قبل الحمل

تأخر الحمل وانخفاض مستوى الخصوبة

تأخر الحمل وانخفاض مستوى الخصوبة
النشر : ديسمبر 06 , 2016
آخر تحديث : مايو 18 , 2022
طبيب اردني اخصائي نسائية وتوليد انهى دراسة الطب الاولى من الاردن ثم تابع دراسته في الولايات المتحدة الامريكيه , يحمل شهادة البورد... المزيد

ما هو العقم؟

يعرَّف العقم بعدم القدرة على إحداث الحمل بعد ١٢ شهراً من العلاقة الزوجية المتكررة وبدون استخدام وسائل منع الحمل. وهو يصيب ١٤٪ من الأزواج.

قد يكون استعمال مصطلح “العقم” غير دقيق، وبالتالي يستبدل بمصطلح “آنخفاض مستوى الخصوبة”، وهو يعتبر مصطلحاً أدق لوصف هذه الحالة، وخصوصاً وأن الحمل والإنجاب يحدث في النهاية في حالة معظم الأزواج.

هناك مصطلح آخر من المهم معرفته، وهو “القابلية للحمل”، وهي تعرَّف باحتمالية حدوث الحمل في الدورة الشهرية الواحدة. تعتمد القابلية للحمل على عدة عوامل أهمها عمر المرأة، وبالتالي كلما تقدمت المرأة بالعمر كلما قل عندها مستوى القابلية للحمل.

يصبح انخفاض القابلية للحمل ملحوظاً بعد سن الثلاثين، ويصبح أكثر جلاءً بعد عمر الثامنة والثلاثين. هناك عامل آخر يؤثر على القابلية للحمل وهو تكرار حدوث الجماع، وخصوصاً في فترة الإخصاب (والتي تمتد من يومين قبل الإباضة وحتى ٣ أيام بعدها)

وعليه، يجب عمل تقييم للعقم للأزواج الذين لم يتمكنوا من الحمل بعد ١٢ شهراً من الجماع المتكرر وبدون استخدام وسائل منع الحمل، ويتم عمل التقييم بعد فترة أقل إذا كان عمر المرأة أكثر من ٣٥ عاماً، وأيضاً في حالة النساء اللواتي يملكن مخزوناً منخفضاً من البويضات.

أسباب العقم

هناك العديد من العوامل التي قد تسبب العقم، بعض منها عند الرجل والبعض الآخر عند المرأة:

العوامل المرتبطة بالرجل:

تشكل هذه العوامل ٢٦٪ من العوامل المسببة للعقم، وهي تشمل مشاكل مرتبطة بعدد الحيوانات المنوية وجودتها.

العوامل المرتبطة بالمرأة:

  • اضطرابات في المبايض:

والتي تعني في العادة عدم انتظام الإباضة أو انخفاض في مخزون البويضات. يشكل هذا العامل ٢١٪ من أسباب العقم.

  • تلف في قناة فالوب:

وهو يشمل وجود انسداد أو تلف في قنوات فالوب. يشكل هذا العامل ١٤٪ من العوامل المسببة للعقم.

  • بطانة الرحم المهاجرة:

مرض تتواجد فيه بطانه الرحم خارج الرحم و تؤدي استجابتها للهرمونات إلى التهابات موضعية تؤثر علي احتمالات حدوث الحمل . يشكل هذا العامل ٦٪ من العوامل المسببة للعقم.

  • أسباب غير معروفة:

وهي تشكل ٣٣٪ من العوامل.

قد يكون استعمال مصطلح “العقم” غير دقيق، وبالتالي يستبدل بمصطلح “آنخفاض مستوى الخصوبة”، وهو يعتبر مصطلحاً أدق لوصف هذه الحالة، وخصوصاً وأن الحمل والإنجاب يحدث في النهاية في حالة معظم الأزواج

الفحوصات والاختبارات

تطلب الفحوصات التالية من أغلب الأزواج الذين يعانون من العقم، وهي مفيدة في الكشف عن الأسباب:

فحوصات للرجل:

يطلب تحليل للسائل المنوي لمعرفة العوامل المرتبطة بالرجل. ويعطي الزوج عينة من السائل المنوي في المختبر على الأغلب. يتم تحليل العينة بالنظر إلى حجم وتركيز السائل المنوي وإلى شكل الحيوانات المنوية وحركتها. 

فحوصات للمرأة:

إن تقييم العوامل المرتبطة بصحة المرأة أكثر تعقيداً، ويشتمل على الفحوصات التالية:

١- توثيق الإباضة

يتم عمل توثيق الإباضة عن طريق إحدى الوسائل التالية:

  • عمل فحص للبول لقياس مستوى هرمون (LH (Lutenizing hormone قبل الإباضة:

إن الارتفاع الحاد في هذا الهرمون مسؤول عن تحفيز الإباضة.

  • قياس مستوى هرمون البروجسترون في الطور الأصفري لتقييم عمل المبايض.

إن الطور الأصفري هو الفترة الزمنية الواقعة بين الإباضة والدورة الشهرية التالية.

٢- تقييم مجرى قنوات فالوب:

والذي يعني التأكد من عدم وجود انسداد في قنوات فالوب.

يتم عمل تقييم مجرى قنوات فالوب من خلال الفحوصات التالية:

  • Hystrosalpingogram:

وهي صورة أشعة باستعمال مادة ملونة.

  • Sonohystrogram:

وهي دراسة بواسطة الأمواج فوق الصوتية وباستعمال مادة ملونة.

