صحة الأطفال الرضع

حكايات أم الأولاد: طهارة الملائكة!

حكايات أم الأولاد: طهارة الملائكة!
النشر : أبريل 24 , 2017
آخر تحديث : سبتمبر 25 , 2023
الدليل الشامل للأمهات في العالم العربي المزيد

 

بقلم: مي نجم الدين
من أصعب الأمور التي تواجه أي أم منتظرة جنين ولد هو موضوع الطهور. حيث يصبح من أكبر همومها التي تفكر فيها وتسأل عنها. وبالطبع، أصبح هذا الموضوع من أكبر مخاوفي عندما علمت بحملي في ولدين! فقمت بمناقشة الأمر مع طبيبي وسألته عن الوقت المناسب لعمل هذه العملية للأولاد، بحيث لا تسبب لهم ألم شديد. فقال لي أنّ أنسب وقت هو بعد الولادة مباشرة، حيث يكون المولود صغير ومراكز الإحساس لديه ضعيفة فلا يشعر بالألم الشديد. وبالفعل، اتفقنا مع طبيب الأطفال الذي سيرافق طبيبي في عملية الولادة بعملها للأولاد فور ولادتهم. ولكن، للأسف التوأم كان وزنهم قليل جداً، تراوح ما بين 2-2,3 كيلو غرام، فقد أخبرنا طبيب الأطفال في أول زيارة بعد الولادة، أن وزن كل طفل يجب أن يصل إلى 3 كيلوغرام على الأقل حتى يستطيع القيام بالعملية! قمنا بمتابعة وزن التوأم حتى بلغوا من العمر ثلاثة شهور، عندها قررنا عمل هذه العملية وقام طبيب الأطفال بترشيح جراح معروف للقيام بها. وكانت المفاجأة عندما قام الطبيب الجراح بالكشف عليهم، حيث وجد أن أحد الطفلين "سليم"، يعاني من انسداد في مجرى البول، الذي يسمى "بطهارة الملائكة"! فقال لنا أنه كان من الممكن حدوث كارثة حقيقية لو قمنا بعملية الطهور في هذه الحالة وأنه من الواضح أن سليم يعاني كلما كان يقوم بإخراج البول، لكنه شرح لنا أن هذا الانسداد هو عيب خلقي ليس له سبب معين، حيث يخرج البول من الجسم من خلال فتحة دقيقة جداً تحت الفتحة الأصلية. عندها تذكرت ملاحظة والدتي في أحد الأيام، عندما قالت لي أن سليم يقوم بإخراج البول من الجانب بشكل يكاد يكون غير طبيعي! في تلك الزيارة، قام الطبيب بإجراء عملية الطهور العادية لمروان توأمه، وقام بتوسيع الفتحة الصغيرة التي يخرج منها البول حتى تخف معاناة سليم إلى حين إجراء العملية الجراحية، التي يقوم بها في عمل مجرى بول طبيعي وسد الفتحة الموجودة، وذلك عن طريق ترقيعها بالجلدة الزائدة الموجودة حول عضوه الذكري وهي ما تسمى بعملية الطهارة، أي ثلاث عمليات داخل عملية واحدة، بالإضافة إلى عملية تجميلية للعضو الذكرى. وبالطبع، لأن كل هذ العمليات تحتاج إلى تخدير عام فقام الطبيب بتأجيل العملية حتى ينهي سليم شهره السادس لكي يتحمله.

ومنذ تلك اللحظة وطوال هذه الأشهر لم أنسى أمر العملية، فبدأت ابحث عن طريق جوجل عن هذا الأمر، وقرأت عنه الكثير وخاصة في موسوعة دكتور سبوك أشهر موسوعة خاصة بالأطفال والمواليد. ولكن في الحقيقة، لم أجد الكثير من المعلومات عن الحالات التي تشبه حالة ابني إلا القليل!

