مذكرات

لن أفقد الأمل قبل حدوث المعجزة!

لن أفقد الأمل قبل حدوث المعجزة!
النشر : مارس 18 , 2019
آخر تحديث : سبتمبر 05 , 2021
أكتب هنا سلسلة من المقالات أسميتها "تجاربي مع الأمل"، أنا شخص علمي يوجهني الجانب الأيسر من عقلي في كل أموري، ما عدا... المزيد

"حظ المبتدئين؟"
"الثالثة ثابتة؟"
"سحر الرقم سبعة؟"

والقائمة تطول وتطول بشكل مؤسف، مع كل محاولة تلقيح اصطناعي ترتفع آمالنا ومع كل محاولة فاشلة يكون الانهيار أكبر، تشعر في بعض الأحيان وكأن الأمل مزحة قاسية تتكرر بشكل مستمر وعليك القيام بشيءٍ ما لإيقافها.

في مثل هذا الوقت من العام الماضي بدأت بزيارة معالجٍ نفسي، فقد أصبحت نوبات القلق والتوتر شيئاً مستمراً في حياتي لدرجة أنني كنت أحبس نفسي في مكتبي وأشعر بأني مشلولة تماماً وغير قادرة على التنفس، فكان لابد من القيام بشيءٍ حيال هذا الأمر بأسرع وقت.

لم أر معالجتي الرائعة سوى لبضع جلسات لكنها استطاعت أن تصنع خلالها العجائب، وكانت سبباً في تغيُّر نظرتي لنفسي وللعالم من حولي، تحدثنا عن مشاكل الخصوبة بطرق لم أتطرق لها ولم تخطر على بالي من قبل، خلال العلاج وصلنا إلى نتيجة منطقية جداً بأن رحلتنا مع التلقيح الاصطناعي لن تنتهي هنا، بل هي رحلة يجب علينا القيام بها لكي نتخلص من أي شعور بالندم في وقتٍ لاحق، فأنا حين أصبح في السابعة والثلاثين أو في الخامسة والأربعين من عمري لا أريد أن أشعر بالندم لأنني لم أقم بهذه الخطوة الإضافية التي كان "من الممكن" أن تكون هي الحل! عدم الشعور بأي ندم لاحقاً كان هو الجواب الذي احتجت سماعه لأشعر بالسلام الداخلي والراحة.

بعد ثلاثة أسابيع رأيت أول فحص حملٍ إيجابي لي، لا زلت أشعر بالقشعريرة كلما تذكرت تلك اللحظة، لم يكن هناك أي كلمات تصف شعورنا الغامر بالبهجة والسعادة، كان هذا سرنا الصغير لفترة من الوقت وبعد أسبوعين سمعنا نبض طفلنا الصغير لأول مرة،

شاركنا الخبر مع المقربين من عائلتينا، وفي لحظة كنت قد نسيت كل الألم والحقن والعمليات الجراحية والدموع التي مررت بها وكأنها لم تكن، لم نكن لنسمح لأي شيء أن يعكر صفو فرحتنا وتجربتنا هذه التي انتظرناها طويلاً.

لكن انتهى بنا الأمر بأن تعرضت للإجهاض بعدها بمدة قصيرة بعدما تعرض جسمي لمجموعةٍ من الالتهابات التي استمرت لأكثر من 7 أسابيع كان فيها الألم شديداً جداً، كانت كل خلية في جسمي تؤلمني لكن الألم الأكبر كان في قلبي، كنت أدعو لطفلي بأن يكون قوياً بما يكفي ليتخطى كل هذا الاضطراب والتخبط الحاصل في جسمي.. لكنه القدر.

حلمت بطفلي قبل أن أقفده بليلة واحدة.. رأيت كل تفاصيل وجهه، كان بين يدي ملفوفاً بغطاءٍ أبيض. يقولون بأن الولادة لا تتعلق فقط بإنجاب الأطفال بل بصنع الأمهات أيضاً، مع احترامي لمن قال ذلك لكني لا أتفق مع هذا الكلام، صحيحٌ أني لم أنجب طفلي ولم أخض تجربة ولادته إلا أنني اختبرت الأمومة بتفاصيلها الجميلة، فكنت أماً له كما لو أنني أنجبته فعلاً!

في بعض الأحيان أجد صعوبة في التغلب على مشاعر القلق والخوف لدي، فأحتاج لأن أثبت لنفسي دائماً وأذكرها بأنني بشر وأن الشعور بالإحباط في الحياة يكون في بعض الأحيان أمراً لا مفر منه، ويبقى المفتاح لذلك كله ألا نفقد الامل ابداً قبل أن تحدث المعجزة! وهنا أعزائي يبدأ سحر الحياة ورونقها! 

مواضيع قد تهمك

الأكثر شعبية