قصص أمهات

تجربتي مع ابنتي وتعليمها اللغة العربية

تجربتي مع ابنتي وتعليمها اللغة العربية
النشر : أبريل 01 , 2017
آخر تحديث : أغسطس 07 , 2022

هل أصبحت اللغة العربية "موضة قديمة" في عالم أطفالنا هذا اليوم؟

ليس أمرًا جديدًا الاجتياح الفكري والثقافي الذي تتعرض له بلادنا وعالمنا وليس بالأمر السهل مقاومة هذا الاجتياح الفكري بجهد شخصي ولا حتى جماعي، فقد أصبحت اللغات الأجنبية متطلبًا أساسيًا للحياة في بلادنا العربية بل ومتطلب بقاء وارتقاء، لسيطرة العمالة الوافدة على عالم الأعمال، في بعضها. لكن ذلك كله غير مبرر – بالنسبة لي على الأقل- لاستبدال لغتنا العربية وإلغاء وجودها من حياة أطفالنا، فالطفل ذكي وقادر على التعلم أكثر مما نتوقع وقادر على اكتساب أكثر من لغة، هل هنالك داعٍ حقًا لاستبدال لغتنا؟

أحدثكم اليوم عن تجربتي مع ابنتي ذات الـ ٢٠ شهرًا والتي بدأت بتعليمها الأحرف والكلمات منذ أن كان عمرها 8 شهور، كنت أقرأ لها القصص وأريها الكتب والبطاقات منذ هذا العمر الصغير، وكنت أحاكيها منذ أن حملتها بين يدي، فهذه إحدى مناهج التربية الحديثة التي تشجع على تعليم وتثقيف الطفل منذ الولادة. وموضوعي اليوم هو عن تعليم اللغات.

لأنني تعرضت كثيرًا للانتقاد من حولي بأن ابنتي تتحدث العربية الفصحى ولأنني تفاجأت بكثير من الناس يحاول مبادرة الحديث مع تاليا بالإنجليزية قررت أن أكتب هذا المقال.

أحدثكم من خلفية قوية في اللغات فأنا درست ٥ لغات خلال مسيرة تعليمي، وبحكم دراستي لعلم اللغات أعي تمامًا أن هنالك دراسات حديثة تثبت أن الأطفال لن يتمكنوا من إتقان لغات متعددة إلا إذا أتقن اللغة الأم أولاً وأن تعليم أكثر من لغة قبل عمر٣ سنوات سيسبب الإرباك للطفل ويضعف اكتسابه للغات الثانية، أما بعد هذا السن فيصبح الطفل قادرًا على دراسة أكثر من لغة وتعلمها بشكل متوازي.

ولأنني تعرضت كثيرًا للانتقاد من حولي بأن ابنتي تتحدث العربية الفصحى ولأنني تفاجأت بكثير من الناس يحاول مبادرة الحديث مع تاليا بالإنجليزية قررت أن أكتب هذا المقال، يؤسفني جدًا أن الأمر المُسلّم والمتوقع هو أننا أصبحنا نتوقع أن الأطفال يجب أن نحادثهم بالإنجليزية وأن نغني لهم أغنيات وأهازيج إنجليزية ونقرأ لهم قصص إنجليزية رغم توفر المصادر العربية بكثرة.

أرجوكم! لنكن فخورين بتعليم أبناءنا لغتنا العربية ولنظهر لهم المثال الأفضل، فخرنا بأصولنا العربية، ولنشجعهم أيضَا على تعلم اللغات الأخرى، فليكونوا خيرًا منا وأصحاب علم وثقافات متعددة، تفتخر بأصولها ولغتها وثقافتها أولًا وتتقبل الآخر أيضَا.

وبمناسبة عيد قناة سبيس تون السابع عشر هذا الشهر، فقد اخترت أن أتقدم لهم بكل الشكر لكونهم قناة أطفال تربيت ونشأت أنا على أغانيها وبرامجها، ولا زلت حتى اليوم أحفظ أغانيها، فهي ليست فقط ممتعة وهادفة بل وإنها تتحدث باللغة العربية الفصحى التي أصبحت غائبة عن كثير من البرامج التلفزيونية وبكل فخر أقول أن ابنتي تعلمت الكثير من الكلمات الصحيحة من برامج مثل افتح يا سمسم و ماشا والدب، بالإضافة للأغاني الممتعة باللحن والكلمات والتصوير، حتى إن سلوك ابنتي يتبع بكثير اقتنائها لسلوكيات إيجابية من هذه البرامج والأغاني، فروتين تنظيف الأسنان صباحًا ومساء يعود الفضل به لأغنية برنامج "افتح يا سمسم" وحبها لتناول البيض بسبب أغنية "فلفول، بيضة" وإتقانها لكلمات مثل "إلى اللقاء، مع السلامة، وقيلولة" في عمر 14 شهرًا ما هو إلا نتاج هذه الأدوات. فخورة جدًا بهذا الإنجاز الذي أحققه بتعليم ابنتي وشكري اليوم يعود لقناة سبيس تون ولمؤسسات إنتاج كبرى مثل "مبادلة" لتقديم برامج هادفة مثل "افتح يا سمسم". وأنصح الأمهات أيضَا ببعض الكتب التالية: مجموعة حكاياتي من أروع ما يكون، فهي قصص مصوّرة بدون كلمات، تحفز الطفل على ابتكار قصة من نسج خياله بناءً على الصورة، بالإضافة لقصص أخرى تعلّم الحروف وغيرها. كما أنصح بمجموعة قصص الكاتبة تغريد النجار، قصص بريئة تحاكي تراثنا وتجدونها لدى دار السلوى للنشر.

مواضيع قد تهمك

الأكثر شعبية