قصص أمهات

حكايات أم الأولاد: أنا أم سيئة!

حكايات أم الأولاد: أنا أم سيئة!
النشر : فبراير 14 , 2018
آخر تحديث : سبتمبر 25 , 2023

بقلم: مي نجم الدين، أم لتوأم

كنت من أوائل الذين شاهدوا فيلم هوليوود Bad Moms، فقد كنت أبحث عنه حتى وجدته ورغم أنه فيلم اجتماعي بسيط جداً إلا أنني تعمّقت بفكرته وبدأت أسأل نفسي سؤال مرهق جداً… هل أنا أم سيئة؟! وكانت إجابتي: نعم بالطبع!

أنظر إلى الصغيرين وهما نائمين مثل ملاكين بريئين وأنا أتذكر قبل بضع ساعات حين أنبتهما بعد أن كسرا كوب القهوة المفضل لدي… أتذكر عندما خالفت أوامر أخصائي النطق وأجلستهما أمام التلفاز بالساعات حتى أنتهي من مشاهدة فيلم أو قراءة كتاب… أتذكر كم يسرقني الوقت فلا أستطيع عمل وجبة صحية لهما فأقوم بطلب بيتزا من الخارج أو تركهما مع بعض حبوب الإفطار حتى أنتهي من تحضير وجبتنا!

أنا أم سيئة رغم كل شيء! أتصرف أحياناً بأنانية فأنسى نفسي بضع ساعات لأخرج مع أصدقاء لم أرهم منذ زمن أو أقوم بحضور حفل أو مناسبة دونهما أو حتى للخروج بمفردي للذهاب إلى السينما أو لتناول مشروب ساخن بإحدى الأماكن المفضلة إليّ وأنا أتأمل البرد والمطر من وراء النافذة…

مي تلعب مع أطفالها

أنا أم سيئة حيث أحياناً أستغل وقت نوم أطفالي في أي شيء عدا ترتيب البيت وتنظيفه فبدلاً من ذلك أقوم بكتابة خاطرة ما أو صنع قطعة إكسسوار أو أكتفي بمجرد الاستلقاء أمام التلفاز وبجانبي وجبة خفيفة، أقلب بين قنوات التلفاز بكل أريحية!

فأنا أشعر دائماً أنني أم سيئة…رغم كل شيء! رغم أوقات اللعب التي أقضيها معهما نلهو بلا حدود أو قوانين، بالرغم من الوقت والمال الذي أنفقه حتى أنتقي لهم أفضل الألعاب على حساب أشياء أخرى، وبالرغم من رائحة خبز الكعك والبسكويت التي تملأ منزلنا عادة حتى أقدم لهما ما يحبانه ورغم حياتي التي تملأها القرارات والأحلام التي تتأجل مع الوقت كل ما كبرا وزادت متطلباتهما ومشاكلهما…

أنظر إلى صديقات وزميلات العمل والدراسة، معظمهن أحرزن تقدماً ملحوظاً وأنا لا زلت أتقدم بخطوات بطيئة بسيطة…

ومع كل هذا وعند انتهاء اليوم… أنظر إليهما وهما نائمين فأحتضنهما وبدون أن أشعر تبدأ دموعي الحائرة بالانهمار… هل أنا أم سيئة فعلاً… هل أبليت بلاءً حسناً اليوم؟! فلا يمر يوم دون أن أعاتب نفسي حتى لو مرضا أشعر أن ما حصل لهما هو بسببي لربما أهملت!

أشعر أنني لست الوحيدة التي تفكر أو تشعر بهذه الطريقة، لأنه ومع اختلاف الظروف والمواقف جميعنا أمهات سيئات… هذا اعتراف قوي يدلي به من يجرؤ فقط! ولكن في النهاية هذه هي سنّة الحياة والغريزة التي تخلق مع الأمومة… الخوف على الصغار لدرجة عتاب النفس على كل صغيرة وكبيرة في حياتهم…

ولذلك قررت في عامي الجديد أن اعتذر لهما عن أي شيء صدر عن تصرفاتي أو ما قد يحدث بالمستقبل وأنا أمهما لأنني سأبقى أبذل جهدي لتربيتهما ورعايتهما إلا أنني لن أغير شيئاً… سأسرق بعض اللحظات لنفسي بين الحين والآخر!

أما أنت أيتها الأم الشجاعة التي تعترف بأنها أم سيئة فلك مني عناق وتحية ونصيحة أخيرة: ليس من المهم أو العيب أن تشعري بهذا الشعور، فأنت تؤدين دوراً من أصعب الأدوار في العالم وهو تربية إنسان صغير والاعتناء به، استمري في العطاء وتوزيع الأحضان والقبلات… تذكري أطفالك دائماً ولكن لا تنسي نفسك..


الآراء ووجهات النظر الواردة في هذا المقال لا تعبر بالضرورة عن آراء أو وجهات النظر أو السياسات الرسمية لموقع أمهات ٣٦٠.

مواضيع قد تهمك

الأكثر شعبية