الأطفال الصغار 12-15 أشهر

الحل السحري الذي تحتاجونه للتعامل مع سلوكيات أطفالكم الصغار

الحل السحري الذي تحتاجونه للتعامل مع سلوكيات أطفالكم الصغار
النشر : فبراير 12 , 2020
آخر تحديث : سبتمبر 25 , 2023
بسمة أم لخمسة أطفال، وهي تهوى الكتابة منذ كان عمرها ثماني سنوات، بدأت في الكتابة بمدونتها الالكترونية بانتظام منذ أيلول من العام 2010،... المزيد

أن تعيش وتقوم برعاية أطفال صغار  (1-3 سنوات) يعني أن تعيش مع مع د. جايكل ومستر هايد؛ كائنات بشخصيات مزدوجة ومتغيرة، فتجدهم يلعبون بشكل لطيف تارة ثم يدخلون في نوبات من الغضب تارة أخرى!
نعم، هكذا تكون رعاية الأطفال الصغار، هم لطيفون إلا أنهم متقلبون ولا يمكن التنبؤ بتصرفاتهم أبداً. وغالباً ما يتركون الوالدين في حالة من الارتباك والإحباط وعلى وشك البكاء. فالسرعة التي يتدهور فيها مزاجهم شيءٌ لا يصدق!

وهذا عادةً ما يجعل تطبيق القواعد والقوانين ثم الالتزام بها أمراً أصعب بكثير من التسليم لهم وتركهم يأخذون كل ما يشاؤون. خاصة في الأماكن العامة.

وأنا هنا لأخبركم بأمرين مهمين سيغيران حياتكم مع أطفالكم الصغار:

  • أولاً: نوبات الغضب ليست شيئاً يمكن تجنبه تماماً
    إذا وعدكم أحدهم بطريقة سريعة من أجل حياة خالية من نوبات غضب الأطفال، فكأنه يدلكم على وصفة لعمل السوفليه لا تحتاج للطبخ! وهذا أمر مستحيل.
    أنتم لستم فاشلون عندما يرمي أطفالكم بأنفسهم على الأرض في أحد مراكز التسوق، ثم يبدأ بالصراخ وكأنه يعاني من ألم شديد! اعلموا أنه في مراحل الطفولة المبكرة لا يستطيع الأطفال ضبط أنفسهم!

فالأطفال الصغار لم يطوروا بعد تلك الأدوات الجسدية والعاطفية التي يحتاجون إليها من أجل السيطرة على مشاعرهم وردود أفعالهم. وأنتم حين تتوقعون منهم التوقف عن إظهار هذه التقلبات، فكأنكم تتوقعون من وليد جديد أن يخرج سيراً من رحم والدته مباشرة!

 

طفلة تقفز


 

  • ثانياً: هذه فقط "مرحلة وحتعدي"
    هذا وعد مني، فأنا قد مررت بتجارب كثيرة من نوبات الغضب مع أربعة أطفال، وأنا حالياً أسعى إلى أن تمر الأمور بسلام مع طفلي الخامس. هذا كله سيمر وأنا سأخبركم عن أسرع الطرق التي ستقلل من نوبات الغضب لدى أطفالكم وتحولهم إلى أطفال أكثر هدوء.

 بداية، دعونا نتحدث عن الدماغ وبعض الحقائق عنه
عندما يولد الأطفال، تكون أدمغتهم قد تكونت بنسبة 25%، وفي أول خمس سنوات من حياتهم يحدث ما نسبته 90% من نمو أدمغتهم وتطورها، وخلال هذا الوقت تحدث ملايين الملايين من الروابط العصبية بشكل مستمر داخل أدمغتهم، والتي يتم إما تعزيزها بتكرار أحداث معينة أو إهمالها مما يؤدي إلى تلاشيها واختفائها في عملية تسمى "التشذيب Pruning".

لذا إذا رأى طفل قطة سوداء، سيتكون داخل دماغه رابط عصبي أن القطط سوداء، لكن عندما يرى قطة أخرى بنية اللون، عندها لن يتم تعزيز رابط القطط السوداء في عقله فيتلاشى.

