قصص أمهات

نصيحة واحدة جعلت زوجي جزء لا يتجزأ من رحلتي مع الحمل!

نصيحة واحدة جعلت زوجي جزء لا يتجزأ من رحلتي مع الحمل!
النشر : يونيو 16 , 2020
آخر تحديث : سبتمبر 25 , 2023
أم لطفل اسمه جبل، ناشطة في مواقع التواصل الاجتماعي فيما يخص الحياة اليومية والعناية بالصحة العامة وصحة الأم والطفل. خريجة بكالوريوس إدارة أعمال... المزيد

كانت ردة فعل عاطفية جداً تلك التي أبداها زوجي حين علم بخبر حملي، دمعت عيناه فرحاً لهذا الخبر اللطيف.. وظهر لي وكأنه قد حاز الدنيا بما فيها!

إلا أنني وبعد عدة أيام من معرفتنا بخبر الحمل حسب فحوصات المنزل والمختبر، ذهبت أنا ووالدتي إلى طبيب النسائية الذي تتعامل معه والدتي منذ حملها بنا، وعند دخولي كانت برفقة الطبيب طبيبة نسائية رائعة تتواجد دوماً في العيادة.

وبعد الفحص والتأكد من كيس الحمل قالت لي: "أين زوجك؟"

قلت لها: "بالشغل".

فأجابتني: "لااا لازم يجي معك هو، مش والدتك!".

وأكملت قائلة: "هذا الطفل القادم هو طفله ويتوجب عليه أن يشهد تطوره ونموه في رحمك طيلة فترة الحمل، فهذا سيزيد من مشاعر الأبوة لديه

كما أنه سيدرك أنك لا شك ستمرين خلال هذه التسعة أشهر بتقلبات مزاجية كبيرة واختلافات بجسمك ورغباتك ومشاعرك أسبوعاً تلو الآخر، وهذا ما سنشرحه له بشكل علمي كي لا يؤثر الحمل على سير العلاقة الزوجية بينكما"

وبالفعل في موعد الزيارة الثانية ذهبنا أنا وزوجي، ورأيته مهتماً بكافة التفاصيل التي تم شرحها له من قبل الطبيب، وأذكر يومها بعد عودتنا أننا قمنا بتحميل تطبيق باللغة الانجليزية يتابع حمل المرأة يوماّ بعد يوم.

وفي بداية كل أسبوع يوضح لنا ما هي الأعضاء التي تتطور خلال هذا الأسبوع من الحمل وما هي مقاسات الجنين التقريبية، إضافة إلى رسوم ملونة ثلاثية الأبعاد تشبه شكل الجنين في الرحم إلى حد كبير.

فأصبح زوجي ينتظر بداية كل أسبوع بفارغ الصبر كي يعرف ما الذي يتطور في الجنين وكم سيصبح حجمه في هذا الأسبوع، كما أنه كان ينتظر موعد زيارة الطبيب بحماسٍ كبير كي يرى طفله القادم وهو يكبر وينمو أمام عينيه، ثم يأخذ الصورة من جهاز الفحص ليحتفظ بها بحب كبير.

وخلال فترة الحمل أصبحت قلقة ومتوترة بعض الشيء، وفي أحيانٍ كثيرة كنت أغضب وأبكي لأسباب بسيطة، فكنت أوقظ زوجي في منتصف الليل أبكي بكاءً شديداً دون أي سببٍ واضح.

إلا أنه كان متفهماً ومستمعاً جيداً، كما أن اهتمامه بي وبنوعية طعامي قد ازداد كثيراً. 

أذكر أنه كان يبحث خلال الليل عبر الإنترنت عن أنواع الأغذية التي تحتوي على الأوميغا3، ليحضرها لي في اليوم التالي بعد أن عرف أن الأوميغا3 تساعد في تحسين المزاج لدى المرأة الحامل، كما أن هناك دراسات تفيد بانها تزيد من ذكاء الجنين أيضاً.

