العناية بالذات

كيف أتمالك نفسي قبل أن أنفجر في وجه طفلي؟

كيف أتمالك نفسي قبل أن أنفجر في وجه طفلي؟
النشر : فبراير 21 , 2020
آخر تحديث : أغسطس 03 , 2022
أتمت حنان الماجستير من الجامعة الأردنية عام ٢٠٠٥، حيث كان موضوع رسالتها التي أعدتها لنيل الماجستير يتناول التعلق لدى المراهقين وعلاقته بتقدير... المزيد

تحدثنا في المقال السابق "العصبية والصراخ على الأطفال: هل ينفعان حقاً؟!" عن بعض تبعات ردود الفعل الغاضبة التي يمكن أن تحدث في حال تعاملنا مع الأطفال بعصبية ومن دون تفكير. وقبل أن نتحدث عن التعامل مع السلوك غير المرغوب فيه بطرق أخرى، دعينا نتحدث قبل ذلك عن تعاملكِ مع نفسكِ وانفعالكِ عند الغضب.

 

من الضروري أن أشير في البداية إلى أمرين مهمَّين: أولاً: إنَّ الطفل لا يريد أن يستفزك لكي "يستمتع" باستفزازكِ. وإن كان الأمر كذلك فربما يكون لأنه قد تعلم أن يجذب انتباهك فقط بهذه الطريقة التي تضايقكِ، أو ببساطة لأنه يظن أنه يلعب معكِ بهذه الطريقة! ثانياً: إنَّ مجرد قراءتكِ لهذا المقال أو لكتابٍ في التربية لن تجعل الحال يتغير فوراً، فالتربية عملية طويلة الأمد وتحتاج إلى جهد وإصرار وصبر.

وأول جهدٍ تحتاجين إلى بذله هو: كبح نفسكِ عن الصراخ، والتفكير في سلوككِ وتبعاته. مرة بعد مرة سيصبح السلوك الجديد عادتكِ الجديدة، لكن الأمر يحتاج إلى صبر ومتابعة ومثابرة. لا تلومي نفسكِ بشكل زائد لو عدتِ إلى عادتك القديمة في الصراخ بين الحين والآخر، خصوصاً لو كنت تشعرين بضغطٍ كبير، ولكن المهم بعد ذلك أن تراجعي نفسك لكي تتفادي الانفجار مرة أخرى، وأن تعتذري من طفلك، وتعودي للالتزام بالتصويب الهادئ لسلوكه دون انفعال.

 

فكري فيما يمكن أن يفيدك من بين الطرق التالية:

  • تأكدي أولاً من أنكِ لا تشعرين بقدرٍ كبير من الضغط النفسي:

    إن كنتِ متضايقة أنت نفسك من أمر ما يشغل تفكيركِ، فمن الممكن أن لا تحتملي أي تصرف أو قول مهما كان بسيطاً من طفلك، حتى لو قال لك: "ماما؟ أحبكِ!" لذا، من الضروري أن تنتبهي لصحتك وعافيتكِ النفسية وأن تتعاملي مع الضغوط التي تمرين بها، بل والأفضل من ذلك، أن تخففي منها ما أمكن من خلال وسائل مختلفة، يمكنكِ الرجوع إلى مقال "التعامل مع الضغوط اليومية في حياة الأمهات" للاطلاع على بعض وسائل التقليل من الضغوط.

 

  • اصنعي لوحة ملصقات المكافأة لعدم الصراخ!

    ضحكت حين اطلعت على هذه الفكرة لكنها فعلاً لطيفة: اصنعي لوحةً بسيطة فيها أيام الأسبوع، وأعطي الطفل بعض ملصقات النجوم أو الوجوه الباسمة ليلصقها لكِ في الأيام التي لا تصرخين فيها! سيشجعكِ هذا على معرفة متى يكون الطفل راضياً ويرى أنكِ لم تصرخي عليه لدرجةٍ تزعجه، وسيساعدكِ في تذكُّر "العقاب" بعدم الحصول على ملصقٍ لطيف!

 

  • انتبهي لنبرة صوتكِ الخاصة بشكل عام:

    إذا ناداكِ طفلك وكنت متضايقة أو متأففة أو قلتِ "نعم؟" بنبرة فيها غضب وضيق، فسوف يشعر طفلك بذلك ويحس بالخوف ويبدأ برفع صوته بدوره استجابةً لنبرة صوتكِ. التزمي بالهدوء ما أمكن خصوصاً لو لم يكن طفلكِ يضايقكِ ولكنك تتوقعين أن يضايقكِ لسبب ما.

 

  • اعتبري طفلك غريباً: 

قرأتُ مرة فكرةً في التعامل مع الأزواج لتلطيف الجو بأن تعتبري زوجك شخصاً غريباً جاء لزيارتكِ، فهل ستقومين بمعظم ما تقومين به معه؟ من مناداته بصوتٍ عالٍ، أو لومه على عدم إحضار غرضٍ ما، أو عدم الاهتمام بالتفاصيل التي تعلمين أنه يحبها؟ طبقي هذا الأمر مع طفلك على مدى أسبوع ولاحظي الفرق: تخيلي لو تركت صديقتك ابنها لديكِ لتسافر مدة أسبوع لظرفٍ ما، فهل ستعاملينه كما تعاملين طفلكِ؟ كيف ستعاملينه؟ انطلقي!

 

  • تذكري أنكِ القدوة:

    حين تتذكرين أن ما تقولينه وتفعلينه سوف تغرسينه لدى صغيرك ستتغير طريقة تفكيرك تماماً. عند ولادة طفلي الثاني، استيقظ مرة من النوم فور أن وضعته في سريره، فقلت بصوت عالٍ متضايقة: "ياه. مرة أخرى!" وفي المرة التالية التي استيقظ فيها، وجدت أخته التي تبلغ من العمر 4 سنوات تقول: "ياه! مرة أخرى؟!" بنبرتي المتضايقة نفسها. نحن نزرع الكلمات والمشاعر لدى أطفالنا. ألغيت تلك الكلمة من قاموسي واستبدلتها بعبارة: "هل استيقظت يا حبيبي؟ صح النوم!" وطبعاً لم تتأخر ابنتي عن التقاط ذلك السلوك بالنبرة الهادئة المسرورة نفسها! لذا، انتبهي لنفسكِ، فأنت تعلمين أبناءك كيف يتعاملون مع المواقف ومع الآخرين حتى وأنت لا تدركين ذلك!

 

  • أنذري أطفالك:

    إذا وجدتِ بعد ذلك كله، لسبب أو لآخر، أنكِ على وشك الصراخ، أنذري طفلك: "لو استمريت في ذلك فسأصرخ بشدة. اذهب الآن لكي أهدأ أو سأخرج أنا من الغرفة." وافعلي ذلك. اهدئي أولاً ثم عودي للتعامل مع الموقف حتى لو صرختِ بالفعل.

 

في المقال التالي، سنتحدث عن طرق تعاملكِ مع الأطفال حين تنزعجين من سلوكياتهم وتكونين على وشك الانفجار.

مواضيع قد تهمك

الأكثر شعبية