وهكذا تكون تجارب الأطفال السبب في تشكل بنية أدمغتهم، فعندما نتحدث عن تعديل السلوك لدى الأطفال فإننا عادة نظن أننا نتحدث عن أمر غير ملموس، لكن في حقيقة الأمر نحن نتحدث عن إنشاء أو اختفاء روابط عصبية معينة في أدمغتهم، وما نريد تعديله ليس إلا تغييراً عضوياً بحتاً وهو ما يستغرق بعض الوقت.

وبعد هذا كله يكون السر في تطبيق هذا التغيير الذي نريده لأطفالنا هو بالتكرار والمثابرة فقط!
كثيراً ما كنت أسمع الأمهات يقلن لي: "فعلت ذلك معه من قبل، لكنه لا يتوقف عن عادته وسلوكه!"
والواقع أنهن يبدأن بوضع خطة يحددن فيها ما يجوز وما لا يجوز، لكن سرعان ما يستسلمن عن تعزيزها وتطبيقها لأنه بدا لهن أن خطتهن قد فشلت، هي لم تفشل، لكن تحتاج إلى تكرارها مرات عديدة.

لذا دعوني أخبركم أنكم ربما ستفقدون القدرة على عد المرات التي قمتم فيها بتنبيه طفلكم لتصرف ما قبل أن يبدأ بالاستماع إليكم!

أعلم أنكم تفكرون الآن أنه لابد من وجود طريقة أسرع من هذه! وأنتم محقون

وقد يكون ذلك بالضرب والصراخ ليتعلم الدرس من المرة الأولى، وهذا يشبه إلى حد كبير عندما يحرق الطفل يده بشمعة ثم لا يلمسها بعد ذلك أبداً. لكن بالنسبة لي، فأنا أفضل طريقة التكرار.
فأي سلوك تعززونه لدى أطفالكم يترسخ بشكل كبير في عقولهم، فعندما تستسلمون أمام صراخ طفلكم العالي لكيلا يسمعه الجيران، فسيتعلم بشكل سريع أن الصراخ يجلب له ما يريد.
وعندما تتقلبون بين الاستسلام لمشيئة أطفالكم وبين تعزيز مواقفكم والثبات عليها، فإن ذلك يشوش الأطفال ويربكهم، وهو في ذات الوقت يشجعهم على القيام بذات السلوك مرة أخرى، لأنهم قد يحصلون من خلاله على ما يريدون في بعض الأوقات.

طفل في نوبة غضب

في بيتي، عادة ما يوجد لدينا صندوق من الشوكولاتة على الطاولة أمامنا، أسمح لأطفالي بتناول قطعة واحدة في اليوم، لكن تطبيق ذلك لم يكن سهلاً بالنسبة لطفلي ذو السنتين والنصف، في المرة الأولى عززت موقفي والقانون الذي وضعناه في منزلنا حتى انفجر طفلي في نوبة من البكاء والغضب، فاضطررت إلى إزالة الصندوق من أمامه.

المرة التالية لم تكن أفضل بكثير، إلا أن الدموع والغضب تضاءلا قليلاً، والوقت الذي استغرقه ليهدأ أيضاً قل مقارنة بالمرة الأولى. والآن بعد بضعة أسابيع بتكراري لرفض هذا التصرف من قبل طفلي وتعزيز قراري دائماً، صار يأتي إلي ليطلب قطعة واحدة فقط.

وهذا أمر طبيعي! يبذل أطفالنا قصاري جهدهم مثلنا تماما، فلا يستطيعون السيطرة على أنفسهم لرفض شيء يرغبون فيه بشكل كبير، وهذا ما يحدث معنا نحن الكبار، فنحن أيضاً نواجه أحياناً صعوبة كبيرة في حرمان أنفسنا من شيء نريده ونرغب فيه كثيراً!

التكرار، ثم التكرار، ثم التكرار.. هكذا سيتعلم أطفالكم!
في كل موقف يتكرر مع طفلكم ويسبب نزاعات وتوتر، حددوا القانون الذي تريدونه والتزموا به. لا تتوقعوا من أطفالكم أن يلتزموا من أول مرة (أو ثاني مرة أو ثالث مرة) استمروا و سترون النتائج بعد حين. 



اقرئي أيضاً:

مواضيع قد تهمك

الأكثر شعبية