الأطفال 6-11 سنة

المؤثر الأقوى في علاقتنا بأبنائنا

المؤثر الأقوى في علاقتنا بأبنائنا
النشر : أبريل 13 , 2020
آخر تحديث : أغسطس 04 , 2022
أتمت حنان الماجستير من الجامعة الأردنية عام ٢٠٠٥، حيث كان موضوع رسالتها التي أعدتها لنيل الماجستير يتناول التعلق لدى المراهقين وعلاقته بتقدير... المزيد

بينما كنت أقرأ الصفحات الأخيرة من كتاب "The Whole Brain Child"، قرأت فقرةً مثيرة للاهتمام، حيث يبين المؤلفان: "الأمر الذي يمكن أن يفاجئك حقاً هو ما ينتج الصلة بين الوالد(ة) والابن(ة)، فالأمر لا يتعلق بطريقة تربية أهلنا لنا، ولا عدد كتب التربية التي نقرؤها. بل إن المؤثر الأقوى في علاقتنا بأبنائنا يتعلق بالطريقة التي نفهم بها خبراتنا ونمنطقها حول أهلنا، ومقدار حساسيتنا تجاه أولادنا، ما يؤثر في ازدهارهم."

في كثيرٍ من الأحيان، إن لم نعد إلى ذكريات طفولتنا وماضينا الخاص ونفهم كليهما، فسوف نميل إلى أن نتوجه إلى منحى من اثنين:

إما أن نكرر أسلوب تربية أهلنا لنا.

بإيجابياته وسلبياته وميزاته وعيوبه، وربما عدم ملاءمته لعصرنا وواقعنا الحاليين. هذا قد يجعلنا نعرض أولادنا للكثير من التجارب الصعبة التي كانت صعبةً علينا نحن أيضاً، لكننا لا نعرف غيرها، أو ربما نلجأ إليها عند اشتداد الضغوط علينا لأنها ما نشأنا وتعودنا عليه.

وإما أن ننحى المنحى المعاكس تماماً.

 فنتصرف بعكس الطريقة التي عاملنا بها أهلنا تماماً، وقد يكون ذلك للأفضل أو للأسوأ؛ فمن كان أهله بخلاء معه مثلاً يسرف في تلبية احتياجات ابنه المادية فقد يجعل منه شخصاً أنانياً يمل من الأشياء بسرعة ولا يقدرها، أو من كان أهله يحمونه من تجارب الحياة يترك ابنه كما يشاء دون توجيه مطلقاً، فيحتار في هويته وقد يقع فريسة أهوائه لو لم يجد من يوجهه بشكل جيد.

الفكرة هنا تكمن في الوعي والاستبصار:

فإن فهمنا وإدراكنا لماضينا الشخصي يجعلنا أكثر فهماً لمن نحن الآن. من الجيد أن نتذكر ما هي اللحظات الجميلة التي أسهم فيها أهلنا في تنمية خبراتنا ومشاعرنا، ومشاركتنا أفراحنا وأحزاننا، وتصرفهم السليم معنا في المواقف الصعبة. هذه الذكريات يمكن أن تساعدنا كدليلٍ في تنشئة أولادنا لينالوا خبراتٍ جميلة مشابهة لما اكتسبناه. ثم من الضروري أن نفهم المواقف المؤلمة الصعبة التي أثرت بنا في طفولتنا ومراهقتنا مع أهلنا، وإن كان هنالك أي أذى، مقصود أو غير مقصود، وكيف أثر فينا ذلك وقتها (هذا يقودنا بالضرورة إلى أن نفهم أهلنا من خلال معرفتنا بهم وبتاريخ حياتهم، وما الذي جعلهم يتعاملون بهذه الطريقة. ليس الهدف هنا هو لوم الأهل؛ بل فهم الموقف في سياقه وحيثياته وفهم تأثيره علينا ليكون خبرةً نسترشد بأثرها علينا في أثناء عملنا على تنشئة أبنائنا). عندها فقط، يمكننا أن نتدارك ذلك ونتجنبه في تعاملنا مع أبنائنا. وهذا سيسهل علينا كثيراً إدراج الأساليب الصحيحة التي نتعلمها من الكتب والمقالات التربوية التي نطلع عليها.

أحياناً يكون التفكير في هذه الأمور صعباً، وربما يحتاج جهداً كبيراً. يمكنك القيام به كتابةً كلما مررت بموقف مع أبنائك ذكرك بموقفٍ في ماضيك الخاص، أو مناقشة الأمر مع صديقتك أو زوجك، أو حتى اللجوء إلى الإرشاد أو العلاج النفسي أو الدورات المتخصصة بالوعي بالذات والعلاقات لفهم نفسك وشخصيتك وإيجاد إطارٍ منطقي لماضيكِ وفهم حاضرك. هذا هو أكثر ما سيساعدك في وضع الأمور في سياقها الصحيح والمضي بشكل أفضل في رحلة تربية الأبناء.

لنتذكر أن طريقة معاملتنا لأولادنا ستشكل ذكرياتهم مستقبلاً، وستؤثر في حياتهم ونظرتهم لأنفسهم وتعاملهم مع من حولهم، وفي تنشئتهم لأبنائهم؛ فكم يستحق الأمر أن نبذل بعض الجهد في فهم أنفسنا لكي ننجح في توفير خبراتٍ بناءة لأبنائنا

 

مواضيع قد تهمك

الأكثر شعبية