لذلك، عند أول زيارة لطبيب أطفالي سألته عن العملية فقال أن هذه العملية ليست صعبة ولكنها دقيقة جداً ونتائجها لا تظهر إلا بعد سنوات وتحتاج لجراح متمكن، لديه خبرة كافية. وعندها قام بمشاركتي قصة عن تجربة خاصة لأحد أقاربه المقيمين في أمريكا، الذي أتى إلى مصر ليعالج طفله من أثار هذه العملية التي أجريت له وهو رضيع وللأسف لم تجرى بشكل صحيح، فكانت النتيجة أن الولد عندما بلغ 7 سنوات أصبح عضوه الذكرى مشوهاً! فلجأ إلى هذا الجراح ليقوم بتصحيح شكل عضوه وعلاجه. وأنّ هناك حالة أخرى لطفل، للأسف لم يعرف طبيبه الجراح عن مشكلته فقام بإجراء عملية طهور عادية، لتحدث المأساة عندما وصل الولد لمرحلة البلوغ وظهرت علامات التشوه واضحة على عضوه الذكري مما أدى إلى حدوث مشاكل في الإخراج.

                                                   2

أنهى سليم شهره السادس ودخل في منتصف السابع، واقترب موعد العملية، قمنا بزيارة الطبيب وقام بدوره بالتأكد من وزن سليم ثم حدد لنا الموعد الفعلي للعملية. وفي يوم العملية، استغرقت ساعتين كاملتين ولأن ابني يعاني من حساسية فقد عانى كثيراً بعد العملية من التخدير، حيث عمل على تهييج الشعب الهوائية لسليم واحتاج لمساعدة من الطبيب حتى يتنفس بسهولة. بعد خروج سليم من المستشفى وعودتنا إلى المنزل، عانيت معه في أول اسبوع حتى اعتدت على تغيير الجرح له -من الخارج فقط-، بعد ذلك ذهبنا إلى طبيبه الجراح، الذي قام بتغيير الجرح من الداخل واطمأن على شكل عضوه. والحمد لله، عندها بشرنا بنجاح العملية. ومن هنا، أصبح التغيير للجرح أسهل وأصبح الألم أبسط على سليم حتى تخلصنا من الغيار بعد أقل من شهر تقريباً، وعاد ابني إلى ممارسة حياته الطبيعية، مع دوام ملاحظتي بأن البول ينزل من مجراه الطبيعي، ولكن هناك أمر سيء أعاني منه حتى الآن بعض الشيء، وهو أمر نفسي، فقد أصبح سليم حساس جداً ويميل إلى الخوف خاصة عند بعدي عنه، وأعتقد أن هذا يعود إلى إدراكه، أنه تم أخذه من بين يدي إلى غرفة عمليات باردة وبين غرباء كثيرون. نصيحتي لكِ:

  • عند زيارتك لطبيب الأطفال اطلبي منه أن يفحص هذا الجزء جيداً واسأليه عن هذا الأمر.
  • لابد من ملاحظة مكان خروج البول عند تغييرك حفاض طفلك، فإن وجدتيه يخرج ببعض الميل فمن المحتمل أنه يعاني من هذا الأمر.
  • انتبهي له هل يعاني عند إخراجه للبول أم لا، واعرفي بالضبط مكان الفتحة التي يخرج منها البول.
  • لا تتأخري في القيام بالعملية لطفلك فأنسب سن هو ما بين الـ ٦ شهور والـ ٨ شهور، لأن الطفل يمكنه تحمّل التخدير العام ومن ناحية أخرى لا يمكنه المشي أو الحبي، فلن يتألم كثيراً ولن تؤثر حركة قدميه على الجرح.
  • قومي باختيار الطبيب الجراح بعناية فائقة لأنها عملية كبيرة وتحتاج دقة متناهية فهي ثلاث عمليات في عملية واحدة، وعادة ما يتبعها جزء تجميلي في النهاية.
  • من أهم الأمور، هي نظافة الجرح. حاولي أن تقومي بتغيير الجرح بنفسك وبيديك بعد غسلهما وتعقيمهما وفى الأيام الأولى قومي باستخدام حفاضتين كل واحدة توضع عكس الأخرى.
  • قومي بالمتابعة مع الجراح بشكل دوري حتى تطمئني على شكل العضو ونموه بشكل طبيعي دون تقوس أو تشوه، لمدة لا تقل عن سنة، وقومي أنت بمتابعة طريقة خروج البول وهل يخرج من مكانه الصحيح أم أن هناك مشكلة.
  • أخيراً، اغمريه بالحب والحنان في الشهور الأولى بعد العملية وحاولي احتوائه طوال الوقت حتى لا تؤثر هذه التجربة عليه.

 

اقرئي أيضاً:

مواضيع قد تهمك

الأكثر شعبية