكم الإخفاق في مرحلة ما، فتأكدوا من العمل على تذكيرهم بنجاحاتهم ونقاط قوتهم، وقفوا بجانبهم لتشجيعهم، وعبروا عن ذلك بطلاقة لكي يشعر شركاؤكم بذلك ولتشعرونهم بالتحسن. وهذا الوقت هو في الحقيقة أفضل وقت لتلفتوا نظرهم لنجاحاتهم السابقة. كونوا ايجابيين. آمنوا بأنهم سينجحون مرة أخرى واجعلوهم يؤمنون بذلك أيضاً. قوموا بتشجيعهم وتحدثوا إليهم عن كل الأمور الرائعة التي ستحققونها معاً في الأيام القادمة.

3

١٠. غرفة النوم جنتكم الخاصة

اجعلوا غرفة النوم أفضل مكان في المنزل. أخرجوا كل شيء لا ينتمي لهذا المكان الخاص. لا يجب أن يبقى أي شيء سوى ما يخصكم أنتما الأثنان. ضعوا أزهاراً في الغرفة وقوموا بتجديدها كل اسبوع. ثقوا بي، إن رؤية الأزهار وشم رائحتها كل صباح سيجلب لكم الشعور بالسعادة والفرح. لا تلتزموا بلون واحد لأغطية الفراش بل قوموا بالتغيير كل فترة. يجب أيضاً أن تكون غرفة نومكم مكاناً مقدساً، وعلى أطفالكم أن يفهموا أنها مكانكم الخاص. لا تدعوا أطفالكم أو ألعابهم تحتل مكاناً في الغرفة. لهذه الغرفة قواعد خاصة وعليهم فهم ذلك.

١١. عاملوا شركاؤكم بشكل مميز أمام الناس.

أظهروا مدى تقديركم لبعضكم البعض أمام الناس، وعبروا عن ذلك بحرية. وافتخروا بإنجازات شركاؤكم أمام الجميع، بما في ذلك أفراد العائلة والأصدقاء.

4

١٢. احمدوا الله وأحبوا الحياة التي اخترتموها.

ذكروا بعضكم البعض بكل ما يجعلكم ثنائياً مميزاً، وعائلة مميزة. استمتعوا بعمل ما تحبون، واجعلوه جزءاً من نمط حياتكم.

١٣. تعلموا قول “ أنا آسف، لم أقصد ذلك.”

انظروا في عيني الشريك عند قولكم هذا واعنوا ما تقولون. ومن ثم قوموا بعمل ما بوسعكم لتحسين الموقف.

١٤. انسوا الماضي وابدأوا رحلة حياتكم معاً

ليس هناك داع للتحدث عن ماضي كل منكم. عليكم، كزوجين، الحصول على بداية جديدة، فأنتم أناس مختلفون الآن. إن ماضي الشريك ليس مهماً، وليس من الضروري أن تقوما بتذكير بعضكم البعض بقصص أصبحت من الماضي. بهذه الطريقة ستتمتعان بعلاقة صحية، وستحظيان بحياة طويلة معاً، حياة مليئة بالسعادة والفرح.

١٥. كونوا معاً، دائماً، ومهما حصل.

قوموا بتذكير أنفسكم: “ إن أهم شيء هو أننا بصحة جيدة وأننا بجانب بعضنا البعض”. إن الحياة فيها كل شيء، من الحزن إلى الفرح، ووقوفكم بجانب بعضكم البعض في كل الظروف سينقل علاقتكم إلى مستوى آخر.

١٦. كن حليفاً لشريكك أمام أطفالك

ستقومون أثناء تربيتكم لأطفالكم بارتكاب الأخطاء، وسيأتي وقت تشعرون به أن شركاؤكم لا يتصرفون بشكل منطقي على الإطلاق. لاتظهروا هذا أمام الأطفال، وادعموا بعضكم البعض، واعثروا على أعذار جيدة لهم وقوموا بشرح هذه الأعذار لأطفالكم. تستطيعون فيما بعد الحديث لوحدكم وتعديل تصرفاتكم مع أطفالكم بناءاً على ما تتفقون عليه. يجب أن يرى الأطفال أهلهم كوحدة واحدة، وإلا قد يؤدي غير ذلك إلى زعزعة ثقة الأطفال بأنفسهم وإلى تراكم الذكريات السيئة لديهم، وذلك عندما يرون أهلهم يتشاجرون ويتخذون قرارات صعبة أمامهم.

لقد علمتني هذه الدروس الستة عشرة كيف أحب زوجي وأرتني من هو على حقيقته، وليس كما أريده أنا أن يكون.

حاولوا أن تتفهموا وأن تعيشوا المعنى الحقيقي للكلمات التالية وأن تمارسوها في حياتكم دائماً: “أنا أحب نفسي.. أنا أحبك.. وأنا أحبنا.”

مواضيع قد تهمك

الأكثر شعبية