  • Laparsopy:

  • هي عملية منظار بطني للتأكد من عدم وجود انسداد في قنوات فالوب.

٣- تقييم مخزون البويضات:

والذي يحدد امكانية إنتاج المبايض للبويضات. يتم عمل هذا التقييم للنساء فوق سن ٣٥، عاماً من العمر ولأولئك المعرضات بشكل أكبر للانخفاض الشديد في مخزون البويضات.

يتم عمل تقييم مخزون البويضات عن طريق الفحوصات التالية:

  • فحص مستوى (Follicle stimulating hormone (FSH level

  • Antral follicle count:

فحص بواسطة الأمواج فوق الصوتية والذي يتم عمله في اليوم التالي من الدورة الشهرية لتقييم عدد الحويصلات في المبيض.

  • قياس مستوى هرمون Anti- Müllerian

٤- تقييم مستوى هرمون (Thyroid stimulating hormone (TSH

 حيث أن كسل الغدة الدرقية مرتبط بالعقم النسبي عن طريق آليات عدة.

في حالة بعض الأزواج، قد يتم طلب الفحوصات التالية:

١- صورة أمواج فوق صوتية (ألتراساوند) للحوض:

لفحص وجود ألياف في الرحم أو أكياس على المبيض.

٢- Laparoscopy:

عملية منظار بطني للتعرف على وجود بطانة الرحم المهاجرة أو أي أمراض أخرى في منطقة الحوض.

إن التعامل مع موضوع العقم مؤلم لكل الأزواج الذين يحاولون إنجاب طفل، إلا أن الأمل موجود، وأنا أنصح الأزواج الذين قضوا بعض الوقت في المحاولة أن يتحلوا بالصبر وأن يستشعروا الثقة بأنهم سيتمكنون من إنجاب طفل لهم.

العلاج

يتم إعداد خطة العلاج عند الانتهاء من الفحص والتقييم، وهي تعتمد على التشخيص وفترة العقم وعلى عمر المرأة.

خيارات العلاج:

تحفيز الإباضة (Ovulation induction):

إن أدوية العقم هي العلاج الرئيسي للنساء اللواتي يعانين من العقم نتيجة لاضطرابات الإباضة. إن هذا النوع من العلاج غير مكلف نسبياً ويعتمد على كمية الأدوية المستخدمة.

التلقيح داخل الرحم (Intra Uterine Insemination):

يتم وضع الحيوانات المنوية السليمة داخل الرحم مباشرة في الوقت الذي يطلق فيه المبيض بويضة أو بويضتين ليتم إخصابها. إن هذا العلاج مفيد في حالات العقم المرتبط بأسباب متعلقة بالرجل، وفي الحالات التي لا تكون فيها الأسباب معروفة.

إن هذا العلاج ليس فعالاً إلى درجة كبيرة، وتتراوح نسبة النجاح فيه من ١٠ إلى ١٥٪ في كل دورة علاجية. أما بالنسبة للتكلفة فهي تصل إلى ٥٠٠ دولار في المتوسط.

الإخصاب في المختبر (In Vitro Fertilization IVF):

إن هذه الطريقة هي الأكثر شيوعاً للحصول على الإخصاب، وتشتمل هذه الطريقة على الخطوات التالية:

١- تحفيز المبايض لإنتاج عدة بويضات.

٢- تجميع البويضات بمساعدة تصوير الموجات فوق الصوتية.

٣- تخصيب هذه البويضات في المختبر بواسطة الحيوانات المنوية الخاصة بالزوج.

٤- زرع الأجنة في الرحم بعد ثلاثة إلى خمسة أيام بعد التخصيب.

إن نجاح الإخصاب في المختبر يعتمد على عمر الزوجة، وعلى مخزون البويضات وعلى سبب العقم. إن معدلات النجاح في العادة لا تتجاوز ٤٠٪  في كل دورة علاجية. إن عملية الإخصاب في المختبر مكلفة نسبياً حيث تصل التكلفة في المتوسط إلى ٣٠٠٠ دولار لكل دورة.

إن التعامل مع موضوع العقم مؤلم لكل الأزواج الذين يحاولون إنجاب طفل، إلا أن الأمل موجود، وأنا أنصح الأزواج الذين قضوا بعض الوقت في المحاولة أن يتحلوا بالصبر وأن يستشعروا الثقة بأنهم سيتمكنون من إنجاب طفل لهم.

إن الطب وعلاج العقم قد تقدم كثيراً، والعلاجات متوفرة. قد تكون رحلة العلاج طويلة وصعبة في بعض الأحيان ولكنها تنجح وتثمر طفلاً في النهاية.

لقد صادفتني العديد من الحالات على مر السنين والتي فقد الأزواج فيها الأمل، إلا أنهم رزقوا في النهاية بطفل أو أثنين بعد عدة أشهر أو عدة سنوات.

لقد صادفت زوجاً حاولا الإنجاب ١٠ مرات بواسطة الإخصاب في المختبر في أمريكا، وكل المحاولات فشلت، كما قاموا بعدة محاولات في الأردن ولم تنجح كذلك. عندها فقدت الزوجة الأمل واعتقدت بأنها لن تتمكن من إنجاب طفل أبداً. ولسبب ما قررت المحاولة مرة أخيرة، وكانت المحاولة ناجحة، وهي أم لطفل الآن بعد مرور١٠ سنوات من العلاج.

هذه القصص ليست الاستثناء. هناك العديد من الحالات المشابهة. إن الأمل دائماً موجود.

مواضيع قد تهمك

الأكثر شعبية