هذا الاهتمام الذي أبداه زوجي جعلني أتخطى مرحلة كبيرة من التعب النفسي والإرهاق الفكري، وهو الأمر الذي نبهتني إليه الطبيبة في بداية حملي واعتبرته ضرورياً كي أحظى بحمل يسير ومريح.

وعندما اقترب موعد ولادتي ازداد الخوف لدي وطلبت من الأطباء أن يدخل زوجي معي إلى غرفة الولادة مهما كانت الظرف، وبالفعل في يوم الولادة بعد أن أدخلوني إلى غرفة الولادة، كنت خائفة بشكل كبير، وما ان رأيت زوجي يدخل بلباس غرفة العمليات إلى الغرفة حتى اطمأنت نفسي وتضاءل الخوف في داخلي بشكل كبير.

وبعد عودتنا مع صغيرنا إلى المنزل كان لديه حس كبير بالمسؤولية تجاهي وتجاه الطفل، فكان يحتضنه ويداعبه ويطعمه ويساعدني في تهدئته ونومه.

كما أنه احترم قراري عندما قررت التوقف عن الرضاعة الطبيعة، الأمر الذي جعلني أتخطى حاجز الشعور بالذنب الذي يصيب الأمهات عادةً بعد قرارهن بعدم المضي في رحلة الرضاعة الطبيعية.

وقوف زوجي إلى جانبي خلال هذه الفترة كان يعني لي الكثير، فلم أجد نفسي وحيدة بعد التغيير الكبير الذي حل في حياتنا، وجدولنا اليومي الذي تغير بالكامل. 

فلولا هذه المواقف التي ساندني فيها زوجي مجتمعة منذ بداية الحمل، لكنت الآن أكثر عرضة للتقلبات السلبية التي تحدث بعد الولادة مباشرة مثل اكتئاب ما بعد الولادة الذي تتعرض له الكثير من الأمهات.

قدمت الطبيبة لي معروفاً كبيراً عندما طلبت أن يأتي زوجي في مواعيد المراجعات، وهذا ما تفعله بالتأكيد مع كافة مراجعاتها.

أتمنى أن يعمم هذا الأمر فيصبح ملزماً، أن يطلب الطبيب حضور الزوج وتوعيته وتثقيفه فيما يخص كافة تفاصيل حمل زوجته ووكل ما يخص طفله القادم إلى الحياة.

والأروع من هذا هو دخول الزوج مع الزوجة إلى غرفة الولادة، يا لها من لحظات خيالية لا تنسى حين يتشاركها الزوجان سوية

لا أدري حقاً ما هي أسباب التعقيدات الموجودة في بعض المستشفيات! والتي تمنع دخول الزوج إلى غرفة الولادة، إلا أنني أتمنى أن يصبح الأمر طبيعياً في كافة المستشفيات ومع الجميع.

لن يتخيل أحد مدى الراحة التي أحسست بها بعد أن دخل زوجي إلى غرفة الولادة، على الرغم من ثقتي الكبيرة بالكادر الطبي وتعاملهم الرائع.

الدعم النفسي أمر عظيم جداً تحتاجه المرأة بعد الولادة بشدة، ويجب أن يدرك كل زوج أهمية هذا الدعم وأن يكرم زوجته به.

برأيي الشخصي أرى أنه لا بد من عمل حملات توعية للأزواج عن مدى أهمية مساندة الزوج لزوجته وما هي النتائج الرائعة المترتبة على هذه المساندة، وأن تكون هذه الحملات من خلال أطباء متخصصين، وعن طريق مراكز الأمومة ومنصات مواقع التواصل الاجتماعي والأشخاص المؤثرين فيها.


اقرئي أيضاً:

5 حالات صحية شائعة تؤثر على الحمل
تسمم الحمل: أسبابه، علامات حدوثه، وكيف تتعاملين معه
فقدان الحمل المتكرر
المشاكل التي قد تواجهها المرأة في الثلث الثاني من الحمل
8 أمور تعلمتها من حملي الأول

مواضيع قد تهمك

الأكثر شعبية