قصص أمهات

"نعم" كلمة قصيرة غيَّرت حياتي كأم!

نعم كلمة قصيرة غيَّرت حياتي كأم!
النشر : فبراير 21 , 2019
آخر تحديث : أبريل 12 , 2021

في كثير من الأحيان عندما أشعر بأن بعض الأمور في حياتي بدأت في الخروج عن السيطرة، أصاب بالقلق وأبذل كل ما بوسعي لكي يعود كل شيء لما كان عليه سابقاً، لكن وللأسف فإن كل هذا التوتر والقلق الذي يصيبني يكون على حساب أطفالي!

أجل، هذا يعني استخدامي بشكلٍ كبير لكلمة "لا"!

"لا تأكل في غرفة المعيشة"... "لا، لا تستطيع البقاء مستيقظاً لوقتٍ متأخر"

لا أخفيكم بأن ذلك كان يمنحني شعوراً جيداً – وإن كان مؤقتاً – وكأن هناك رغبة في داخلي تدفعني لكي أقول "لا" أو "توقف عن ذلك" لأطفالي لأشعر في بعض من السيطرة والقوة على ما يدور من حولي. إلا أنه، في الحقيقة، كنت أقابلهم بالرفض والنهي في كثيرٍ من المواقف ليس لأنهم هم السبب إنما بسبب عجزي عن توجيه مثل هذه الردود إلى أشخاص آخرين بالغين أتعامل معهم يومياً.

بالتالي لم يساعدني قول "لا" بتاتاً بل على العكس؛ كان كل شيء يخرج عن السيطرة أكثر مما سبق، حتى انتهى بي الأمر في حالة سيئة ومزرية جداً.

من هنا، قررت إعادة التفكير بأسلوبي في التعامل مع مشاعري الذي تحول إلى طريقة تربية سيئة جداً لأطفالي، فقد كانت رغبتي بالسلطة والتحكم بما حولي كبيرة جداً مما انعكس سلباً على أطفالي وتعاملي معهم، فأصبحوا لا يرغبون بطلب أي شيء مني أو حتى يعتقدون أنني لا أعرف معنى التسلية والمتعة.

أخذني بعض الوقت لأسيطر على مشاعري ولكنني أخيراً استطعت أن أواجه نفسي بأن لا شيء مما أتوقع سيحدث حقا، فأنا لا أستطيع التحكم بالأشخاص من حولي، فهم بالنهاية بشر وأنا لا أملك أية سلطة عليهم لأفرض ما أراه مناسباً.

كما أنني لا أستطيع التحكم بأطفالي بهذه الطريقة القلقة فهم بشرٌ أيضاً بمشاعر وأحاسيس، حتى وإن كانوا صغاراً ليس لديهم خبرة في هذا العالم.

الشيء الوحيد الذي أستطيع أن أسيطر عليه في حياتي الخاصة هو مشاعري وطريقة تفاعلي مع من هم حولي، وأهمهم بالنسبة لي في هذا الوقت أطفالي.

فأنا الآن أقوم بالتنفيس عن غضبي وإحباطي على جهاز الركض أو في غرفتي أو وأنا وحيدة في سيارتي حيث لا يمكن لأحد سماع صراخي أو بكائي، ثم أقوم باستغلال الوقت بعد ذلك لأقضيه مع أطفالي لتعليمهم بطريقة أفضل بعيداً عن الصراخ والرفض المتواصل كأن أقول لهم: "عندما أكلت في غرفة المعيشة المرة الماضية، تركت طعامك على الطاولة. هل ستتذكر أن تنظفه هذه المرة؟".. "عندما بقيت مستيقظاً لوقتٍ متأخر في المرة الماضية بقيت متوتراً ومرهقاً في اليوم التالي، أعتقد بأن عطلة نهاية الأسبوع ستكون أفضل للسهر".

ربما لا زلت أقول لا لقيادة الدراجة في وسط الشارع وغيرها من الأمور، أي أنني لم أصبح سهلة المراس فجأةً، لكنني أصبحت أعبر عن نفسي وحاجتي لبعض من التحكم والسيطرة في حياتي بطريقة إيجابية.

أقولها لكِ بصراحة، إن المجهود الذي يأخذه منك قول "نعم" أو "ربما، لنفكر سويةً بالموضوع" ومن ثم مناقشة الموضوع بطريقة موضوعية مع الأطفال، أقل بكثير من قول "لا!" والتعامل لاحقاً مع التداعيات ونوبات الغضب والعصبية والاعتذار لي ولهم.  

لن يتعلم الأطفال شيئاً من رفض طلباتهم أو مشاعرهم أو احتياجاتهم دون شرحٍ أو تفسير، إلا أن يتوقفوا عن طلب أي شيء من الأساس.

لذا فأنا أبذل كل ما في وسعي لأكون أماً إيجابية تجيب أبناءها بـ "نعم" وتتفهمهم وتناقشهم في كافة الأمور. لأن أطفالي يستحقون ذلك وأنا أستحق ما يرافق ذلك من هدوء وراحة بال أيضاً.

 

*صدر المقال باللغة الإنجليزية على موقع Alphamom.


اقرئي أبضاً:
العصبية والصراخ على الأطفال: هل ينفعان حقاً؟!
العصبية والصراخ على الأطفال: كيف أتمالك نفسي قبل أن أنفجر في وجه طفلي؟
ما هي أنواع نوبات الغضب وكيفية التعامل معها؟
بهذه الطريقة يمكنك إقناع طفلك أن يطفئ التلفاز بكل هدوء!
٥ خطوات تساعدك على التعامل مع سلوك طفلك الخاطىء
لغة الحوار مع طفلي هي إنجازي!
6 طرق تساعدكِ في تجاوز ضغوطات الحياة الصعبة وتدبرها

مواضيع قد تهمك

الأكثر شعبية